تاريخ الموسيقي المصرية والحفا علي ذاكرة الأمة والتأكيد علي نهضتنا كانت الشغل الشاغل للدكتور زين نصار الأستاذ بالمعهد العالي للنقد الفني الذي أثري المكتبة بعدد من الكتب التي تتضمن توثيق لتاريخنا الموسيقي والعديد من المقالات في المجلات المتخصصة يتابع فيها أهم الأحداث علي الساحة الموسيقية هذا بالاضافة لدوره العيم في الإذاعة المصرية حيث يحرص علي إعداد البرامج الموسيقية منذ أكثر من ربع قرن والتي لعبت دوراً كبيراً في الثقافة الموسيقية والآن تتوج أعماله بالجزء الثاني من الموسوعة الموسيقية التي سوف تري النور في الأيام القليلة المقبلة والتي تعد نتاج جهد خمسة وثلاثين عاماً. عن الموسوعة وعن تفاصيلها وعن بعض القضايا المثارة في حياتنا الموسيقية تدور السطور القادمة مع د. زين نصار. قال ان الموسوعة الموسيقية تختص بالموسيقيين المصريين في القرن العشرين وقد كانت طبعتها الأولي عام 2003 حيث هر الجزء الأول منها والذين تتضمن الملحنين فقط. ويقول د. زين: فكرة الموسوعة طرأت لي عام 1977 عندما كنت أعد رسالة الماجستير ولاحت انه ليس هناك تاريخ للموسيقي المصرية علي الاطلاق باستثناء بعض الكتب عن عبدالوهاب والسنباطي والقصبجي وزكريا أحمد فقط بالرغم ان لدينا 40 ملحناً والبحث العلمي الأكاديمي في هذا المجال سوف يواجه صعوبات ومن هنا عكفت علي البحث والتنقيب وجمع المعلومات ساعدني علي ذلك بدون شك عملي في الاعداد الإذاعي حيث تيسر لي الحصول علي بيانات من سجلات الإذاعة بالاضافة للتسجيل الحي مع المعاصرين والأحياء من الفنانين ويضيف: رغم ان الموسوعة مختصة بالقرن العشرين الا انني بدأتها زمنياً من النصف الثاني من القرن التاسع عشر ليكون هناك تمهيد تاريخي يفيد في التسلسل الزمني الذي قامت عليه الموسوعة والتي تم ترتيبها طبقاً لتواريخ ميلاد الفنانين.. وعن الموسوعة بشكلها العام يقول د. نصار: تضم في الجزء الأول الملحنين وتقع في حوالي 600 صفحة أما الجزء الثاني فيتناول الحياة الموسيقية بأكملها بدأنا بالمؤلفين الموسيقيين وقادة الموسيقي العربية. والأوركسترالية من أول عبدالحليم نويرة وحسين جنيد ويسري قطر وحمادة النادي وصلاح غباشي وصلاح عرام وأحمد فؤاد حسن وغيرهم وبالنسبة لقادة الأوركسترا بدأت بالمايسترو أحمد عبيد وختمت بمصطفي ناجي وبينهما يوسف السيسي وطه ناجي وكمال هلال وجهاد داوود والصعيدي وعباسي ويليهم أشهر العازفين علي آلات التخت العربي بالترتيب العود والقانون والناي والكمان والايقاع ثم المطربين والمطربات والنقاد والتحرير الصحفي والمقصود به الشخصيات الصحفية التي كان لها دور في تغطية النشاط الموسيقي ومتابعته. وعن الصعوبات التي قابلته يقول للأسف هناك بعض الشخصيات لم نستطع الحصول علي معلومات عنهم ولم نستطع التوصل لورثتهم ولكن لم نغفلهم وذكرنا ما تيسر لنا عنهم من معلومات وأشرت لهذا في المقدمة. وعن الملحنين يقول بدأت منذ سلامة حجازي أما المطربين كانت البداية مع عبده الحامولي وختمت بمحمد منير. أكد د. زين ان الاتصال المباشر بالمبدع وأخذ المعلومات منه بشكل مباشر تعد هي الاضافة الحقيقية ويقول: كما انها كانت متعة شخصية لي كما أنه يكون نتاجها دائماً معلومات نادرة وأتذكر موقفين الأول عندما كنت أسجل مع الموسيقار سيد إسماعيل رحمه الله سألته عن لحنه الشهير الذي اشتهر عقب ثورة 1952 ومطلعه "المهندس جاي مهندس جاي يا صحراء المهندس جاي" فجر مفاجأة حيث اخبرني ان هذا اللحن أبدعه قبل الثورة وكان لفيلم تسجيلي بعنوان "الصقر" ويدور عن التنقيب عن البترول وتم أخذه ووضع كلمات تتناسب مع اللحن دون التغيير فيه وكانت هذه الأغنية التي نجحت نجاحا كبيرا في وقتها ومن المعلومات النادرة أيضاً عندما كنت أسجل مع المرحوم سيد مكاوي سألته عن كيفية إبداعه لأوبريت الليلة الكبيرة فقال لي بالحرف الواحد انه خلاصة الليالي الكبيرة لكل الموالد الذي حضرتها منذ طفولتي ويكمل د. زين هذه جملة لا يقولها إلا المبدع نفسه ونقيس علي ذلك أشياء وطرائف كثيرة قد لا توضع في الموسوعة ولكن ان شاء الله سوف أجمعها في كتاب خاص وعن أكثر تسجيل استمتع به قال معم مقابلاتي مع الشخصيات الفنية كانت ممتعة ولكن لا يبرح ذاكرتي لقائي مع الفنان عمار الشريعي انه شخصية ثرية وله جاذبية خاصة وقد كان هذا التسجيل منذ 15 عاماً وأضاف: لا أنسي أيضاً تسجيلي مع المطربة العيمة شهر زاد والفنان كمال الطويل. ملاحات موسيقية وننتقل بحديثنا مع د. زين نصار إلي ملاحاته علي الحياة العامة الموسيقية في مصر والتي له اسهامات كبيرة فيها ونشاط واسع كان وراء حصوله علي العديد من الجوائز وتم تكريمه في أكثر من محفل ثقافي.. وكان السؤال عن موقفه من دبلوم الموسيقي الفرعونية والتي يتم تدريسه في احدي الاكاديميات الموسيقية في مصر يقول موقفي لم يتغير وسبق ان أعلنته هذا نصب وتهريج وعبث لأن الموسيقي صوت كل ما لدينا آلات تم استخراجها من المقابر ورسوم فرعونية لهذه الآلات وكل ما نستطيع عمله قياس المساحات الصوتية لهذه الآلات عندما يقال احياء الموسيقي الفرعونية أين هذه الموسيقي التي نقوم بإحيائها. وعن الوضع الموسيقي الحالي يقول يجب الاهتمام بالإبداع الموسيقي بمعني ان في كل حفلة للاوركسترا يكون هناك عمل لمؤلف مصري لأنه دور الدولة تشجيع حركة التأليف وأيضاً الاستفادة من الكفاءات المصرية ويضيف مثلا انا متعجب من القضية المثارة حالياً حول اسناد قيادة الأوركسترا لقائد أجنبي ونحن لدينا الكفاءات مثل المايسترو أحمد الصعيدي ونادر عباسي.. ولكن رغم كل ما تمر به البلاد أنا متفائل لأننا نسير في الطريق الصحيح نحو الاستقرار السياسي ودائماً عقب ذلك تكون هناك نهضة ثقافية وبحث عن الهوية القومية وتأكيدها كما حدث عقب ثورة يوليو.