رئيس الطائفة الإنجيلية يشارك في الاحتفال بمرور 1700 على مجمع نيقية    أسعار الدولار أمام الجنيه المصري اليوم الجمعة 21 نوفمبر 2025    10 ملايين جنيه حصيلة البيع بجلسة مزاد سيارات جمارك مطار القاهرة وتفتيش الركاب    بورصة وول ستريت تشهد تقلبات كبيرة    خبيرة فرنسية: زيارة زيلينسكي إلى باريس ضارّة بمصالح فرنسا    كاف: الأهلى يبحث عن انطلاقة مثالية فى دور المجموعات أمام شبيبة القبائل    أمريكا: فلوريدا تستعد لتنفيذ حكم الإعدام السابع عشر هذا العام    شبورة كثيفة تحجب الرؤية على الطرق الرئيسية في الدقهلية (فيديو وصور)    نفاد تذاكر دخول المصريين لقاعات عرض المتحف المصري الكبير اليوم الجمعة وغدا السبت    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الجمعة 21 نوفمبر 2025    5 هزائم تهزّ عرش الريدز.. ليفربول يدخل أخطر مراحل الفوضى تحت قيادة «سلوت»    عاجل.. غلق هذه الطرق بسبب الضباب    هل تنجو «نورهان» من الإعدام؟.. تطور جديد بشأن قاتلة أمها ب «بورسعيد»    وزير الحرب الأمريكى: لا خطوط حمراء بملف فنزويلا    الصحة العالمية: اللاجئون والنساء أكثر عُرضة للإصابة ب«سرطان عنق الرحم»    أستاذ طب الأطفال: فيروس الورم الحليمي مسؤول عن 95% من حالات المرض    دراسة تكشف عن علاقة النوم العميق بعلاج مشكلة تؤثر في 15% من سكان العالم    رجل الأعمال محمد منصور يروي مأساة طفولته: قضيت 3 سنوات طريح الفراش والأطباء قرروا بتر ساقي    محمد منصور يكشف كواليس استقالته بعد حادث قطار العياط: فترة وزارة النقل كانت الأصعب في حياتي    فلسطين.. قوات الاحتلال تعتقل شابًا من طولكرم شمال الضفة الغربية    هشام حنفي: أتمنى تتويج المنتخب الثاني بلقب كأس العرب.. وأحمد الشناوي كان يستحق فرصة في مباراتي الفراعنة    زد يفاوض كهربا للعودة للدوري المصري عبر بوابته (خاص)    أخبار فاتتك وأنت نايم | إغلاق الطريق الصحراوي بسبب الشبورة.. قائمة منتخب مصر في كأس العرب    محمد منصور: عملت جرسونا وكنت أنتظر البقشيش لسداد ديوني.. واليوم أوظف 60 ألفا حول العالم    أبرز مواجهات اليوم الجمعة 21 نوفمبر 2025 في مختلف الدوريات العالمية    محافظ البحيرة تلتقى أعضاء مجلس الشيوخ الجدد وتؤكد على التعاون المشترك    أوقاف القاهرة تنظّم ندوة توعوية بالحديقة الثقافية للأطفال بالسيدة زينب    رئيس مياه البحيرة يتابع الموقف التنفيذي لمشروعات «حياة كريمة»    انهيار جزئي لعقار بحدائق القبة    البحوث الإسلاميَّة يختتم الأسبوع الدَّعوي ال14 بجامعة أسيوط    نجوم «صديق صامت» يتألقون على السجادة الحمراء بمهرجان القاهرة    «المهن التمثيلية» تحذر من انتحال اسم مسلسل «كلهم بيحبوا مودي»    فضل سورة الكهف يوم الجمعة وأثر قراءتها على المسلم    دعاء يوم الجمعة.. ردد الآن هذا الدعاء المبارك    ما الأفضل للمرأة في يوم الجمعة: الصلاة في المسجد أم في البيت؟    عراقجي يؤكد جاهزية إيران لهجوم إسرائيلي جديد بصواريخ مطوّرة    خاص| عبد الله المغازي: تشدد تعليمات «الوطنية للانتخابات» يعزز الشفافية    عمرو مصطفى بعد تكريمه من مهرجان ذا بيست: اللي جاي أحلى    ضربة لترامب، قرار قضائي بعدم قانونية نشر الحرس الوطني في واشنطن    التنسيقية: فتح باب التصويت للمصريين بالخارج في أستراليا بالمرحلة الثانية لانتخابات مجلس النواب    لأسباب إنتاجية وفنية.. محمد التاجي يعتذر عن مشاركته في موسم رمضان المقبل    بعد 28 عاما على وفاتها، الأميرة ديانا تعود إلى "متحف جريفين" في باريس ب"فستان التمرد" (صور)    سرب من 8 مقاتلات إسرائيلية يخترق الأجواء السورية    القرنفل.. طقس يومي صغير بفوائد كبيرة    نائب رئيس الألومنيوم يعلن وفاة مدرب الحراس نور الزاكي ويكشف السبب    تجديد حبس المتهمين بسرقة طالب بأسلوب افتعال مشاجرة بمدينة نصر    سبب غياب راشفورد عن تدريبات برشلونة    بنك مصر والمجلس القومي للمرأة يوقعان بروتوكول تعاون لتعزيز الشمول المالي وتمكين المرأة    بعد علاقة دامت 10 سنوات، إعلان موعد زواج النجمين شين مين آه وكيم وو    كاسبرسكي تُسجّل نموًا بنسبة 10% في المبيعات وتكشف عن تصاعد التهديدات السيبرانية في منطقة الشرق الأوسط    ضياء السيد ل dmc: الرياضة المصرية بحاجة لمتابعة دقيقة من الدولة    "عائدون إلى البيت".. قميص خاص لمباراة برشلونة الأولى على كامب نو    غلق باب الطعون الانتخابية بعدد 251 طعنا على المرحلة الأولى بانتخابات النواب    تطعيم 352 ألف طفل خلال الأسبوع الأول لحملة ضد الحصبة بأسوان    هل عدم زيارة المدينة المنورة يؤثر على صحة العمرة؟.. أمين الفتوى يوضح    رئيس الوزراء: مشروع الضبعة النووي يوفر 3 مليارات دولار سنوياً    محافظات المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب وعدد المترشحين بها    دعاء الفجر| اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مصطفى النجار يستعرض : عسكرة الثورة السورية
مؤكداً أن العسكرة تزامنت مع تحول الثوار للخطاب الدينى
نشر في الشروق الجديد يوم 09 - 06 - 2013

طوال ما يقارب العامين، تساءل الكثيرون كيف تحولت انتفاضة سلمية إلى ثورة مسلحة، يمكن أن تنزلق إلى معركة طائفية، مع مخاوف أن تصبح فى أى لحظة حربا إقليمية شاملة، من المؤكد أن الجميع فيها خاسر.

فى هذه الحلقة من «يوميات الثورة السورية»، يسترجع النائب البرلمانى السابق مصطفى النجار اللحظات الأولى لما صار يعرف باسم «عسكرة الثورة السورية».

عسكرة الثورة السورية كانت رد فعل طبيعى لقمع النظام واستخدامه للقصف الجوى وتورطه فى مذابح دامية مات فيها عشرات الآلاف من السوريين.

وترصد الباحثة رابحة علام تسلسل عسكرة الثورة السورية فى تحليل مطول ومهم اقتبس منه الفقرات الآتية «بداية العسكرة من بين التحديات التى واجهت الثورة فى بداية انطلاقها كان بالأساس خطر العسكرة وخطر التطييف (الاستعداء الطائفى) وهما مرتبطان ببعضهما البعض بشكل وثيق، خصوصا مع إصرار النظام على استدراج الثوار لهذا الفخ كى يُثبت دعايته بأن الثوار عصابات مسلحة سلفية». وتتابع علام «الحراك السلمى كان جامعا لكافة أطياف الشعب السورى من مختلف القوميات والطوائف والمناطق، ولكن مع تزايد قمع النظام هدأ المد الثورى السلمى بعض الشىء وتقدمت النزعة العسكرية التى بدأت بالدفاع عن النفس والعرض».

ارتبطت العسكرة بتزايد الخطاب الإسلامى بالضرورة بحكم إقبال المتطوعين من المدنيين إلى الانضواء تحت لواء كتائب الجيش الحر حتى فاق عددهم عدد الجنود المنشقين فصار خطاب الشرف العسكرى والتضحية من أجل الوطن وحماية الشعب أقل جاذبية للمدنيين مقارنة بخطابات الجهاد الإسلامى والثأر للعرض والانتقام ممن دنسوا المساجد وتطاولوا على الذات الإلهية.

وميدانيا، نشأ صراع حول أحقية قيادة الجيش الحر، هل يتولاها صغار الضباط الذين انشقوا فى البداية، أم كبار القادة الذين التحقوا بالثورة متأخرا.

طبيعة الصراع مع النظام أدت بهذه الكتائب إلى انعزال بعضها عن بعض لحماية مناطق بعينها، فيما فشل كبار الضباط الذين لجأوا لتركيا فى التواصل معها لفرض السيطرة والانضباط والتراتبية العسكرية.

ومع تزايد موجة الانشقاقات وتوسع الاشتباكات مع النظام فى عدة نقاط تكاثرت الكتائب المنشقة دون أن يكون بينها رابط أو تنسيق، فضلا عن نفاد ذخيرتها بشكل متسارع وهنا برزت الحاجة إلى توحيد الكتائب والألوية لتحقيق خرق عسكرى ضد النظام.

ولكن تعذر توحيد جهود المعارضة السياسية من جهة، وعدم حسم النشطاء السلميين لخيار الخوض بالثورة فى المسار العسكرى من جهة أخرى، انعكس سلبا على إمكانية توحيد الجيش الحر من أجل التخطيط وتنفيذ العمليات بشكل مركزى.

وتعددت البيانات الإعلامية التى تزف للشعب السورى خبر توحيد الكيانات العسكرية للجيش الحر تحت قيادة موحدة دون أن يكون لذلك الإعلان تأثير ملموس على الأرض.

تنازع قيادة الجيش الحر كل من العقيد رياض الأسعد والعميد مصطفى الشيخ، إلى أن تم التوصل لاتفاق مبدئى باقتسام القيادة بينهما حيث تولى الأخير قيادة التخطيط وتولى الأول قيادة العمليات.

ولكن نظرا لإقامة كل منها فى تركيا، فإن سيطرة كليهما على التطورات الميدانية محدودة، وفى المقابل تعاظمت أهمية المجالس العسكرية المحلية التى تكونت على أساس المناطق للتخطيط على مستوى المحافظات.

أهمية هذه المجالس أنها تحاول إعادة بناء التراتبية العسكرية من أسفل لأعلى، حيث ينضوى فى عضويتها قيادات الكتائب العاملة فى المنطقة نفسها للتشاور والتنسيق وتنفيذ عمليات مشتركة. ومن جهة ثانية، تتواصل المجالس العسكرية فيما بينها ومع قادة الجيش الحر المقيمين فى الخارج الذين يتواصلون بدورهم مع كبار الرتب العسكرية التى انشقت عن نظام الأسد حديثا. وقعت المجالس العسكرية اتفاقا لتوحيد كتائب الجيش الحر فى سبتمبر 2012، على نحو يضبط فوضى السلاح ويؤسس لإدارة المناطق المحررة بتكوين شرطة محلية لضبط اللصوص، فضلا عن بناء نواة لجيش وطنى يخدم الدولة الحرة المدنية.

ولذا فى ديسمبر 2012 تم استبعاد كل من الأسعد والشيخ من قيادة الجيش الحر بناء على انتخابات جرت لاختيار قيادة موحدة، شارك فيها نحو 550 من ممثلى الكتائب التابعة للجيش الحر، فاز فيها القيادات الفاعلة على الأرض.

وقد تم انتخاب العميد سليم ادريس رئيسا للقيادة الموحدة المؤلفة من 30 من كبار القادة المشرفين على العمليات القتالية، وفاز العقيد مصطفى عبدالكريم بمنصب معاون رئيس الاركان وعبدالقادر صالح مساعدا لرئيس الاركان وهو قائد عمليات لواء التوحيد الذى حقق السيطرة على جزء مهم من مدينة حلب.

ويلاحظ أن القيادة الجديدة تضم عسكريين منشقين ومدنيين ملتحقين بالقتال، فضلا عن تمثيلها للجيش الحر داخل الائتلاف الوطنى لقوى الثورة والمعارضة السورية.

صعود الجهاديين من جهة ثانية، فى خضم محاولات توحيد الجيش الحر أنشأ واقعا عسكريا جديدا على الأرض تمثل بتوافد الآلاف من المقاتلين الجهاديين من العرب والأجانب الذين قد نشطوا من قبل ضمن القاعدة فى العراق أو قاتلوا ضد القذافى فى ليبيا فضلا عن بعض المقاتلين الشيشان الذين يرون فى الأسد حليفا للروس.

وتمتد الجنسيات المقاتلة ضمن الألوية الإسلامية الجهادية من سوريا والعراق ولبنان والسعودية وليبيا ومصر وتونس والمغرب فضلا عن الشيشان وأذربيجان، أغلبهم ينشط ضمن ما عرف باسم «جبهة النصرة».

ومن الصعب بكل تأكيد تحديد لمن الغلبة العددية والعسكرية على الأرض، فبينما يضم الجهاديون جبهة النصرة وأحرار الشام وصقور الشام وألوية الفرقان، فإن الجيش الحر يضم المجالس العسكرية المحلية المنتشرة فى كل سوريا إلى جانب لواء التوحيد المسيطر على حلب وكتائب الفاروق النافذة فى حمص، ولكلا الفريقين انجازات عسكرية كبيرة.

وتجاهر جبهة النصرة برفضها للائتلاف الوطنى باعتباره صنيعة الغرب كى يُفوت الفرصة على السوريين تأسيس دولة إسلامية خالصة، فيما تنفى كتائب الجيش الحر سيطرة الجهاديين المتشددين على الأرض ويعتبرونهم أقلية ذات صوت إعلامى عالٍ.

ورغم أن المشهد يعبر عن تنافس عسكرى بين الفريقين، غير أن الواقع العملياتى يكشف عن تنفيذ عمليات مشتركة ضد قوات النظام كما حدث فى السيطرة على مخيم اليرموك وبعض المعابر الحدودية مع تركيا، الأمر الذى يعيد خلط الأوراق ويجعل الواقع العسكرى السورى عصيا على التصنيف.



الجيش السورى الحر

شكل صغار الضباط المنشقين فى بداية الأمر ما عرف باسم (لواء الضباط الأحرار) بقيادة المقدم حسين هرموش، وتتالت بعد ذلك انشقاقات عديدة بين صفوف جيش النظام ومنها ضباط برتب عالية شكلوا لاحقا مع مجموعات من الثوار المدنيين الجيش السورى الحر، بقيادة العقيد رياض الأسعد.

ويشير قادة الجيش الحر الآن أن تعداد مقاتليهم بلغ 100 ألف، موزعين على عدة ألوية أبرزها لواء الاسلام، الناشط فى دمشق وريفها، ويضم كتائب (الأمويين، معاذ، الزبير بن العوام، الخطاب، حمزة، احمد بن حنبل) أهم عملياته استهداف مبنى الأمن القومى بدمشق الذى أودى بحياة قادة سوريين عسكريين كبار.

ولواء التوحيد، فى حلب وريفها، أهم كتائبه (أنصار الحق، سيوف الشهباء، فرسان حلب).

ولواء المجد، فى حماة وريفها، وأهم كتائبه (ابو عبيدة بن الجراح، أبناء شهداء حماة).

ولواء خالد بن الوليد، فى حمص وريفها، وأهم كتائبه (الشهيدة هاجر الخطيب، درع محمد، الشهيد أمجد محمد الحميد، محمد بن عبدالله، الفاروق).

ولواء الأحواز، فى دير الزور وريفها، وأهم كتائبه(جنود بيت المقدس، وذو الفقار، وبابا عمرو، أنصار السنة).

ولواء درع الشمال، فى ادلب وريفها، وأهم كتائبه(قبضة الشمال، يوسف العظمة، فرسان القادسية، ذى قار، فرسان الجبل، محمد الفاتح، جنود الرحمن).

ولواء تحرير الجنوب، فى درعا وريفها.

وتنضوى معظم الكتائب والألوية العاملة على الأرض تحت قيادة واحدة والمتمثلة بهيئة الأركان بقيادة اللواء (سليم ادريس) وتنبثق عن هيئة اركان المجالس العسكرية، ولكن توجد مجموعات مسلحة غير مركزية تعمل بمفردها دون تنسيق مع أحد.

ويعتمد الجيش السورى الحر فى تسليحه بالدرجة الاولى على ما يحصل عليها فى معاركه مع جيش النظام، وفى الدرجة الثانية الاسلحة محلية الصنع (بيد الثوار)، والاسلحة الخفيفة والمتوسطة التى يشتريها عبر الحدود (السوق السوداء)، واخيرا الاسلحة الخفيفة التى يحصل عليها كدعم من بعض الدول.

ولا يخفى الجيش الحر أن هناك تجاوزات فردية حصلت من بعض الأفراد مما ادى إلى تشكيل مجالس ثورية (تشبه الشرطة العسكرية) لحفظ الامن ومنع التجاوزات وتقديم عدد من المتورطين فى التجاوزات إلى المحاكم وسجنهم فى السجون المعدة لذلك.

ويرجع هذا للسيولة التنظيمية التى تسمح لأى مجموعة مسلحة تعلن تبعيتها للجيش الحر بالانضمام تحت لوائه.

ويركز الجيش الحر الآن على ترسيخ احترام حقوق الانسان وتنقية صفوفه من المندسين الذين يزرعهم النظام لتشويه الثورة.



جبهة النصرة

جبهة النصرة فصيل مقاتل، يعمل بشكل مستقل، تتبنى خطابا سلفيا جهاديا، يبلغ عددها حوالى 10 آلاف مقاتل، غالبيتهم من غير السوريين، تتلقى دعما من مموليها بالخارج، ولها تجاوزات فردية بحق المواطنين تتعلق بقضية الشريعة والمظاهر الاسلامية.

يرى بعض السوريين أن جبهة النصرة قد نشأت بشكل مريب ويصل ببعضهم الحال إلى اعتبارها صنيعة لنظام بشار الأسد لتشويه وجه الثورة وإثارة فزاعات للغرب ليغير موقفه من الثورة السورية ويعيد النظر فى بقاء بشار تحت زعم حماية سوريا من الوقوع فى براثن حكم سلفى جهادى متطرف.

وبعد اعلان جبهة النصرة بيعتها لتنظيم القاعدة العالمى تحت قيادة الظواهرى تأكد هذا الاعتقاد الذى يرى فى جبهة النصرة مؤامرة على الثورة السورية لافسادها، وحقيقة مبايعة جبهة النصرة لتنظيم القاعدة كان سببها اعلان تنظيم القاعدة فى بلاد الرافدين (العراق) أن جبهة النصرة السورية تتبعه، ومعلوم أن تنظيم القاعدة بالعراق على علاقة سيئة بتنظيم القاعدة الأساسى منذ أيام أبو مصعب الزرقاوى، لذلك سارعت جبهة النصرة فى رد فعل عكسى بالتأكيد على بيعتها لتنظيم القاعدة الأصلى لتنفى عن نفسها تبعيتها لتنظيم القاعدة ببلاد الرافدين.

مع مرور الوقت منذ الاعلان عن تأسيسها، بدأت الجبهة تأخذ مكانها كلاعب اساسى على الساحة السورية وبدأت تستقطب المقاتلين من الداخل والخارج على حد سواء وبدأت تتبلور مواقفها اكثر فأكثر.

فعقب تشكيل «الائتلاف الوطنى لقوى المعارضة والثورة» فى سوريا طلبت بريطانيا حينها من قوى المعارضة المسلحة ان تضع نفسها تحت مظلة الائتلاف للبدء بالبحث فى طرق تسليحها، وفى اليوم التالى خرجت الجبهة ببيان تعلن فيه ان هدفها هو اقامة دولة «خلافة» فى سوريا وتعلن فيه انها لا تعترف بالائتلاف الوطنى.

وبعد هذا بفترة تبنت جبهة النصرة الهجوم الذى حدث فى مدينة (سلمية) التى تقطنها اغلبية من الطائفة الاسماعيلية (أحد فرق الشيعة) والذى اودى بحياة العشرات من المدنيين، على الرغم من ان السلمية كانت من اوائل المدن السورية التى شهدت حراكا مناصرا للثورة وشهدت العديد من التظاهرات والاعتصامات، كما تعرض الكثير من ناشطى المدينة للملاحقة والاعتقال على يد عناصر الامن السورى.

لذلك يرى أصحاب نظرية المؤامرة أن جبهة النصرة ليست سوى فخا نصبته أجهزة المخابرات السورية للمعارضة والتى وقعت وبسهولة فى الفخ حيث أن المعارضين السوريين وحتى العلمانيين منهم، يتجنبون توجيه أى انتقاد لما تقوم به جبهة النصرة من أعمال على الارض السورية بل أعلن الكثير منهم بأن كل بندقية موجهة ضد النظام هى بندقية صديقة على مبدأ «لا صوت يعلو فوق صوت المعركة».

مما ساهم فى اضعاف ثقة الغرب بالمعارضة السورية وتردده فى تسليحها خوفا من تسرب هذه الاسلحة إلى جبهة النصرة بعد ان اعلن العديد من رموز المعارضة السورية السياسية والعسكرية فى عدة مناسبات ان الجبهة هى «حليف» يساهم فى اسقاط نظام الاسد ولا يمكن فى أى حال من الاحوال ان تحصل أى مواجهة بين المعارضة السورية وجبهة النصرة، وكانت مبايعة الجبهة الاخيرة لأيمن الظواهرى بمثابة صفعة قوية وجهتها النصرة للمعارضة السورية بكل اطيافها حتى الاسلامية منها ووضعت المعارضة السياسية لا بل حتى الثورة السورية والجيش الحر فى موقف حرج مما جعلها تتبرئ من هذا التنظيم بشكل واضح خلال الفترة الماضية.

من قابلتهم من اعضاء جبهة النصرة ومؤيديها ينفون هذه الاتهامات ويرون أنها دعاية يقوم بها النظام لشق صف الثورة ويرى بعضهم أن هذه دعاية علمانية بسبب الخط الاسلامى الواضح لجبهة النصرة بخلاف الجيش الحر الذى يرونه جيشا علمانيا بامتياز مهما كانت أسماء ألويته وكتائبه أسماء اسلامية، ويتحدثون عن أفراد الجيش الحر بسخرية، وتساءلون كيف ينصر الله جيشا يدخن جنوده ويسمعون الموسيقى والمعازف ويسمحون بالاختلاط ويحصلون على أسلحتهم من دول كافرة معادية للإسلام؟

تمتاز جبهة النصرة بأن كثيرا من مقاتليها من المتمرسين قتاليا ممن حاربوا فى أفغانستان والشيشان وليبيا ومناطق مختلفة من العالم، لذا فهم أشد شراسة فى القتال مما يجذب اليهم الشباب السورى الذى اكتوى بنار النظام واجرامه ويريد الانتقام منه بأى شكل بعد أن أعمل القتل فى ذويهم وأهلهم.

أما البعد الطائفى لدى جبهة النصرة فهو واضح اذ يرى أغلبهم أن الشيعة ممثلون فى ايران وميليشيات حزب الله ونظام بشار العلوى يقومون بحرب ابادة ضد المسلمين السنة ولا بد من مقاومتهم بكل الطرق.

ويقول قيادى سورى بالجبهة إن «المجرم الرافضى حسن نصر الله لم يكن مقاوما لاسرائيل كما يدعى بل كان يستغل المقاومة لادخال السلاح إلى لبنان لفرض السيطرة الشيعية على لبنان وتحويلها لبلد غالبيته من الشيعة، وها هو يقف بكامل قواته فى صف بشار بسبب التعصب الشيعى، فلا تلومونا بعد ذلك حين نسقط نظام بشار المجرم؛ لأننا سنطهر سوريا من كل الشيعة القتلة وهم الذين بدأو الحرب على أهل السنة».



الاستراتيجية العسكرية بين الثوار والنظام

عندما بدأ النظام الحملة العسكرية على المدن، استخدم مختلف الآليات البرية الثقيلة مثل الدبابات والمدرعات وناقلات الجند فى مواجهتها، فكان يتَبع أسلوب حاصر المدن وإغلاق مداخلها بهذه الآليات، ثم اجتياحها عسكريا.

فى المقابل، كان الجيش الحر ينصب الكمائن ويدخل فى اشتباكات خفيفة متكررة مع القوات النظامية، ملحقا بها خسائر كبيرة، ومجبرا إيَاها على الانسحاب من بعض المناطق أحيانا، كما نجح فى التسبب باستنزاف قوة الجيش النظامى، الذى لم يستطع القضاء على وجود الجيش الحر فى أى منطقة بالبلاد.

من جهةٍ أخرى، كان صمود الجيش الحر قليلا أمام حملات القوات النظامية الكبيرة، وكان يضطر إلى الانسحاب من مواقعه عند حدوث مثل هذه الحملات تجنُبا لإبادة قواته.

وأطلق النظام حملة عسكرية موسعة على الجيش الحر خلال يناير 2012، للمرة الأولى منذ بدء الأحداث، لينتقل الجيش الحر من وضع الهجوم إلى الدفاع، وقد أدت الحملة إلى تقهقره فى الكثير من الجبهات وتحقيق مكاسب للجيش النظامى، وكان ذلك ردا على تقدُم الجيش الحر الكبير السابق وسيطرته على غوطة دمشق والرستن ومناطق بإدلب، لكن بالرغم من خسارته الكثير من المقاتلين والمناطق فى هذه الحملة فإنه لم يتعرض لهزيمة شاملة.

فى أبريل 2012 تم استخدام المروحيات القتالية، فى استهداف القرى التى وقعت تحت سيطرة الجيش الحر بمحافظتى حلب وادلب، وسرعان ما أصبح استعمالها نهجا روتينيا شائعا. وأصبحت أيضا تستخدم مروحيات النقل من طرازى ميل مى 8 وميل مى17، لإلقاء البراميل المتفجرة على المدن، وربَما كان غرض هذا التكتيك بالأصل توفير الذخيرة أو استغلال المروحيات بفاعلية.

إلا إنه قد نجح فى نشر الرهبة بين المدنيين، وساعدت المروحيات على تجنب مشكلة قطع الاتصال بين الوحدات العسكرية البرية التى سبَبتها غارات المعارضة المستمرَة على الأرض. ومع منتصف 2012 تقريبا، كانت الصدامات بين الجيشين الحر والنظامى قد بدأت تتطوَر من اشتباكات خفيفة إلى معارك كبير المستوى، وفى خلال مايو كانت هناك 70 نقطة اشتباكٍ فى أنحاء البلاد، ارتفعت إلى 80 فى الشهر التالى دار فيها 250 اشتباكا.

بدأ استعمال الطائرات الحربية للمرة الأولى فى أغسطس 2012، فى نفس الوقت الذى بلغ فيه استعمال المروحيات أقصاه، وكان ذلك فى خلال معركة حلب.

وتسلم «الجيش السورى الحر» فى ابريل 2013 الدفعة الأولى من المساعدات الأمريكية «غير الفتاكة» التى تعهدت بها واشنطن لدعم المعارضة المسلحة وذلك عبر المناطق الحدودية مع تركيا.

وأعرب اللواء سليم إدريس رئيس هيئة أركان الجيش السورى الحر خلال تسلم المساعدات عن أمله فى الحصول على أسلحة قتالية من الدول الأوروبية.

وقال المنسق العام للجيش الحر لؤى مقداد إن هذه الدفعة تشكل جزءا بسيطا جدا مما وعدت به الإدارة الأمريكية، وجدد المطالبة بالحصول على «أسلحة نوعية تساهم فى تغيير استراتيجى فى المعركة».


مصطفى النجار يستعرض يوميات الثورة السلمية فى سوريا(1)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.