لم يكن هناك أكثر أهمية أمس داخل سجن مزرعة طرة من توجه فريق النيابة العامة من مكتب النائب العام للتحقيق مع كل من علاء وجمال حسني مبارك في إطار استجوابهما فيما هو منسوب إليهما بشأن الشراكة الإجبارية في توكيلات أجنبية وعلاقتهما بشركة في قبرص وأخري في إحدي الجزر البريطانية وقد حضر معهما التحقيقات فريد الديب "المحامي". جاء إرسال فريق النيابة العامة وبتكليف من المستشار د. عبدالمجيد محمود النائب العام بعد أن تلقي رداً من منصور العيسوي وزير الداخلية علي الخطاب الموجه من النائب العام إلي وزير الداخلية لاتخاذ الإجراءات لتأمين نقل نجلي الرئيس السابق إلي النيابة للتحقيق معهما إلا أن وزير الداخلية أكد في خطابه أن هناك محاذير أمنية خطيرة علي نقلهما خارج السجن. البداية حينما حضر في العاشرة صباحاً إلي سجن طرة فريد الديب محامي نجلي الرئيس السابق وقد حمل معه ملفاً به أكثر من مائتي ورقة ومستند ثم جلس انفرادياً مع كل من علاء وجمال وناقش معهما بعض الأمور ودون العديد من الملحوظات وقد بدا نجلا الرئيس السابق هادئين خاصة بعد أن طمأنهما فريد الديب علي والدهما وأن حالته الصحية مستقرة وأن عملية نقله إلي مستشفي بالقاهرة لابد أن تتم بدقة حتي لا يتعرض للخطر. في الثانية عشرة ظهراً كان فريق النيابة قد وصل إلي سجن طرة وتم استقبالهم في المكان الذي أعد سلفاً لإجراء التحقيقات وتم نقل علاء وجمال مبارك تحت الحراسة إلي مكان التحقيق وبرفقتهما فريد الديب واستمرت التحقيقات لمدة 4 ساعات رد فيها أيضاً نجلا الرئيس السابق علي كافة الاتهامات التي وجهت إليهما ساعدهما في ذلك بعض المستندات التي كانت بحوزة محاميهما وبعد ذلك انصرف فريق التحقيق كما انصرف المحامي بعد لقاء استمر لعشر دقائق فقط مع نجلي الرئيس السابق ثم قام الأمن باصطحابهما مرة ثانية إلي محبسهما في عنبر التأديب بالمزرعة. داخل عنبر التأديب حرص المحبوسون من الوزراء والمسئولين علي لقاء علاء وجمال مبارك وسؤالهما عن سير التحقيقات والتهم الموجهة إليهما وكان في المقدمة هشام طلعت ود. زكريا عزمي وصفوت الشريف وأحمد عز وجرانة وبعدها أدي علاء وجمال مبارك الصلاة وتناولا بعض الأطعمة والأدوية المقررة لهما. قد ساءت الحالة النفسية لحبيب العادلي وزير الداخلية السابق ود. أحمد نظيف رئيس الوزراء السابق بعد علمهما بقرار إحالتهما للجنايات في قضية اللوحات المعدنية للسيارات الذي صدر أمس وقد فضلا عدم مغادرة الزنزانة إلي ما بعد صلاة العشاء وغلق العنبر. كان مستشفي سجن طرة قد استقبل أمس كلاً من د. فتحي سرور رئيس مجلس الشعب السابق بعد تعرضه لوعكة صحية تسببت في رفع درجة حرارته وإصابته بما يشبه حالة فقدان الوعي وأرجع الأطباء ذلك إلي الحالة النفسية التي يمر بها د. سرور وفقدانه الشهية وعدم تناول الأطعمة التي تمكن أجهزة جسمه من العمل بكفاءة وحرصه علي تناول الأدوية ومنها الخاص بالسكر والضغط إضافة إلي تقدمه في السن.. كما واصل الفريق الطبي بمستفي السجن حجز المستشار مرتضي منصور داخل المستشفي نظراً لتدهور حالته الصحية. علي جانب آخر كانت الوجبات التي حضرت إلي السجناء الكبار من خارج السجن عبارة عن فراخ مشوية وأرز وسلطات بالإضافة إلي الجبن والزبادي والعصائر لوجبتي الإفطار والعشاء وكانت أهم الملحوظات هي عدم إقبالهم علي تناول الطعام بشكل جيد ويكتفون بالجبن والزبادي والعصائر. قامت إدارة مستشفي سجن طرة بطلب المزيد من أجهزة قياس الضغط والسكر وتأهيل غرفة الرعاية بشكل جيد بالإضافة إلي زيادة عدد الأطباء المتخصصين الذين يحضرون إلي المستشفي يومياً حتي يكون هناك استعداد للتدخل السريع خاصة أن معظم سجناء عنبر التأديب من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة. علمت "المساء" أن عدداً كبيراً من أسر نزلاء عنبر التأديب تقدموا بطلبات لزيارة ذويهم اليوم وغداً وبعد غد وكذلك عدد من المحامين خاصة الذين يتولون الدفاع عن كل من د. أحمد نظيف وحبيب العادلي لاطلاعهما علي القرار بإحالتهما للجنايات في قضية اللوحات المعدنية. كما علمت "المساء" أن إدارة السجن تتأهب لاستقبال آخرين من المسئولين الذين يتم التحقيق معهم اليوم ومنهم د. مفيد شهاب ود. حاتم الجبلي.. وغداً عائشة عبدالهادي وزير القوي العاملة السابقة.