كلنا يعلم أن سوريا باتت معرضة في أي لحظة لضربة عسكرية أمريكية أمر بها الرئيس الأمريكي باراك أوباما دون أن يستأذن أحداً.. لا الأممالمتحدة ولا مجلس أمنها.. ودون موافقة أو مشاركة حلف شمال الأطلسي "الناتو" ودون حتي انتظار الحصول علي موافقة من الكونجرس الأمريكي صاحب السلطة التشريعية.. قرار "منفرد" اتخذه أوباما لا يحظي بغطاء دولي واسع حيث عدد الدول الرافضة لتلك الضربة يزيد علي المؤيدة والمتحمسة لهذا القرار!! ولكن ما الذي يدفع "أوباما" حقا للتصميم علي ضرب سوريا؟!.. هل كما يردد لتأديب نظام الرئيس السوري بشار الأسد لاستخدامه أسلحة كيماوية ضد معارضيه؟!.. وكيف نصدقه والنموذج العراقي ماثل أمامنا.. حيث قامت الولاياتالمتحدة في مارس 2003 بغزو واحتلال العراق تحت زعم أن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين لديه أسلحة دمار شامل ثم اكتشف العالم فيما بعد أنه لا توجد أسلحة دمار شامل أو حتي "كامل" وان الهدف هو اسقاط نظام صدام حسين وتدمير مقدرات الدولة العراقية.. وهذا هو ما حدث ولايزال!! إذن.. هدف واشنطن الأول هو إسقاط نظام بشار الأسد في سوريا بأي ثمن وتدعيم المعارضة السورية التي يغلب عليها التيار الاسلامي بهدف الوصول إلي سدة الحكم.. وهذا هو سبب إصرار الرئيس الأمريكي أوباما علي ضرب سوريا لاستكمال المخطط الذي تقوده أمريكا وترعاه في المنطقة العربية لاعادة هيكلة المنطقة بما يتناسب مع الشرق الأوسط الكبير الذي تحلم به هي وتركيا وإسرائيل الذين وجدوا ضالتهم في تيار الاسلام السياسي الذي راهنوا عليه لتنفيذ مخططهم!! إن تعثر أو بمعني أدق فشل تنفيذ هذا المخطط في مصر أفقد أمريكا عقلها وجعلها تتصرف بهمجية نعم اعتدنا عليها الا أنها هذه المرة تظهر بشكل فج من خلال إصرارها علي ضرب سوريا ولو بشكل منفرد بعد تخلي حلفائها عن المشاركة في هذه العملية العسكرية وهو ما يعني في النهاية ان الولاياتالمتحدة ماضية في تنفيذ هذا المخطط الذي يستهدف المنطقة العربية بأي ثمن وأن فشل هذا المخطط في مصر لن يثنيها عن استكماله وبأن الحلم لايزال يراودها لعودة جماعة الاخوان لحكم مصر.. هل عرفتم الآن سر إصرار "أوباما" علي ضرب سوريا.. وهل عرفتم أيضاً سبب دعم الرئيس المعزول للمعارضة السورية وقراره بقطع العلاقات؟!.. بالمناسبة متي تعود العلاقات مرة أخري مع دمشق؟!!