أعجبني قرار الفريق أول عبدالفتاح السيسي بسداد ديون الغارمين الذين قادتهم ديونهم للسجن. هؤلاء فئة أحارب معهم ومن أجلهم منذ أن شرفني الله بالدخول في مجال العمل الانساني فأسميتهم مساجين الفقر وكانوا بعيدين تماما عن دائرة الاهتمام يعانون من صمت مع المجرمين والخارجين عن القانون لا يعرف الكثيرون انهم ضمن مصارف الزكاة الثمانية. لكن بمرور الوقت ومع حرصنا وغيرنا علي تسليط الضوء عليهم بصفة مستمرة ومع رصد قدر ثابت من التبرعات التي تصلنا لفك أسرهم التفتت إليهم الجمعيات الخيرية. والغارمون ضمن فئات كثيرة لابد أن نبدأ العمل لتخفيف العبء عنها منهم أسر الشوارع الذين فقدوا المأوي لعدم قدرتهم علي سداد الايجار ومنهم من فقد مصدر رزقه لأي سببب وغيرهم فمن يريد رضا الله ومن يرد إصلاح حال هذا البلد ومن يسع حتي لغرض من الدنيا ليصبح زعيما يشارك بالبنان فعليه بالفقراء المعدمين فقد نادينا طويلا بأن يبدأ الاصلاح من القاع إلي القمة فنبدأ بهذه الطبقة التي تحسم مشاكلهم بضعة ملايين ولتكن من التي تم جمعها من التبرعات فتحميهم وتحيلهم من طاقة معطلة إلي أخري منتجة فاعلة. بعدها ننظر للمشروعات الكبيرة التي نجني ثمارها علي المدي البعيد فمن لا يملك قوت يومه لا يملك رأيا ولا يقدر حتي علي التفكير. فقد كان شعار الثورة الحقيقية الذي نسيناه وسط كثرة الزخم واللغط "عيش حرية عدالة اجتماعية" وفي ذلك فليتنافس المتنافسون. ولن أنسي ذلك الرجل البسيط الذي سألته عن رأيه فيما يحدث في البلد فأجاب بتلقائية أنا مع من يوفر لي الطعام والأمان أنا وأسرتي واستشهد بالآيات الكريمة "الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف".