عاد الهدوء الليلة الماضية إلي مناطق وسط البلد شارع رمسيس والقللي والفجالة وغمرة والإسعاف وشبرا وكورنيش النيل وجاردن سيتي بعد قيام قوات الجيش والشرطة بفض تظاهرات مثيري الشغب من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي والقاء القبض علي عدد كبير منهم. نال تدخل قوات الأمن ترحيباً كبيراً من أهالي الذين هتفوا لهم كثيراً وشكلوا لجاناً شعبية لحماية المنشأت العامة والخاصة. كانت شوارع رمسيس وشبرا والقللي والفجالة وغمرة والإسعاف وشكورنيش النيل قد شهدت أمس اشتباكات ومصادمات دموية عنيفة بين الاخوان والأهالي وقوات الأمن بعد قيام أنصار المعزول بقطع الطرق وكوبري أكتوبر وإشعال النيران في إطارات السيارات مما أسفر عن مقتل وإصابة المئات من المواطنين. بدأت الأحداث عقب صلاة الظهر بقيام الآلاف من أنصار المعزول بالتجمع أمام مسجد الفتح وعلي سلالم المسجد رافعين لافتات مكتوب عليها "30/..8 المجد للشهداء" وصوراً لمرسي.. مرددين هتافات ضد القوات المسلحة والداخلية ومنها "الداخلية بلطجية" وصور.. ذيع.. السيسي خلاص بيضيع" و"يا نجيب حقهم يا نموت زيهم" وبالروح بالدم نفديك ياإسلام". تطورت الأحداث مع مرور الوقت خاصة مع صلاة العصر .. حيث أعتلي عدد من الاخوان أسطح إحدي العمارات وقاموا برش المتظاهرين بالمياه من ناحية واشتبكوا مع عدد من أهالي رمسيس وقوات تأمين قسم الأزبكية وحاولوا اقتحامه من الناحية الأخري. إنضم ألتراس نهضاوي إلي أنصار المعزول مرسي وقاموا بإطلاق عدد كثيف من الشماريخ مرددين هتافات عدائية ضد الجيش. حاول عدد من الاخوان اقتحام مؤسسة دار التحرير للطبع والنشر أكثر مرة ولكن محاولتهم باءت بالفشل بعد أن تصدي العمال وأفراد أمن المؤسسة لهم واقنوعهم بالرحيل وعدم إتلافها. دخلت 5 سيارات ملاكي وسط المتظاهرين أمام مسجد الفتح برمسيس وعليها عدد من الملثمين .. رافعين أعلام القاعدة.. وقاموا بتوزيع السلاح علي مؤيدي الرئيس المعزول مرسي لمواجهة الأمن. أضرم المئات من الاخوان النيران في عدد كبير من حدائق ميدان رمسيس وسيارات المارة.. وقاموا بخلع رخام أرصفة المترو وطوب الأرصفة وتكسيرها والقاءها علي قوات الأمن والأهالي.. كما قاموا بخلع وإزالة جميع أسوار الحدائق لإستخدامها كحواجز ضد قوات الأمن. قامت قوات الأمن بإطلاق طلقات الخرطوش وقنابل الغازات المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين. سادت حالة من الكر والفر بين الاخوان وقوات الأمن وتبادل كل منهما إطلاق النار مما أسفر عن مقتل وإصابة المئات من المواطنين. تحولت الشوارع الجانبية إلي حرب شوارع بين الأهالي والاخوان بعد أن قام أنصار المعزول برفع أعلام القاعدة في أيدهم والاشتباك مع الأهالي وإلقاء المولوتوف عليهم. كما أدي تبادل إطلاق النار بين قوات الأمن والاخوان إلي اشتعال النيران في الطوابق الثامن والتاسع والعاشر بمقر شركة المقاولون العرب برمسيس بعد أن إنفجرت إحدي أجهزة التكيف بالمبني. ظلت طائرات الهليكوبتر تحلق في سماء منطقة رمسيس والتحرير وكورنيش النيل طوال أمس.. لرصد الأحداث وبعث رسالة اطمئنان للمواطنين كما أطلقت طلقات صوت تحذيرية للاخوان لتفريقهم ومساندة قوات الأمن. دفعت وزارة الصحة ب 12 سيارة إسعاف في محيط ميدان رمسيس لإستقبال المصابين ونقلهم إلي المستشفيات. امتدت الاشتباكات إلي منطقة غمرة.. حيث أثار عدد من الاخوان الذعر بالمنطقة واطلقوا النيران علي المارة بطريقة عشوائية مما أصاب الأهالي بالرعب والفزع الأمر الذي جعل شباب المنطقة يقومون بتشكيل لجان شعبية لتفتيش المارة والسيارات والتأكد من هوية قائدها. كما هاجم العشرات من الاخوان أهالي شبرا وقاموا بإطلاق الرصاص الحي بطريقة عشوائية علي الأهالي وأصحاب المحال التجارية مما أسفر عن وقوع عشرات المصابين. من ناحية أخري أضرم العشرات من عناصر الاخوان النيران في إحدي سيارات الحماية المدنية بعد قيامها بمحاولة السيطرة علي الحريق.. حيث قاموا بألقاء زجاجات المولوتوف عليها مما أدي إلي انفجار السيارة. حاصرت قوات الأمن وأهالي رمسيس عشرات المسلحين داخل مسجد الفتح بعد أن حاولوا إسقاط طائرات المراقبة والتصوير التابعة للقوات المسلحة وأطلقوا القذائف عليها. كما تمكنت قوات الحماية المدنية من السيطرة علي الحريق الذي أندلع بمبني المقاولون العرب والذي دمر محتوايات الطوابق الثامن والتاسع والعاشر.