علي مدي آلاف السنين لم ينفصل الجيش المصري عن الشعب. ولم يخرج عن طوعه. ولم ينقلب عليه. بل ظل هذا الجيش الوطني حامياً للشعب وحريته. وللحدود وقدسيتها. ولآمال المصريين في التطور والارتقاء ومقاومة المستعمر والمتربص بالوطن في الداخل والخارج. هذا ما أكد عليه الأدباء في ندوة اختتمت بها الأنشطة الرمضانية بقصر ثقافة دمياط. ضمن الخطة التي نفذت في إقليم شرق الدلتا برئاسة محمد عبدالحافظ ناصف طوال الشهر الكريم. حضر الندوة الختامية محمد الشوربجي مدير عام ثقافة دمياط. وقدمها ناصر العزبي. في حضور نخبة من الأدباء والمثقفين. منهم: سمير الفيل وأيمن مصطفي الأسمر وهشام عبدالصمد وأحمد راضي ومحمود البربير ومحمد بحيري وكريمة علي وعطيات الإمام وسمر صابر وحسام وفا وأحمد خميس ومحمد توفيق لبن وغيرهم. أكد الأدباء الارتباط الوثيق بين الشعب وجيشه في مصر. وهو وضع غير معروف في معظم الدول الأخري.. فكل مواطن مصري يقضي حوالي خمس عمره في القوات المسلحة: مجنداً ثم احتياطياً علي ذمتها. وكذلك يتقاعد العسكريون ليتحولوا إلي مدنيين يمارسون الأعمال العامة والخاصة.. بالإضافة إلي وجود قامات فكرية وثقافية عالية تنتمي لهذه المؤسسة العريقة. ومنهم مثلاً: د. ثروت عكاشة ويوسف السباعي ومصطفي بهجت بدوي وأحمد غراب وأحمد محمد عبده وعبدالله الهادي. وهم شعراء وروائيون ونقاد. ينتمون لأجيال عديدة. ويعيش بعضهم بيننا الآن. وبعضهم الآخر كثروت عكاشة ويوسف السباعي أسسوا كل الكيانات التي نراها الآن في قلب الحدث الثقافي كنادي القصة واتحاد الكتاب ووزارة الثقافة ودار الأدباء.. فلولا هؤلاء الأدباء من العسكريين ما رأينا هذه الكيانات الثقافية التي لم تحافظ عليها الأجيال الراهنة وتدهور الكثير منها. وخاصة وزارة الثقافة ودار الأدباء!! أكد المتحدثون في الندوة أن الثورة بعد 25 يناير قد انحرفت عن مسارها. ولم تحقق أياً من أهدافها التي نادي بها الشعب. وبذل من أجلها آلاف الشهداء والجرحي ومليارات الجنيهات. بسبب سيطرة فريق متطرف علي شئون الدولة. باستخدام العنف والتهديد والتزوير والرشوة للاستيلاء علي السلطة. ثم سعي هذا الفصيل المتطرف لإسقاط فكرة الدولة وتخريب مؤسساتها من صحافة وإعلام وقضاء وشرطة وقوات مسلحة. مما دفع الشعب بغالبيته العظمي للخروج في مظاهرات ابتداء من 30/6 لإبعاد هذا الكابوس عن صدر الوطن. وكان علي الجيش أن يلبي مطالب الشعب كجزء من هذا الشعب. لإنقاذ مؤسسات الدولة من الانهيار. ولوقف نزيف الثروات التي تهرب إلي خارج مصر. بينما يعاني المصريون من تدهور الخدمات الحياتية اليومية. من كهرباء ومرور ووقود. بالإضافة إلي زيادة معدلات الرشوة والفساد وانهيار الأمن عما كان عليه قبل الثورة. ثم التعرض للحريات العامة والخاصة. و"سلق" دستور طائفي لا يعبر عن وسطية مصر وحضارتها وطموحات شعبها كل هذا كما يؤكد المتحدثون في الندوة دفع الشعب للثورة في موجتها الثانية. ولم يكن أمام القوات المسلحة إلا اللحاق بالشعب وإنقاذ الوطن لتستمر مسيرة الديمقراطية بعد الثورة. والتي تعرضت لكبوة باستيلاء الإخوان علي كل مفاصل الدولة. والتحالف مع قوي أجنبية معادية لمصر. ورغم تأييد الأدباء لكل الخطوات التي يتخذها الجيش والشرطة للسيطرة علي الشارع المصري. وتأمين الطرق لكل المواطنين. وإنهاء حالة الفوضي والتسلح والإرهاب التي يمارسها بعض المعتصمين غير السلميين. فإن الأدباء أكدوا أن المواجهة الأمنية وحدها لا تكفي علي المدي المتوسط والبعيد.. ولابد من إعداد الخطط والبرامج لإجتثاث الإرهاب والعنف والتطرف من جذوره. بعد أن تغلغل في مناحي الحياة بالمجتمع المصري طوال العقود الأربعة الماضية. لغياب دور وزارة الثقافة المكتظة بالفساد. ولتنحية أصحاب العقول والفكر والابداع والعلم عن صدارة المشهد الوطني. وترك الساحة خالية.. وخاصة في الريف والمجتمعات الفقيرة.. لدعاة التطرف والعنف تحت ستار الإسلام.. مما أدي إلي الإساءة لديننا الحنيف: دين الوسطية والاعتدال والسلام والتقدم.. ولابد من خطط فكرية لتوعية المجتمع بأن هذه السلوكيات الدموية ليست من الإسلام في شئ. وأن الإسلام لا يرتبط بالعنصرية والفتنة والتطرف وتدمير المؤسسات والاعتداء علي حقوق الأفراد والدولة. سواء في سيناء أو في منطقة رابعة أو غيرها. تأتي هذه الندوة.. كما يقول محمد الشوربجي ضمن مجموعة أخري من الأنشطة. منها معرض لكتابات الأطفال من الشعراء والقصاص الصغار. وهم: أشرقت شوشة وحلا بهاء وأحمد عبدالوهاب وأميرة عبدالله ولارا محمد ونورهان أسامة.. مع معرض للمواهب التشكيلية من الأطفال: ريهام الشربيني وسمية البواب ونورهان البدري وميادة الجيزاوي وأمنية عبدالوهاب ونيرة أسامة وهبة وليد ومها حاتم وهايدي وليد.. وتكتمل منظومة الأطفال الموهوبين بعروض فنية لفرقة دمياط للدراما الحركية بقيادة المخرج كريم خليل. وأضافت عطيات الإمام مديرة مركز ثقافة الطفل أن ليالي الشهر الكريم شهدت أيضا عروضاً لفن الأراجوز من إعداد المركز.. كما كانت هناك لقاءات مع الأطفال الموهوبين وبعض المتخصصين للكتابة للطفل. مثل يعقوب الشاروني ومحمد عبدالحافظ ناصف. علي سبيل نقل الخبرات بين الأجيال. وتشجيع المواهب الجديدة.