تطرق الكاتب البريطاني الشهير "باتريك كوكبرن" إلى المزاعم التي تروجها المعارضة السورية حول استخدام قوات الرئيس السوري "بشار الأسد" للأسلحة الكيميائية. وفي مقاله اليوم بصحيفة "إندبندنت" البريطانية" قال "كوكبرن": بعد الفشل الذريع حول المزاعم بامتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل، بدأ العالم أجمع يتشكك حول أي مزاعم أخرى تشير إلى استخدام أي نظام لأسلحة الدمار الشامل والكيميائية. وتابع كوكبرن قائلاً: الغازت السامة سلاح مخيف، وآثاره تمتد إلى فترات طويلة بعد استخدامه، والدليل على ذلك أن الإيرانيين مازالوا يموتون من آثار الأسلحة الكيميائية التي استخدمت ضدهم منذ ما يقرب من ربع قرن من الزمان، عندما استخدمها الرئيس العراقي السابق "صدام حسين" بكثافة ضد الإيرانيين والأكراد عام 1980. ورأى الكاتب ضرورة توخي الحذر عند الحديث عن الاتهامات المزعومة باستخدام اسلحة كيميائية، فالهجوم المزعوم من قبل القوات المسلحة السورية باستخدام أسلحة كيماوية ضد بلدة "سراقب"، التي يسيطر عليها المتمردون جنوب غرب حلب في 29 إبريل، ينبغي التحقيق فيه بعناية بالغة. فعلى الرغم من أن تصريحات شهود العيان التي تلمح إلى استخدام الغازات المسسمة ضدهم، إلا أنه يتوجب الحذر عند التعامل مع مزاعم نشر أو استخدام مثل هذه الأسلحة على مر السنين، فالسكان المحليون، بمن في ذلك الأطباء المحليون، غالبا ما يمليون إلى الاقتناع بأن بعض الأسلحة الغريبة قد استخدمت ضدهم، ولكن ذلك يمكن أن يكون مجرد وهم لكونهم لا يملكون الخبرة الكافية لمعرفة الفرق بين الهجوم التقليدي أو الكيميائي. ورأى الكاتب أنه ليس من مصلحة الحكومة السورية استخدام الأسلحة الكيميائية لأنها قد تؤدي في النهاية إلى التدخل العسكري الأجنبي، هذا بالإضافة إلى أن الجيش السوري يمتلك من المدفعية والقصف الجوي وفرق الموت ما يكفيه لتخويف المعارضين وإخراجهم من الدولة، وبالفعل وصل عدد اللاجئين السوريين خارج البلاد الى 1.5 مليون لاجئ. وحمل "كوكبرن" الصحفيين قدرا كبيرا من المسئولية حول منحهم المصداقية لهذه المزاعم التي يروجها عادة معارضو النظام، كالمنشقين العراقيين، وأجهزة الاستخبارات التي اتهمت حكومة صدام باستخدام أسلحة الدمار الشامل، وهو الأمر الذي يؤكد رغبتهم في إغراء الولاياتالمتحدة للتدخل العسكري ضد صدام، ولذلك عندما يتعلق الأمر بالأسلحة الكيماوية فإن المعارضة السورية لديها دوافع مماثلة وواضحة.