الغارمون هم الفئة السادسة الذين ورد ذكرهم في سورة التوبة, من ثماني فئات يستحقون الزكاة بأمر الله تعالي, والغارمون هم المدينون الذين لزمتهم ديون بسبب حاجتهم الشخصية أو بسبب ضرورة اجتماعية, ومع تفاقم الحالة الاقتصادية وتدهورها, والغلاء الفادح الذي اجتاح كل شيء في حياتنا, استطاع البعض ان يواجه ويتكيف مع هذا الغلاء بشيء من التدبير . في حين سقطت فئات كثيرة فريسة لهذا الغلاء, واتجه بعضهم مضطرا الي الاستدانة, والبعض الآخر الي شراء ما يلزمه بالتقسيط بعد ان يكتب علي نفسه شيكات أو ايصالات أمانة بقيمة تزيد عشرات المرات عن القيمة الحقيقية لأسعار ما اشتروا به, الأمر الذي عجز عن سداده البعض وأدي بهم الي السجون ليقضوا عقوبة لسنين عديدة تاركين وراءهم أسرهم تواجه ظروفا أقسي وأشد مرارة, وهذه الفئة وهم الغارمون بعد أن تصاعدت أرقامهم في السجون مما دفع بريد الأهرام الي تبني قضيتهم ودعوة المجتمع الي المسارعة في إغاثتهم ونجدتهم, لأن الغالبية العظمي منهم وهي حقيقة يقضون عقوبة مقابل ديون مضاعفة وتعجيزية اضطروا الي القبول بها تحت ظروف ساحقة نعلمها جميعا ونلمسها, ونحفز الدولة ان تجد حلا لها, وهي بدورها الدولة تتعلل بالنظرية الهدامة والتي تبرأ منها واضعوها وهي نظرية السوق الحرة القائمة علي العرض والطلب, فكانت النتيجة ان تحالف أصحاب العرض مع وجهاء الطلب بإمكانياتهم المتعددة المصادر, للاستحواذ علي كل شيء مهما غلا ثمنه, ليجد محدود الدخل نفسه بين المطرقة والسندان, لا يملك الا الاستدانة وتقسيط كل ما يشتريه, فإذا عجز عن السداد وعجز عن إيجاد من يمد له يد المساعدة, فسوف يجد عقوبة السجن في انتظاره. وأعتقد ان بريد الأهرام بفتحه الباب لتلقي تبرعات أهل الخير والمروءة وراغبي دفع زكاة مالهم في أحد المصارف الثمانية التي وردت في سورة التوبة قد فتح أبواب السجون كلها ليخرج منها الغارمون الي حياتهم وأولادهم الذين دفعوا ثمنا غاليا لحبس آبائهم وأمهاتهم ليس لجريمة ارتكبوها, ولكن لعجز طال الجميع, وكلمة أخيرة للجميع وهي ان أولاد وأبناء الغارمين المسجونين يجب ألا نعاملهم أبدا معاملة قاسية تضاعف المأساة التي يعيشون فيها بدون ذنب جنوه, بل تجب علي المجتمع ان يفتح قلبه وعقله لهم ويساعدهم قدر الاستطاعة. تلقيت هذه الرسالة من المحاسب عبد المنعم النمر من الاسكندرية, وهي واحدة من الرسائل العديدة التي تلقيتها تعليقا علي قضية الغارمين علما بأن بريد الأهرام يتلقي التبرعات لكل الحالات الإنسانية والمرضية بشكل عام ويصرفها في أوجهها الصحيحة والله المستعان.