إذا كان د.أحمد شمس الدين الحجاجي يعتز بروايته الوحيدة "سيرة الشيخ نور الدين" فإن حياتنا الثقافية تعتز بإسهاماته في المجال الأكاديمي. والنقد. ودراسة الأدب الشعبي. بداية من مولد البطل وانتهاء بتقديم السيرة الهلالية. منسوبة إلي رواتها الحقيقيين. والفعاليات المهمة في المؤتمرات والمهرجانات التي تعني بقضايانا الثقافية. قلنا: هل أثرت ثورة 25 يناير علي حياتنا الثقافية؟ قال: هذا السؤال لا أحبه. لأن ثورة 25 يناير لم تكتمل. وقد قلت منذ أكثر من شهر أن العدالة الاجتماعية هي التي نزلت. وأطاحت بمبارك. حتي الآن تجري أحداث دراماتيكية من حين لآخر. وأصوات تدين وتتهم بالخيانة. قلنا: ماذا عن الأدب؟ قال: إذا نظرنا إلي الأدب فسنقول إنه لم يفعل أي شيء. غلبت الحماسة علي الابداع. وقرأنا قصائد سياسية. سواء عامية أو فصحي. لكنها لن تصمد. إنها محاولة لكتابة منضبطة. ما حدث في المسرح مجرد حركات انفعالية. والمسرح يتم في هدوء واستقرار. وهذا غير متوفر الآن. ما يوجد هو انفعالات حيوية. أما بالنسبة للرواية. فالكاتب يفكر أعواما. والأحداث كثيرة. ولا يوجد شاهد يري الأحداث كلها. الخيال يأتي مع هدوء الثورة. أمامنا سنوات طويلة. الثورة الفرنسية ظلت 80 سنة. حتي وصلت لنابليون. بدأت ثورة. ثم ملكية. ثم ثورة. ثم ملكية. ما تنشره الصحف يمثل مقدمة قصة مدينتين لديكنز. نحن الآن في عصر النور والظلام. عصر الخير والشر. علينا أن نقرأ قصة مدينتين. انقسم الشعب قسمين. من هو علي صواب. ومن هو علي خطأ؟ أين شباب 25 يناير؟ التعليقات علي النت صعب أن تكون لشبابنا. التمثيليات التي قدمت في رمضان الفائت لا تعبر عن الثورة. عدا واحدة هي العراف. قلنا: لا علاقة لها بالثورة؟ قال: إنها تحفز المشاهد علي رؤيتها وهو في حالة استرخاء. في "العراف" لعب عادل إمام لعبة صح. عادل إمام ينجح. والناس تسترخي وهي تشاهده. نحن لا نعرف ماذا يحدث في الغد. أو في الدقيقة التالية. أتمني خبرا يوصلني إلي مستقبل مصر الديمقراطي. قلنا: ما أبرز السلبيات فيما تكتبه الأقلام؟ قال: كل كاتب يكتب عن أزمته. فقدنا الحديث عن الحب والتسامح. وعلي سبيل المثال. فإن الحروب التي وقعت بين الجنوب والشمال في الولاياتالمتحدة. انتهت بمحاولات لرأب الصدع حتي تعيش الأمة. قلنا: ألا تري أن الأدب الشعبي له دور في هذه المرحلة؟ قال: الأدب الشعبي ليس وليد لحظته. إنه تراث ممتد. وبعد 60 سنة ستروي الناس حكايات الثورة. الآن نقرأ قصائد هايفة تتحدث عن الثورة. حتي الشعراء الذين ظهروا علي منصات الثورة. وكان لهم شعبية. لم ينجحوا في الاحتفاظ بهذه الشعبية. أين هم الآن؟ الأدب الشعبي أدب حرية. لذلك فإني أسأل: هل الأغنية التي قدمتها عايدة الأيوبي في ثورة 25 يناير ستعيش؟.. ربما بعد 50 أو 60 سنة تخرج علينا الحكاية التي نرويها الآن. والمسرح لم يولد في 25 يناير. وكل ما قيل هو كلام مباشر. الفن لن يكون مباشرا أبدا. قلنا: ما تقديرك للحركة الثقافية الآن؟ قال: الناس للأسف لا تقرأ. الكل وخاصة الشباب. يتجهون إلي التويتر والفيس بوك وغيرها من الوسائط التي ليس من بينها القراءة. ونحن شباب كنا ننتظر قصائد أحمد عبدالمعطي حجازي وصلاح عبدالصبور. أعتقد أن حجازي حصل علي جائزة النيل لأنه قدم أعماله الشعرية الأولي. أي أنه ظل في الخمسينيات. وكذلك صلاح عبدالصبور. وما كتبه في الخمسينيات والستينيات. نحن الآن لا نجد إبداعا عظيما إلا في السينما. فقد عبرت عن فترة مبارك. وهي فترة لا تصلح للتقديم الآن.