السياسة هي لغة المصالح. أعداء اليوم كانوا أصدقاءا بالأمس.. هذا ما أكدته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية في تقرير لها كشفت فيه عن طبيعة العلاقات والمواقف بين الأنظمة الحاكمة. وكيفية تغيرها وفق مصلحة كل طرف. متقاربة مرة ومتباعدة أخري . ودودة حميمية في حين. وفي حين آخر هي في أشد صور العداوة. بما يثير الشكوك حول طبيعة تلك العلاقات غير المتوزانة. وبما يعكسه هذا التقلب في المواقف علي مصالح الشعوب وسيادتها. نشرت "ديلي ميل" مجموعة من الصور التي تعرض فيها صورة جمعت بين الرئيس السوري بشار الأسد . ووزير الخارجية الأمريكي الحالي جون كيري وزوجتيهما. علي مائدة الطعام. ولفتت الصحيفة في دهشة إلي قيام جون كيري بتناول عشاء دافئ وحميم مع بشار الأسد في مطعم "النارنج" بدمشق. عندما قاد كيري حينما كان عضوا في الكونجرس الأمريكي وفدا الي سوريا لبحث إيجاد طريقة للمضي قدما لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط . وكأنه لا يمكن لأي شئ أن يعكر صفو هذه الجلسات. وذلك في شهر فبراير عام 2009. وأوضحت الصحيفة أن موقف وزير الخارجية الأمريكي حاليا تبدل بطريقة غير منطقية للحد الذي يطالب فيه بالتدخل العسكري في سوريا وإزاحة صديقه السابق بشار الأسد عن السلطة. وتصنيف الأخير ووضعه علي صدر قائمة من المستبدين الذين حكموا في التاريخ بدءا من "أدولف هتلر". "الي صدام حسين". مدللاً علي ذلك في كون بشار قد استخدم غاز الأعصاب "السارين" ضد شعبه. مؤكداً علي ما سبق في خطاب عاطفي ألقاه في واشنطن قائلاً: أن التاريخ سيحكم علينا جميعا بقسوة غير عادية إذا نحن غضضنا الطرف عما يفعله الأسد بشعبه. وقد وضعت إدارة أوباما تصرفها بناء علي معلومات مخابراتية أكدت أن حصيلة قتلي الهجوم الكيماوي زادت عن 1429 قتيل منهم أكثر من 400 طفل . بين أيادي العالم ليعرف حجم المأساة. وقال كيري انه واثق من ان الكونجرس سيعطي أوباما دعمه للقيام بعمل عسكري ضد نظام الأسد وأن لدي الرئيس أوباما سلطة التصرف من تلقاء نفسه إذا لم يبد الكونجرس موافقته علي خوض غمار الهجوم . واختتمت "ديلي ميل" تقريرها بالإشارة الي أن القوي الغربية تخشي من تأخير التدخل في سوريا أو تأكيد فرضية عدم التخل في سوريا . فمثل هذه فرضيات من شأنها أن تقيد مصداقية المجتمع الدولي وعلي رأسه الولاياتالمتحدة . ولذلك يأمل أوباما مع صقور إداراته في اقناع الكونجرس بالموافقة علي فكرة التدخل العسكري الامريكي في سوريا فهم يعلمون من أين جاءت الصواريخ وأين تم قصفها وذلك في أكبر قرار تصويت سيتخذه الكونجرس منذ غزو العراق 2003.