العالم كله بشرقه وغربه مشغول بمتابعة المستجدات الطارئة علي الأزمة السورية، والاستعدادات الجارية علي قدم وساق للتحضير للضربة الأمريكية القادمة والمعلن عنها ضد سوريا، والتي حددها أوباما في إطار عقاب الأسد علي استخدامه للأسلحة الكيماوية ضد شعبه. واللافت للانتباه للجميع، هو الإصرار من جانب الرئيس الأمريكي، علي القيام بالضربة خارج إطار الأممالمتحدة ودون قرار من مجلس الأمن، ودون انتظار لتقرير المفتشين الدوليين حول ما إذا كان النظام السوري قد استخدم بالفعل الأسلحة الكيماوية أم أن هناك من استخدمها غيره. وفي هذا الشأن يؤكد أوباما أن لدي الإدارة الأمريكية ما يؤكد بالدليل القاطع، أن بشار الأسد قد فعلها، وأنه هو المسئول عن إزهاق أرواح أكثر من ألف وخمسمائة سوري نتيجة استخدامه غاز السارين السام في منطقة الغوطة، وأن ذلك يستوجب العقاب العاجل. ورغم كل التأكيدات الأمريكية التي يقول بها أوباما، والتي مازالت محل بحث حتي داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية ذاتها، حيث من المقرر أن توضع هذه الأدلة أمام الكونجرس حتي يعطي تفويضاً لأوباما علي شن الغارة أو الضربة المزمع القيام بها، ..، ولكن رغم ذلك مازالت الواقعة كلها تذكرنا وتذكر العالم بما حدث من قبل مع العراق. نعم مازالت القصة أو المأساة العراقية واضحة وماثلة في أذهاننا وأذهان العالم كله خارج وداخل الولاياتالمتحدة وأيضاً العالم العربي، وهناك.. تماثل وتشابه كثير في القصة العراقية الأمريكية، التي جرت منذ ما يقارب العشر سنوات، مع القصة السورية الأمريكية التي مازالت تجري الآن. ونحن بالتأكيد مازلنا نذكر وكذلك العالم كله لايزال يذكر، أن الرئيس الأمريكي بوش الابن، أكد وأقسم ملايين المرات أن صدام حسين يملك أسلحة دمار شامل تهدد العالم كله وليس جيرانه فقط، وأن واجبه وواجب الولاياتالمتحدةالأمريكية حماية العالم من شر صدام، ولذلك سوف يهاجم العراق لتأديب صدام وإزالة الخطر المتمثل في أسلحة الدمار الشامل. ولكن ذلك كله ثبت عدم صحته بعد ضرب العراق وغزوها، فلم يعثر أحد علي أسلحة الدمار الشامل التي ادعي بوش وجودها في حوزة صدام.. وكانت النتيجة المؤكدة لما حدث هو هدم ودمار العراق والقضاء علي جيشها العربي وتفتت وانقسام شعبها. ورغم الفوارق والاختلافات يبقي السؤال.. هل جاء الدور علي سوريا بعد العراق؟! »وللحديث بقية«