اسئلة كثيرة وردت من القراء إلي "المساء الديني" يسأل اصحابها عما يفيدهم من أمور الدين والدنيا عرضناها علي الشيخ عبدالرحيم صالح إمام وخطيب مسجد أبوعجيزة ببني سويف. فأجاب بالآتي: * يسأل جمال حسين "مهندس" قائلاً: رجل استقاء أو خرج منه القيء رغماً عنه في نهار رمضان فهل القيء يفطره أو لا؟ ** هناك فرق بين من خرج منه القيء رغم أنفه أو رغما عنه. ومن تعمد التقيؤ فالذي غلبه القيء وخرج منه عن غير عمد فبالإجماع صومه صحيح ولا يفطر أما الذي استقاء متعمداً بأن وضع أصبعه مثلاً في فمه كي يستقيء عن عمد فيري جمهور العلماء أنه أفطر. ويستدلون بخبرين الأول: من ذرعه قيء وهو صائم فليس عليه قضاء فإن استقاء فليقضي إلا أنه ضعيف الإسناد. والثاني أن النبي صلي الله عليه وسلم قاء فأفطر. فهاتان حجتان للجمهور القائل بأن من يتعمد الاستقاء أفطر. وقد قال بعض أهل العلم وهم قلة أن حديث "قاء فأفطر" ليس بصحيح في أن الإفطار كان من أجل القيء ولكن جسمه ضعيف فأفطر من أجل ذلك. فعليه بالأحوط أن من استقاء فليقضي يوماً مكانه. وعند الجمهور أن متعمد القيء يفطر والله تبارك وتعالي أعلم. * يسأل محمد سيد "طبيب": هل لقضاء الصوم أجل محدود يجب علي الشخص ألا يتجاوزه؟ ** يقول تعالي: ومن كان مريضاً أو علي سفر فعدة من أيام أخر "أي تعدد الأيام التي أفطرها يصومها في أيام آخر ولم يحدد ربنا سبحانه وتعالي في كتابه زمناً لهذا القضاء. والأمر فيه سعة والله أعلم. * يسأل أحمد الشبيتي: ما وجه تخلل قوله تعالي "وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان" بين آيات القيام؟ ** هذه الآية حث علي الدعاء. فالصائم من الذين تستجاب دعوتهم ففي الحديث عن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: ثلاثة لا ترد دعوتهم الصائم حتي يفطر.. إلي آخر الحديث وعليه يستحب للصائم الإكثار من الدعاء في أثناء صومه وكذلك تلاوه القرآن الكريم. * تسأل شيماء رجب عبدالفتاح: هل يجوز للمرأة تناول دواء يقطع حيضها كي تتمكن من صيام وقيام شهر رمضان كاملاً؟ ** نعم هذا جائز لها قد جوزه فريق من أهل العلم ولم يروا مانعاً منه. إلا أن الأول تركه. وذلك لأن النبي صلي الله عليه وسلم ذكر لعائشة رضي الله عنها لما دخل عليها وهي تحج وجدها تبكي. فقل: مالك أحضت؟ ثم قال لها: هذا شيء كتبه الله علي بنات حواء. ثم إن الأدوية مالا يقطع الحيضة بالكلية. فيورث المرأة شكا ووسوسة فهذا الدواء وإن كان جائزاً. إلا أنه يكره لما يخشي من ألا يقطع بالكلية وعلي المرأة الاغتسال من الحيض ولا حرج في تأخير الغسل والأولي التعجيل. * يسأل عادل مبروك "مدرس" ما حكم البخاخ الذي يستعمله مريض الربو. هل يفطره إن كان صائماً؟ ** الأولي اتقاؤه قدر الإستطاعه فإذا عجز الشخص عن الصيام بدونه فلا بأس حينئذ باستعماله. إذ هذه هي طاقته وذالك جهده وقد قال الله تعالي" لا يكلف الله نفساً إلا وسعها" وإن أطعم مكان كل يوم مسكيناً فهو حسن وإن شفي بعد ذلك واستطاع القضاء قضي ولا شيء عليه والله أعلم. * يسأل باسل غريب "مدير ادارة بالتأمينات الاجتماعية": ما الثواب المترتب علي صلة الرحم؟ ** لا شك أن لصلة الرحم ثواباً عظيماً فقد قال الله تعالي "والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل" وفي آخر الآية قال جنات عدن يدخلونها". وفي الحديث "من سره أن يبسط له في رزقه أو ينسأ له أثره فليصل رحمه". وحذر الله من قطع الرحم فقال تعالي "فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم اولئك الذين لعنهم الله فأصمهم واعمي ابصارهم. ولما خلق الله الرحم قال لها "أما ترضين أن اصل من وصلك وأقطع من قطعك" قالت: بلي قال: كذلك لك. * يقول البعض إن قول القارئ بعد الانتهاء من القراءة "صدق الله العظيم" بدعة. لا يجوز قولها فهل هذا صحيح؟ ** قال تعالي: "قل صدق الله فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفاً" "آل عمران/ 95" وقال: "ولما رأي المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله" "سورة الأحزاب/ 22". قول "صدق الله العظيم" من القارئ أو من السامع بعد الانتهاء من القراءة أو عند سماع آية من القرآن ليس بدعة مذمومة. أولاً: لأنه لم يرد نهي عنها بخصوصها. وثانياً: لأنها ذكر لله والذكر مأمور به كثيراً. وثالثاً: أن العلماء تحدثوا عن ذلك داعين إليه كأدب من آداب قراءة القرآن. وقرروا أن قول ذلك في الصلاة لا يبطلها ورابعاً: أن هذه الصيغة أو قريباً منها ورد الأمر بها في القرآن مثل التي ذكرناها في بداية الإجابة عن هذا السؤال. ونحن نحذر من إطلاق لفظ البدعة علي قول "صدق الله العظيم" ففي هذا إصدار أحكام فقهية بدون بينة أو دليل وقبل التأكد من صحتها قال تعالي: "ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا علي الله الكذب إن الذين يفترون علي الله الكذب لا يفلحون" "النحل/ 116". والله أعلم.