دبلوماسي سابق: الإدارة الأمريكية تواطأت مع إسرائيل وتخطت قواعد العمل الدبلوماسي    ما حكم ذبح الأضحية في البلاد الفقيرة بدلا من وطن المضحي؟    بورصة الدواجن اليوم بعد آخر انخفاض.. أسعار الفراخ والبيض الأربعاء 22مايو 2024 بالأسواق    حركة القطارات| 90 دقيقة متوسط تأخيرات «بنها وبورسعيد».. الأربعاء 22 مايو 2024    بالصور.. معايشة «البوابة نيوز» في حصاد اللؤلؤ الذهبي.. 500 فدان بقرية العمار الكبرى بالقليوبية يتلألأون بثمار المشمش    الأزهر ينشئ صفحة خاصة على «فيسبوك» لمواجهة الإلحاد    استشهاد 10 فلسطينيين جراء قصف إسرائيلي على غزة    نتنياهو: لا نخطط لبناء مستوطنات إسرائيلية في غزة    «ما فعلته مع دونجا واجب يمليه الضمير والإنسانية».. أول رد من ياسين البحيري على رسالة الزمالك    النشرة الصباحية من «المصري اليوم».. أيرلندا تعتزم الاعتراف بفلسطين.. وإطلاله زوجة محمد صلاح    فضل يوم النحر وسبب تسميته بيوم الحج الأكبر    إبراهيم عيسى: التفكير العربي في حل القضية الفلسطينية منهج "فاشل"    رئيس نادي إنبي يكشف حقيقة انتقال محمد حمدي للأهلي    قرار جديد من الاتحاد الإفريقي بشأن نهائي أبطال إفريقيا    أرقام تاريخية.. كبير محللي أسواق المال يكشف توقعاته للذهب هذا العام    سيارة انفينيتي Infiniti QX55.. الفخامة الأوروبية والتقنية اليابانية    «هساعد ولو بحاجه بسيطة».. آخر حوار للطفلة جنى مع والدها قبل غرقها في النيل    رابط نتائج السادس الابتدائى 2024 دور أول العراق    اليوم.. ختام مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة بحضور إلهام شاهين وفتحي عبد الوهاب    أترك مصيري لحكم القضاء.. أول تعليق من عباس أبو الحسن على اصطدام سيارته بسيدتين    سفير تركيا بالقاهرة: مصر صاحبة تاريخ وحضارة وندعم موقفها في غزة    عاجل.. حلمي طولان يصب غضبه على مسؤولي الزمالك بسبب نهائي الكونفدرالية    تحرك برلماني بشأن حادث معدية أبو غالب: لن نصمت على الأخطاء    افتتاح أول مسجد ذكي في الأردن.. بداية التعميم    تصل إلى 50%، تخفيضات على سعر تكييف صحراوي وقائمة كاملة بأحدث أسعار التكييفات    دراسة: 10 دقائق يوميا من التمارين تُحسن الذاكرة وتزيد نسبة الذكاء    «أعسل من العسل».. ويزو برفقة محمد إمام من كواليس فيلم «اللعب مع العيال»    ضميري يحتم عليّ الاعتناء بهما.. أول تعليق من عباس أبو الحسن بعد حادث دهسه سيدتين    نشرة التوك شو| تفاصيل جديدة عن حادث معدية أبو غالب.. وموعد انكسار الموجة الحارة    جوميز: لاعبو الزمالك الأفضل في العالم    النائب عاطف المغاوري يدافع عن تعديلات قانون فصل الموظف المتعاطي: معالجة لا تدمير    بينهم طفل.. مصرع وإصابة 3 أشخاص في حادث تصادم سيارتين بأسوان    "رايح يشتري ديكورات من تركيا".. مصدر يكشف تفاصيل ضبط مصمم أزياء شهير شهير حاول تهريب 55 ألف دولار    أهالي سنتريس يحتشدون لتشييع جثامين 5 من ضحايا معدية أبو غالب    الأرصاد: الموجة الحارة ستبدأ في الانكسار تدريجياً يوم الجمعة    نائب روماني يعض زميله في أنفه تحت قبة البرلمان، وهذه العقوبة الموقعة عليه (فيديو)    إيرلندا تعلن اعترافها بدولة فلسطين اليوم    دبلوماسي سابق: ما يحدث في غزة مرتبط بالأمن القومي المصري    عاجل.. مسؤول يكشف: الكاف يتحمل المسؤولية الكاملة عن تنظيم الكونفدرالية    حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 22-5-2024 مهنيا وعاطفيا    «الثقافة» تعلن القوائم القصيرة للمرشحين لجوائز الدولة لعام 2024    جوميز: عبدالله السعيد مثل بيرلو.. وشيكابالا يحتاج وقتا طويلا لاسترجاع قوته    روسيا: إسقاط طائرة مسيرة أوكرانية فوق بيلجورود    الإفتاء توضح أوقات الكراهة في الصلاة.. وحكم الاستخارة فيها    وثيقة التأمين ضد مخاطر الطلاق.. مقترح يثير الجدل في برنامج «كلمة أخيرة» (فيديو)    ب1450 جنيهًا بعد الزيادة.. أسعار استخراج جواز السفر الجديدة من البيت (عادي ومستعجل)    طريقة عمل فطائر الطاسة بحشوة البطاطس.. «وصفة اقتصادية سهلة»    بالصور.. البحث عن المفقودين في حادث معدية أبو غالب    أبرزهم «الفيشاوي ومحمد محمود».. أبطال «بنقدر ظروفك» يتوافدون على العرض الخاص للفيلم.. فيديو    موعد مباراة أتالانتا وليفركوزن والقنوات الناقلة في نهائي الدوري الأوروبي.. معلق وتشكيل اليوم    وزيرة التخطيط تستعرض مستهدفات قطاع النقل والمواصلات بمجلس الشيوخ    شارك صحافة من وإلى المواطن    إزاى تفرق بين البيض البلدى والمزارع.. وأفضل الأنواع فى الأسواق.. فيديو    هل ملامسة الكلب تنقض الوضوء؟ أمين الفتوى يحسم الجدل (فيديو)    قبل قدوم عيد الأضحى.. أبرز 11 فتوى عن الأضحية    المتحدث باسم مكافحة وعلاج الإدمان: نسبة تعاطي المخدرات لموظفي الحكومة انخفضت إلى 1 %    خبير تغذية: الشاي به مادة تُوسع الشعب الهوائية ورغوته مضادة للأورام (فيديو)    استعدادات مكثفة بجامعة سوهاج لبدء امتحانات الفصل الدراسي الثاني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مصطفى النجار يستعرض : عسكرة الثورة السورية
مؤكداً أن العسكرة تزامنت مع تحول الثوار للخطاب الدينى
نشر في الشروق الجديد يوم 09 - 06 - 2013

طوال ما يقارب العامين، تساءل الكثيرون كيف تحولت انتفاضة سلمية إلى ثورة مسلحة، يمكن أن تنزلق إلى معركة طائفية، مع مخاوف أن تصبح فى أى لحظة حربا إقليمية شاملة، من المؤكد أن الجميع فيها خاسر.

فى هذه الحلقة من «يوميات الثورة السورية»، يسترجع النائب البرلمانى السابق مصطفى النجار اللحظات الأولى لما صار يعرف باسم «عسكرة الثورة السورية».

عسكرة الثورة السورية كانت رد فعل طبيعى لقمع النظام واستخدامه للقصف الجوى وتورطه فى مذابح دامية مات فيها عشرات الآلاف من السوريين.

وترصد الباحثة رابحة علام تسلسل عسكرة الثورة السورية فى تحليل مطول ومهم اقتبس منه الفقرات الآتية «بداية العسكرة من بين التحديات التى واجهت الثورة فى بداية انطلاقها كان بالأساس خطر العسكرة وخطر التطييف (الاستعداء الطائفى) وهما مرتبطان ببعضهما البعض بشكل وثيق، خصوصا مع إصرار النظام على استدراج الثوار لهذا الفخ كى يُثبت دعايته بأن الثوار عصابات مسلحة سلفية». وتتابع علام «الحراك السلمى كان جامعا لكافة أطياف الشعب السورى من مختلف القوميات والطوائف والمناطق، ولكن مع تزايد قمع النظام هدأ المد الثورى السلمى بعض الشىء وتقدمت النزعة العسكرية التى بدأت بالدفاع عن النفس والعرض».

ارتبطت العسكرة بتزايد الخطاب الإسلامى بالضرورة بحكم إقبال المتطوعين من المدنيين إلى الانضواء تحت لواء كتائب الجيش الحر حتى فاق عددهم عدد الجنود المنشقين فصار خطاب الشرف العسكرى والتضحية من أجل الوطن وحماية الشعب أقل جاذبية للمدنيين مقارنة بخطابات الجهاد الإسلامى والثأر للعرض والانتقام ممن دنسوا المساجد وتطاولوا على الذات الإلهية.

وميدانيا، نشأ صراع حول أحقية قيادة الجيش الحر، هل يتولاها صغار الضباط الذين انشقوا فى البداية، أم كبار القادة الذين التحقوا بالثورة متأخرا.

طبيعة الصراع مع النظام أدت بهذه الكتائب إلى انعزال بعضها عن بعض لحماية مناطق بعينها، فيما فشل كبار الضباط الذين لجأوا لتركيا فى التواصل معها لفرض السيطرة والانضباط والتراتبية العسكرية.

ومع تزايد موجة الانشقاقات وتوسع الاشتباكات مع النظام فى عدة نقاط تكاثرت الكتائب المنشقة دون أن يكون بينها رابط أو تنسيق، فضلا عن نفاد ذخيرتها بشكل متسارع وهنا برزت الحاجة إلى توحيد الكتائب والألوية لتحقيق خرق عسكرى ضد النظام.

ولكن تعذر توحيد جهود المعارضة السياسية من جهة، وعدم حسم النشطاء السلميين لخيار الخوض بالثورة فى المسار العسكرى من جهة أخرى، انعكس سلبا على إمكانية توحيد الجيش الحر من أجل التخطيط وتنفيذ العمليات بشكل مركزى.

وتعددت البيانات الإعلامية التى تزف للشعب السورى خبر توحيد الكيانات العسكرية للجيش الحر تحت قيادة موحدة دون أن يكون لذلك الإعلان تأثير ملموس على الأرض.

تنازع قيادة الجيش الحر كل من العقيد رياض الأسعد والعميد مصطفى الشيخ، إلى أن تم التوصل لاتفاق مبدئى باقتسام القيادة بينهما حيث تولى الأخير قيادة التخطيط وتولى الأول قيادة العمليات.

ولكن نظرا لإقامة كل منها فى تركيا، فإن سيطرة كليهما على التطورات الميدانية محدودة، وفى المقابل تعاظمت أهمية المجالس العسكرية المحلية التى تكونت على أساس المناطق للتخطيط على مستوى المحافظات.

أهمية هذه المجالس أنها تحاول إعادة بناء التراتبية العسكرية من أسفل لأعلى، حيث ينضوى فى عضويتها قيادات الكتائب العاملة فى المنطقة نفسها للتشاور والتنسيق وتنفيذ عمليات مشتركة. ومن جهة ثانية، تتواصل المجالس العسكرية فيما بينها ومع قادة الجيش الحر المقيمين فى الخارج الذين يتواصلون بدورهم مع كبار الرتب العسكرية التى انشقت عن نظام الأسد حديثا. وقعت المجالس العسكرية اتفاقا لتوحيد كتائب الجيش الحر فى سبتمبر 2012، على نحو يضبط فوضى السلاح ويؤسس لإدارة المناطق المحررة بتكوين شرطة محلية لضبط اللصوص، فضلا عن بناء نواة لجيش وطنى يخدم الدولة الحرة المدنية.

ولذا فى ديسمبر 2012 تم استبعاد كل من الأسعد والشيخ من قيادة الجيش الحر بناء على انتخابات جرت لاختيار قيادة موحدة، شارك فيها نحو 550 من ممثلى الكتائب التابعة للجيش الحر، فاز فيها القيادات الفاعلة على الأرض.

وقد تم انتخاب العميد سليم ادريس رئيسا للقيادة الموحدة المؤلفة من 30 من كبار القادة المشرفين على العمليات القتالية، وفاز العقيد مصطفى عبدالكريم بمنصب معاون رئيس الاركان وعبدالقادر صالح مساعدا لرئيس الاركان وهو قائد عمليات لواء التوحيد الذى حقق السيطرة على جزء مهم من مدينة حلب.

ويلاحظ أن القيادة الجديدة تضم عسكريين منشقين ومدنيين ملتحقين بالقتال، فضلا عن تمثيلها للجيش الحر داخل الائتلاف الوطنى لقوى الثورة والمعارضة السورية.

صعود الجهاديين من جهة ثانية، فى خضم محاولات توحيد الجيش الحر أنشأ واقعا عسكريا جديدا على الأرض تمثل بتوافد الآلاف من المقاتلين الجهاديين من العرب والأجانب الذين قد نشطوا من قبل ضمن القاعدة فى العراق أو قاتلوا ضد القذافى فى ليبيا فضلا عن بعض المقاتلين الشيشان الذين يرون فى الأسد حليفا للروس.

وتمتد الجنسيات المقاتلة ضمن الألوية الإسلامية الجهادية من سوريا والعراق ولبنان والسعودية وليبيا ومصر وتونس والمغرب فضلا عن الشيشان وأذربيجان، أغلبهم ينشط ضمن ما عرف باسم «جبهة النصرة».

ومن الصعب بكل تأكيد تحديد لمن الغلبة العددية والعسكرية على الأرض، فبينما يضم الجهاديون جبهة النصرة وأحرار الشام وصقور الشام وألوية الفرقان، فإن الجيش الحر يضم المجالس العسكرية المحلية المنتشرة فى كل سوريا إلى جانب لواء التوحيد المسيطر على حلب وكتائب الفاروق النافذة فى حمص، ولكلا الفريقين انجازات عسكرية كبيرة.

وتجاهر جبهة النصرة برفضها للائتلاف الوطنى باعتباره صنيعة الغرب كى يُفوت الفرصة على السوريين تأسيس دولة إسلامية خالصة، فيما تنفى كتائب الجيش الحر سيطرة الجهاديين المتشددين على الأرض ويعتبرونهم أقلية ذات صوت إعلامى عالٍ.

ورغم أن المشهد يعبر عن تنافس عسكرى بين الفريقين، غير أن الواقع العملياتى يكشف عن تنفيذ عمليات مشتركة ضد قوات النظام كما حدث فى السيطرة على مخيم اليرموك وبعض المعابر الحدودية مع تركيا، الأمر الذى يعيد خلط الأوراق ويجعل الواقع العسكرى السورى عصيا على التصنيف.



الجيش السورى الحر

شكل صغار الضباط المنشقين فى بداية الأمر ما عرف باسم (لواء الضباط الأحرار) بقيادة المقدم حسين هرموش، وتتالت بعد ذلك انشقاقات عديدة بين صفوف جيش النظام ومنها ضباط برتب عالية شكلوا لاحقا مع مجموعات من الثوار المدنيين الجيش السورى الحر، بقيادة العقيد رياض الأسعد.

ويشير قادة الجيش الحر الآن أن تعداد مقاتليهم بلغ 100 ألف، موزعين على عدة ألوية أبرزها لواء الاسلام، الناشط فى دمشق وريفها، ويضم كتائب (الأمويين، معاذ، الزبير بن العوام، الخطاب، حمزة، احمد بن حنبل) أهم عملياته استهداف مبنى الأمن القومى بدمشق الذى أودى بحياة قادة سوريين عسكريين كبار.

ولواء التوحيد، فى حلب وريفها، أهم كتائبه (أنصار الحق، سيوف الشهباء، فرسان حلب).

ولواء المجد، فى حماة وريفها، وأهم كتائبه (ابو عبيدة بن الجراح، أبناء شهداء حماة).

ولواء خالد بن الوليد، فى حمص وريفها، وأهم كتائبه (الشهيدة هاجر الخطيب، درع محمد، الشهيد أمجد محمد الحميد، محمد بن عبدالله، الفاروق).

ولواء الأحواز، فى دير الزور وريفها، وأهم كتائبه(جنود بيت المقدس، وذو الفقار، وبابا عمرو، أنصار السنة).

ولواء درع الشمال، فى ادلب وريفها، وأهم كتائبه(قبضة الشمال، يوسف العظمة، فرسان القادسية، ذى قار، فرسان الجبل، محمد الفاتح، جنود الرحمن).

ولواء تحرير الجنوب، فى درعا وريفها.

وتنضوى معظم الكتائب والألوية العاملة على الأرض تحت قيادة واحدة والمتمثلة بهيئة الأركان بقيادة اللواء (سليم ادريس) وتنبثق عن هيئة اركان المجالس العسكرية، ولكن توجد مجموعات مسلحة غير مركزية تعمل بمفردها دون تنسيق مع أحد.

ويعتمد الجيش السورى الحر فى تسليحه بالدرجة الاولى على ما يحصل عليها فى معاركه مع جيش النظام، وفى الدرجة الثانية الاسلحة محلية الصنع (بيد الثوار)، والاسلحة الخفيفة والمتوسطة التى يشتريها عبر الحدود (السوق السوداء)، واخيرا الاسلحة الخفيفة التى يحصل عليها كدعم من بعض الدول.

ولا يخفى الجيش الحر أن هناك تجاوزات فردية حصلت من بعض الأفراد مما ادى إلى تشكيل مجالس ثورية (تشبه الشرطة العسكرية) لحفظ الامن ومنع التجاوزات وتقديم عدد من المتورطين فى التجاوزات إلى المحاكم وسجنهم فى السجون المعدة لذلك.

ويرجع هذا للسيولة التنظيمية التى تسمح لأى مجموعة مسلحة تعلن تبعيتها للجيش الحر بالانضمام تحت لوائه.

ويركز الجيش الحر الآن على ترسيخ احترام حقوق الانسان وتنقية صفوفه من المندسين الذين يزرعهم النظام لتشويه الثورة.



جبهة النصرة

جبهة النصرة فصيل مقاتل، يعمل بشكل مستقل، تتبنى خطابا سلفيا جهاديا، يبلغ عددها حوالى 10 آلاف مقاتل، غالبيتهم من غير السوريين، تتلقى دعما من مموليها بالخارج، ولها تجاوزات فردية بحق المواطنين تتعلق بقضية الشريعة والمظاهر الاسلامية.

يرى بعض السوريين أن جبهة النصرة قد نشأت بشكل مريب ويصل ببعضهم الحال إلى اعتبارها صنيعة لنظام بشار الأسد لتشويه وجه الثورة وإثارة فزاعات للغرب ليغير موقفه من الثورة السورية ويعيد النظر فى بقاء بشار تحت زعم حماية سوريا من الوقوع فى براثن حكم سلفى جهادى متطرف.

وبعد اعلان جبهة النصرة بيعتها لتنظيم القاعدة العالمى تحت قيادة الظواهرى تأكد هذا الاعتقاد الذى يرى فى جبهة النصرة مؤامرة على الثورة السورية لافسادها، وحقيقة مبايعة جبهة النصرة لتنظيم القاعدة كان سببها اعلان تنظيم القاعدة فى بلاد الرافدين (العراق) أن جبهة النصرة السورية تتبعه، ومعلوم أن تنظيم القاعدة بالعراق على علاقة سيئة بتنظيم القاعدة الأساسى منذ أيام أبو مصعب الزرقاوى، لذلك سارعت جبهة النصرة فى رد فعل عكسى بالتأكيد على بيعتها لتنظيم القاعدة الأصلى لتنفى عن نفسها تبعيتها لتنظيم القاعدة ببلاد الرافدين.

مع مرور الوقت منذ الاعلان عن تأسيسها، بدأت الجبهة تأخذ مكانها كلاعب اساسى على الساحة السورية وبدأت تستقطب المقاتلين من الداخل والخارج على حد سواء وبدأت تتبلور مواقفها اكثر فأكثر.

فعقب تشكيل «الائتلاف الوطنى لقوى المعارضة والثورة» فى سوريا طلبت بريطانيا حينها من قوى المعارضة المسلحة ان تضع نفسها تحت مظلة الائتلاف للبدء بالبحث فى طرق تسليحها، وفى اليوم التالى خرجت الجبهة ببيان تعلن فيه ان هدفها هو اقامة دولة «خلافة» فى سوريا وتعلن فيه انها لا تعترف بالائتلاف الوطنى.

وبعد هذا بفترة تبنت جبهة النصرة الهجوم الذى حدث فى مدينة (سلمية) التى تقطنها اغلبية من الطائفة الاسماعيلية (أحد فرق الشيعة) والذى اودى بحياة العشرات من المدنيين، على الرغم من ان السلمية كانت من اوائل المدن السورية التى شهدت حراكا مناصرا للثورة وشهدت العديد من التظاهرات والاعتصامات، كما تعرض الكثير من ناشطى المدينة للملاحقة والاعتقال على يد عناصر الامن السورى.

لذلك يرى أصحاب نظرية المؤامرة أن جبهة النصرة ليست سوى فخا نصبته أجهزة المخابرات السورية للمعارضة والتى وقعت وبسهولة فى الفخ حيث أن المعارضين السوريين وحتى العلمانيين منهم، يتجنبون توجيه أى انتقاد لما تقوم به جبهة النصرة من أعمال على الارض السورية بل أعلن الكثير منهم بأن كل بندقية موجهة ضد النظام هى بندقية صديقة على مبدأ «لا صوت يعلو فوق صوت المعركة».

مما ساهم فى اضعاف ثقة الغرب بالمعارضة السورية وتردده فى تسليحها خوفا من تسرب هذه الاسلحة إلى جبهة النصرة بعد ان اعلن العديد من رموز المعارضة السورية السياسية والعسكرية فى عدة مناسبات ان الجبهة هى «حليف» يساهم فى اسقاط نظام الاسد ولا يمكن فى أى حال من الاحوال ان تحصل أى مواجهة بين المعارضة السورية وجبهة النصرة، وكانت مبايعة الجبهة الاخيرة لأيمن الظواهرى بمثابة صفعة قوية وجهتها النصرة للمعارضة السورية بكل اطيافها حتى الاسلامية منها ووضعت المعارضة السياسية لا بل حتى الثورة السورية والجيش الحر فى موقف حرج مما جعلها تتبرئ من هذا التنظيم بشكل واضح خلال الفترة الماضية.

من قابلتهم من اعضاء جبهة النصرة ومؤيديها ينفون هذه الاتهامات ويرون أنها دعاية يقوم بها النظام لشق صف الثورة ويرى بعضهم أن هذه دعاية علمانية بسبب الخط الاسلامى الواضح لجبهة النصرة بخلاف الجيش الحر الذى يرونه جيشا علمانيا بامتياز مهما كانت أسماء ألويته وكتائبه أسماء اسلامية، ويتحدثون عن أفراد الجيش الحر بسخرية، وتساءلون كيف ينصر الله جيشا يدخن جنوده ويسمعون الموسيقى والمعازف ويسمحون بالاختلاط ويحصلون على أسلحتهم من دول كافرة معادية للإسلام؟

تمتاز جبهة النصرة بأن كثيرا من مقاتليها من المتمرسين قتاليا ممن حاربوا فى أفغانستان والشيشان وليبيا ومناطق مختلفة من العالم، لذا فهم أشد شراسة فى القتال مما يجذب اليهم الشباب السورى الذى اكتوى بنار النظام واجرامه ويريد الانتقام منه بأى شكل بعد أن أعمل القتل فى ذويهم وأهلهم.

أما البعد الطائفى لدى جبهة النصرة فهو واضح اذ يرى أغلبهم أن الشيعة ممثلون فى ايران وميليشيات حزب الله ونظام بشار العلوى يقومون بحرب ابادة ضد المسلمين السنة ولا بد من مقاومتهم بكل الطرق.

ويقول قيادى سورى بالجبهة إن «المجرم الرافضى حسن نصر الله لم يكن مقاوما لاسرائيل كما يدعى بل كان يستغل المقاومة لادخال السلاح إلى لبنان لفرض السيطرة الشيعية على لبنان وتحويلها لبلد غالبيته من الشيعة، وها هو يقف بكامل قواته فى صف بشار بسبب التعصب الشيعى، فلا تلومونا بعد ذلك حين نسقط نظام بشار المجرم؛ لأننا سنطهر سوريا من كل الشيعة القتلة وهم الذين بدأو الحرب على أهل السنة».



الاستراتيجية العسكرية بين الثوار والنظام

عندما بدأ النظام الحملة العسكرية على المدن، استخدم مختلف الآليات البرية الثقيلة مثل الدبابات والمدرعات وناقلات الجند فى مواجهتها، فكان يتَبع أسلوب حاصر المدن وإغلاق مداخلها بهذه الآليات، ثم اجتياحها عسكريا.

فى المقابل، كان الجيش الحر ينصب الكمائن ويدخل فى اشتباكات خفيفة متكررة مع القوات النظامية، ملحقا بها خسائر كبيرة، ومجبرا إيَاها على الانسحاب من بعض المناطق أحيانا، كما نجح فى التسبب باستنزاف قوة الجيش النظامى، الذى لم يستطع القضاء على وجود الجيش الحر فى أى منطقة بالبلاد.

من جهةٍ أخرى، كان صمود الجيش الحر قليلا أمام حملات القوات النظامية الكبيرة، وكان يضطر إلى الانسحاب من مواقعه عند حدوث مثل هذه الحملات تجنُبا لإبادة قواته.

وأطلق النظام حملة عسكرية موسعة على الجيش الحر خلال يناير 2012، للمرة الأولى منذ بدء الأحداث، لينتقل الجيش الحر من وضع الهجوم إلى الدفاع، وقد أدت الحملة إلى تقهقره فى الكثير من الجبهات وتحقيق مكاسب للجيش النظامى، وكان ذلك ردا على تقدُم الجيش الحر الكبير السابق وسيطرته على غوطة دمشق والرستن ومناطق بإدلب، لكن بالرغم من خسارته الكثير من المقاتلين والمناطق فى هذه الحملة فإنه لم يتعرض لهزيمة شاملة.

فى أبريل 2012 تم استخدام المروحيات القتالية، فى استهداف القرى التى وقعت تحت سيطرة الجيش الحر بمحافظتى حلب وادلب، وسرعان ما أصبح استعمالها نهجا روتينيا شائعا. وأصبحت أيضا تستخدم مروحيات النقل من طرازى ميل مى 8 وميل مى17، لإلقاء البراميل المتفجرة على المدن، وربَما كان غرض هذا التكتيك بالأصل توفير الذخيرة أو استغلال المروحيات بفاعلية.

إلا إنه قد نجح فى نشر الرهبة بين المدنيين، وساعدت المروحيات على تجنب مشكلة قطع الاتصال بين الوحدات العسكرية البرية التى سبَبتها غارات المعارضة المستمرَة على الأرض. ومع منتصف 2012 تقريبا، كانت الصدامات بين الجيشين الحر والنظامى قد بدأت تتطوَر من اشتباكات خفيفة إلى معارك كبير المستوى، وفى خلال مايو كانت هناك 70 نقطة اشتباكٍ فى أنحاء البلاد، ارتفعت إلى 80 فى الشهر التالى دار فيها 250 اشتباكا.

بدأ استعمال الطائرات الحربية للمرة الأولى فى أغسطس 2012، فى نفس الوقت الذى بلغ فيه استعمال المروحيات أقصاه، وكان ذلك فى خلال معركة حلب.

وتسلم «الجيش السورى الحر» فى ابريل 2013 الدفعة الأولى من المساعدات الأمريكية «غير الفتاكة» التى تعهدت بها واشنطن لدعم المعارضة المسلحة وذلك عبر المناطق الحدودية مع تركيا.

وأعرب اللواء سليم إدريس رئيس هيئة أركان الجيش السورى الحر خلال تسلم المساعدات عن أمله فى الحصول على أسلحة قتالية من الدول الأوروبية.

وقال المنسق العام للجيش الحر لؤى مقداد إن هذه الدفعة تشكل جزءا بسيطا جدا مما وعدت به الإدارة الأمريكية، وجدد المطالبة بالحصول على «أسلحة نوعية تساهم فى تغيير استراتيجى فى المعركة».


مصطفى النجار يستعرض يوميات الثورة السلمية فى سوريا(1)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.