انزوت في أحد أركان منزلها الصغير.. تخبئ أوراقها وقلمها أسفل الجريدة اليومية..وفى غفلة منه تخرجها وتضيف بيتا إلى قصيدتها الجديدة..وفجأة لمحها....انقض عليها.... كسر قلمها ، وانتزع أوراقها التي كانت تجذبها هي الأخرى في محاولة لإنقاذها من يده ......تمزق بعضها ....كانت لاتصغي إلى إهاناته ولعناته لها ، ولليوم الذي أرتبط فيه بامرأة تكتب الشعر ، لا تعرف الفضيلة طريقها....كان كل همها أن تلملم قصائدها ، وتجمعها بعد أن هدم أبياتها بلا رحمة.... وفجأة عزف هاتفه أنغام الحب ، والغرام ....ومن بين الصمت ، ارتفع صوت امرأة أخرى..... أفصح ارتباكه وردوده عن ما يكنه في أعماقه...كانت تحدثه عن رحلتهما الجديدة قائلة : حبيبي لقد حرصت أن تكون بجواري في الطائرة ،و الفندق كما اعتدنا كل مرة ...حبيبي لماذا لا ترد علىّ؟هل هناك احد بجوارك ؟هل هناك من أوقع بيننا ؟ ...لم تنطق بكلمة واحدة.... انحنت على الأرض تلملم بقايا أوراقها .....عادت وانزوت في ركنها الصغير..... تكتب قصيدتها الجديدة (مواعظ الشيطان)! بقلم / سحر فوزي/ كاتبة وقاصة مصرية