تتصاعد المخاوف الغربية من الوضع في سوريا يوما بعد الأخر. مع تزايد أعداد المقاتلين الأجانب القادمين إلي البلاد. حيث يري مسئولو المخابرات الأمريكيةوالغربية أن سوريا مؤهلة لتكون واحدة من أكبر بؤر الإرهاب في العالم. فالمقاتلون الأجانب القادمون الي سوريا. يقاتلون بكل شراسة. وعلي استعداد للقيام بعمليات انتحارية بالسيارات المفخخة وغيرها من العمليات التي تحقق أهدافهم. ويزيد حاليا عدد المقاتلين الأجانب في سوريا عن ستة آلاف مقاتل. وهنا يذكر مسئولو المخابرات المعنيون بمكافحة الإرهاب. بأن المقاتلين يتسللون إلي سوريا بأعداد أكبر من تلك التي ذهبت الي العراق إبان الغزو الأمريكي للعراق. فالعديد من المتشددين هم جزء من جبهة النصرة. وهي جماعة متشددة اكتسبت سمعة كبيرة علي مدي الأشهر القليلة الماضية وذلك لفاعلية الهجمات التي تقوم بها ضد القوات الحكومية في سوريا. وتشير صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إلي أن الخطورة الأكبر تتمثل في أن بعض المقاتلين يجمعون أنفسهم ليشكلوا مجموعات تنضوي تحت مظلة وألوية جديدة أكثر تشددا وهي مظلة "الدولة الإسلامية في العراق وسوريا". والتي سيتم الدمج فيها لبعض السوريين مع مقاتلين من جميع أنحاء العالم من- الشيشان وباكستان ومصر والغرب. فضلا عن تنظيم القاعدة في العراق. تلك المجموعة السنية المتمردة التي ارتفعت الي مكانة بارزة في الكفاح ضد الاحتلال الأمريكي في السنوات التي تلت غزو العراق عام 2003. والقلق المتزايد يكمن في انضمام تلك المجموعات أنفة الذكر تحت تلك المظلة الجديدة لتنظيم القاعدة . مما يؤكد علي ما ينتاب المخابرات الغربية من قلق نحو تلك المجموعات الإرهابية. مما يلقي ذلك بظلاله علي مسألة المساعدات الخارجية للمعارضة السورية والتي من المقرر لها أن تبدأ هذا الشهر. بما يضعف من قوة التأثير الغربي علي الأحداث الجارية في سوريا. ويجعل المشهد السوري أكثر تعقيدا والتباسا لتزايد عدد الفاعلين الضالعين في الأزمة السورية.