الثورة الأم. ثورة 23 يوليو. مازالت تتجدد كل يوم. ويخرج من عباءتها ثوار جدد. سواء من المدنيين أو العسكريين الوطنيين الذين يكملون مسيرة الوطنية المصرية التي أرساها عبدالناصر. وأكد عليها مؤخراً الفريق أول عبدالفتاح السيسي. هذا هو التوجه الذي ساد في احتفالية فرع ثقافة الزقازيق بذكري 23 يوليو. بحضور محمد عبدالحافظ ناصف رئيس إقليم شرق الدلتا الثقافي ومحمد مرعي مدير عام الفرع وأحمد سامي خاطر مدير قصر ثقافة الزقازيق. أكد المتحدثون أن الانتكاسة التي أصابت مسيرة يوليو بعد وفاة عبدالناصر أدت إلي غياب العدالة الاجتماعية في كل سياسات الحكم طوال العقود الأربعة الماضية. فكانت في السبعينيات الانتفاضة التي أطلق عليها السادات "انتفاضة الحرامية" من أجل حقوق المواطنين في المساواة والعدالة والحرية. لكن الدفة لم تتوجه هذه الوجهة. وازدادت حالة الجوع والقهر. وانهارت الطبقة المتوسطة. واتسعت دائرة البطالة وتوحش رأس المال. مما أدي في النهاية إلي ثورة 25 يناير. قال الأدباء في الندوة التي جاءت ضمن نشاط رمضان الثقافي بإقليم شرق الدلتا. إن مضمون وأهداف ثورة يوليو هو نفسه شعارات ثورة 25 يناير "عيش حرية عدالة اجتماعية كرامة إنسانية" ولو سارت ثورة يوليو بعد وفاة زعيمها في طريقها الذي رسمه لها لكانت كل هذه المطالب متحققة فعلاً. وبالتالي لما شبت ثورة 25 يناير التي لم ترفع أية صورة في الميدان التحرير وكل ميادين مصر سوي صورة عبدالناصر. سواء في موجتها الأولي. أو موجتها الثانية في 30/6 الماضي.. وما رفع في الموجة الثانية من صور لعبدالفتاح السيسي فلأنه صوَّب اتجاه الثورة. وأعادها إلي مسارها الصحيح بناء علي تكليف الشعب له. واحتشاد عشرات الملايين مطالبين الجيش بتنفيذ مطالب الثورة. وانقاذها من الانحراف الذي انتهت إليه قبل 30/6. بعد أن استولي عليها فصيل متطرف. وقسم الوطن والشعب وأثار الفتن بين المواطنين ونهب ثروات مصر وأخرجها إلي غزة وغيرها. مما أدي كما يؤكد المتحدثون إلي تردي الأوضاع اليومية للمواطن المصري أكثر مما كانت قبل الثورة. الاحتفالية التي شارك فيها عدد كبير من أدباء الشرقية والدقهلية. ومنهم: صلاح محمد علي ومحمد سليم بهلول ونبيل مصيلحي وعبدالله مهدي وابراهيم عطية ووليد فؤاد وعطية شواش وصادق ابراهيم ومحمد سمير عشري وأحمد النحال وشريف محيي الدين وحسني هداهد وصلاح الطاهر ومحمود أحمد علي وعبدالمنعم شرف الدين.. وعشرات غيرهم.. تصدت غالبيتهم العظمي لمحاولة أحد الأدباء التهجم علي السيسي. في قصيدة ألقاها. وأجمعوا باستثناء أديبين اثنين علي حتمية احترام القوات المسلحة ودورها الوطني. ووقوف الشعب معها بصفتها جزءاً من هذا الشعب. تنفذ أحلامه وطموحه للحرية والعدالة بعيداً عن العنف والتطرف والتبعية لدول أجنبية. تحاول الأقلية الخارجة علي الإجماع الوطني أن توقع مصر فيها. وتستعدي قوي أجنبية ضد مصر. وتعتدي علي المنشآت المدنية والعسكرية.. وأجمع الأدباء باستثناء اثنين علي توكيل القوات المسلحة في اتخاذ ماتراه من اجراءات لاستكمال الثورة. والتصدي لقوي التخريب والإرهاب داخل مصر وخارجها. الاحتفالية جاءت ضمن يوم ثقافي كامل. بدأ بمسابقة للقرآن الكريم. شارك فيها عشرات الأطفال. وحكَّم فيها عدد من شيوخ الأزهر الشريف. وتخللت الاحتفالية فقرات موسيقية من التخت الشرقي لفرقة محمد عبدالوهاب الموسيقية. وتذكير بأغاني النصر في أكتوبر وأغاني المقاومة والصمود أيام ثورة 23 يوليو. وقد أنقذت هذه الاحتفالية. والنشاط الرمضاني اليومي بفرع ثقافة الشرقية. النشاط الرمضاني في إقليم شرق الدلتا بصفة عامة. بعد أن ألغي نشاط المنصورة قلب الإقليم فجأة بسبب الأوضاع المضطربة. وخطورة استهداف المتطرفين لقصر الثقافة ومنشآته وكذلك للمترددين عليه.. فكان لابد لسعد عبدالرحمن رئيس هيئة قصور الثقافة ومحمد عبدالحافظ أن يتخذا قرار الالغاء أو التأجيل لهذه الاحتفاليات. وليتصدر فرع ثقافة الشرقية للأحداث الرمضانية. بالإضافة إلي أنشطة فرع دمياط وكفر الشيخ.