رحم الله المهندس محمد فهيم ريان صانع المجد والإنجاز لمصر للطيران وصاحب الأيادي الطاهرة والعقل المستنير فقد بذل جهوداً وصنع ما لم يستطع أحد قبله أن يصنعه لمصر للطيران.. الجميع لا ينكر جهده وإنجازه علي مدار سنوات طويلة من عمر مصر للطيران.. لقد صنع الرجل رحمه الله إنجازات عديدة وبصماته مازالت موجودة ورغم هذا التاريخ المشرف للرجل الذي صنع تاريخاً لنفسه بإنجازاته المتعددة فقد استجاب لقرار تخليه عن منصبه وحصوله علي قلادة النيل من رئيس الجمهورية وقد شاهدته وقد ترورقت عيناه بالدموع وهو يودع مصر للطيران متمنياً لها كل خير ورفاء. في المقابل شاهدنا الكابتن توفيق عاصي رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران السابق الذي تولي هذا المنصب مرتين الأولي في عهد الفريق أحمد شفيق وعندما تورط في مخالفات أسرع بتقديم استقالته لينجو بنفسه فأصبح في طي النسيان ولم تشفع له الشهور القليلة التي قضاها في منصبه أن يتذكر له أحد إنجازاً واحداً قد حققه بل حاصرته الاتهامات من كل جانب وفي المرة الثانية قد نجح في أن يخدع جماعة الإخوان بقدرته في كشف ملفات فساد الطيران المدني في عهد الفريق أحمد شفيق فاحتضنته الجماعة وأعادته إلي رئاسة القابضة للمرة الثانية في عهد الرئيس المعزول بعد توجيهات مباشرة من رئاسة الجمهورية بغض الطرف عن تقارير الجهات الرقابية وتعيينه عنوة ولكن خابت ظنونهم فلم يأت بجديد وظل أسيراً للجماعة حتي قامت ثورة 30 يونيو وسقط الإخوان بعد عام من تولي حكم مصر المحروسة ومع بزوغ شمس الحرية أصبح الحال غير الحال وأصبح لمصر رئيس مؤقت وحكومة جديدة برئاسة د.حازم الببلاوي وشكلت الوزارة وعين المهندس عبدالعزيز فاضل وزيراً للطيران المدني واستقبل جميع العاملين بالطيران المدني قرار تعيين فاضل بفرحة غامرة لأنهم يعرفون الرجل عن قرب فهو يتميز بالكفاءة والخبرة وحسن الأداء والأهم دماثة الخلق والتواضع الجم.. ورغم أن هناك إجماعا علي رفض استمرار عاصي في منصبه إلا أن الوزارة قد خاطبت الجهات الرقابية بمدي مشروعية استمرارية عاصي فجاء الرد قاطعاً فكان قرار الإقالة وتعيين الطيار حسام كمال أبوالخير رئيساً للشركة القابضة وتقديم الشكر إلي عاصي لكن كان رد فعل المخلوع رفض القرار والتهديد بدخول مكتبه عنوة بحجة أن القرار غير قانوني فكان التحرك السريع من قبل المسئولين بالوزارة باتخاذ كافة الإجراءات القانونية لمنع عاصي من دخول المبني الإداري لمصر للطيران مقر الشركة القابضة وتم تشديد الحراسة علي المبني تحسباً لحضور عاصي وتنفيذ تهديده لكنه لم يأت بعد أن أبلغه المقربون منه بأنه سيواجه متاعب ومشاكل إذا أصر علي حضوره.. وتم تشكيل لجنة لجرد مكتبه ومع نهاية عمل اللجنة استقر الرئيس الجديد في مكتبه وتوافد عليه العديد من العاملين لتهنئته بالمنصب الجديد. هذا الفرق بين فارس الفوارس صاحب الأمجاد والإنجازات المهندس محمد فهيم ريان رحمه الله وتوفيق عاصي الذي لم يترك بصمة في مصر للطيران بل ترك وراءه مخالفات وقضايا عدة وكانت النهاية مؤلمة لأن عودته كانت بتوجيهات الإخوان بينما إقالته كانت تنفيذاً للجهات الرقابية. علي العموم يجب أن يدرك الطيار حسام كمال أن هناك ذيولاً للمخلوع لازالت تتمتع بمناصبها حتي الآن وهي غير مؤهلة بل كانت من أهل الثقة. لقد قالها المهندس عبدالعزيز فاضل وزير الطيران المدني مراراً أنه لا إقصاء لأحد بسبب انتمائه السياسي أو الديني بل المقياس الأول هو الكفاءة أو بالأحري الاعتماد علي أهل الخبرة وليس أهل الثقة لكن في عهد المخلوع كان الاعتماد في أغلب الأحيان علي أهل الثقة في تولي رئاسة الشركات التابعة ويبقي السؤال: هل سيتم ترتيب بيت مصر للطيران من جديد؟ دعونا ننتظر الإجابة.