في شهر رمضان المبارك يلجأ المسلمون إلي الاستفسار عن أمور الدين والدنيا بعض الأسئلة عرضناها علي الشيخ صبري عبادة وكيل وزارة الأوقاف بالغربية فأجاب بالآتي: * يسأل سمير بسيوني: ما فضل سجدة الشكر؟ ** إن العبد إذا صلي ثم سجد سجدة الشكر فتح الله تعالي الحجاب بين العبد والملائكة فيقول: "يا ملائكتي انظروا إلي عبدي أدي فريضتي وأتم عهدي ثم سجد لي شاكرا علي ما أنعمت به عليه. يا ملائكتي ماذا له؟ فتقول الملائكة: يا ربنا رحمتك. ثم يقول الله تعالي ثم ماذا له؟ فتقول الملائكة: يا ربنا جنتك. فيقول الرب تعالي: ثم ماذا؟ فتقول الملائكة: ياربنا كفاه ماهمه. فيقول الرب تعالي: ثم ماذا؟ فلا يبقي شيء من الخير إلا قالته الملائكة. فيقول الله تعالي: يا ملائكتي ثم ماذا؟ يا ربنا لا علم لنا فيقول الله تعالي: لأشكرنه كما شكرني وأقبل إليه بفضلي وأريه رحمتي. * يسأل يوسف محمد يوسف: ما حكم صيام الست من شوال وهل هي واجبة؟ ** صيام ست من شوال بعد فريضة رمضان سنة مستحبة وليست بواجب ويشرع للمسلم صيام ستة أيام من شوال وفي ذلك فضل عظيم وأجر كبير ذلك أن من صامها يكتب له أجر صيام سنة كاملة كما صح ذلك عن المصطفي صلي الله عليه وسلم كما في حديث أبي أيوب رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "من صام رمضان اتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر" رواه مسلم وأبوداود والترمذي والنسائي وابن ماجة. وقد فسر ذلك النبي صلي الهل عليه وسلم بقوله: "من صام ستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة من جاء بالحسنة فله عشر أمثال وفي رواية جعل الله الحسنة بعشر أمثالها فشهر بعشرة أشهر وصيام ستة أيام تمام السنة. صرح الفقهاء من الحنابلة والشافعية بأن صوم ستة أيام من شوال بعد رمضان يعدل صيام سنة فرضا وإلا فإن مضاعفة الأجر عموما ثابت حتي في صيام النافلة لأن الحسنة بعشرة أمثالها ثم إن من الفوائد المهمة لصيام ست من شوال تعويض النقص الذي حصل في صيام الفريضة في رمضان. * يسأل أحمد محمد ما حكم ضرب الأم أو سبها؟ ** ضرب الأم أو سبها من العقوق المحرم وكبيرة من كبائر الذنوب لقوله تعالي: "فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما" والواجب علي من فعل ذلك التوبة إلي الله وطلب المسامحة منها والإحسان إليها وهكذا الأب. ومن أساء إلي والديه أو أحدهما بسب أو لعن أو دعاء فهو مرتكب لذنب عظيم وعليه أن يتدارك نفسه بالتوبة إلي الله وطلب العفو ممن أساء إليه من والديه والعمل علي مرضاته وبره بكل ممكن والندم علي ما أقدم عليه من جرم والعزم علي عدم العودة إلي ذلك أبدا. فإذا كانت والدتك حية وقد واجهتها أنت بهذا السب فاطلب عفوها ورضاها بكل مستطاع من القول الطيب والعمل الصالح بالاعتذار والندم والبكاء وطلب العفو والوعد بعدم العودة ثم بالطاعة في كل ما يمكنك طاعتها فيها من المعروف والامتثال لأوامرها وعدم التأخر في طاعتها وتلبية طلباتها فعسي أن يلين الله قلبها لك ويعطفها عليك فتعفو عنك. وإن لم تكن واجهتها بذلك ولم تعلم هي به فلا تخبرها بما كان منك بل اجتهد في برها والإحسان إليها. * تسأل م.ع: تزوجت من أحد أقاربي ولكن حرمني لمدة عام كامل بعد زواجنا مباشرة من رؤية أمي وأهانا وأسرتي ولم أعصه ولم اعترض عليه حينها كما أنه يفرط في حقوق منزله وأداء ما عليه من واجبات فما حكم الدين في ذلك وهل لي طلب الطلاق؟ ** لا شك أن التصرف الذي قام به زوجك تجاه منعك من زيارة ولديك تصرف دنيء وسييء لا يصدر عن كرماء النفوس وشرفائها ولعله كان في لحظة غضب وانفعال لم يدرك فيها قبح فعله وبصبرك عليه سيعطيك الله حسنات علي هذا العمل الجميل لأن الصبر علي الزوج المسيء طاعة لله. ويلزم الزوج أن ينفق علي زوجته بالمعروف ومن ذلك توفير المسكن والمأكل والمشرب والملبس فإذا امتنع عن النفقة أو توفير السكن المناسب كان هذا سببا مبيحا لطلب الطلاق والأصل أنه لا يجوز للمرأة طلب الطلاق إلا عند وجود العذر المبيح عن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "أياما امرأة سألت زوجها طلاقا في غير بأس فحرام عليها رائحة الجنة" والبأس هو الشدة وسوء العشرة أو الامتناع عن الحقوق الواجبة. وعليه فإن استقام زوجك وانفق عليك بالمعروف وجهز السكن المناسب لك لزمك الرجوع إليه وينبغي حينئذ أن يسعي عقلاء الأسرة إلي الإصلاح بينه وبين والديك. وليس لوالديك منعك من الرجوع إلي زوجك إذا استقام وأدي الحقوق الواجبة عليه والذي نراه لك أن تمنحيه الفرصة هذه المرة ليحاول أن يصلح ما أفسده كما قال بل حاولي أنت أن تساعدي العقلاء في الإصلاح بين زوجك وأسرتك فلعل الله أن يصلح حاله ويحسن خلقه ويجمع بينكما علي خير. ولا ينبغي للرجل أن يمنع زوجته من زيارة أهلها بل ينبغي أن يعينها علي برهم وصلتهم لكن إن منعها من الزيارة لزمها طاعته علي الأرجح وليس له أن يمنع والديها من زيارتها أو الكلام معها. * ما حكم الدين فيمن خاصم شقيقته ورفض الصلح مع والديه لمصالحتها بحكم أننا في شهر رمضان؟ ** أولا الصلح والعفو من شيم الكرام ومن الأخلاق التي دعا إليها الإسلام. حيث قال ربنا الكريم "خذ العفو وامر بالعرف واعرض عن الجاهلين" وقال صلي الله عليه وسلم "إذا جاءك أخوك متنصلا من ذنبه فأقبله" وقال صلي الله عليه وسلم عن المتاخصمين "خيرهما الذي يبدأ بالسلام" فيجب علي السائل أن يبر أباه وأمه في موافقتهما علي الصلح مع أخته وخصوصا إذا ما كانت في هذه الأيام المباركات التي تضاعف الأعمال الصالحة ويقدم دليلا عمليا علي أن الصيام قد أثر فيه وتحقق الإسلام في معاملاته وخصامه لشقيقته بمثابة قطيعة رحم وإن كانت المخالطة تؤدي إلي الاختلاف فيجب الوصل بالسلام حيث قال صلي الله عليه وسلم "صلوهم ولو بالسلام". * يسأل وائل الشوادفي: ما حكم الدين في الاتجار في السلع التموينية والمواد البترولية المدعمة؟ ** الاتجار في المواد المدعمة حرام شرعا وذلك لأنها مدعمة وليست بالسعر الحقيقي في السوق العادية أو السوداء وأن أخذ المال العام حرام وكل من شارك وسهل وساهم في بيع هذه المواد والسلع عليه وزر ويأكل سحتا لأنه ليس ماله ولكن مال الفقراء والبسطاء الذي حددها القانون وأن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "من أكل درهما من حرام لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا أربعين يوما ومن اشتري ثوبا بعشر دراهم وفيهم درهم حرام لا يقبل الله منه صلاة ولا عمل صالحا ما دام عليه" والتوبة من ذلك عدم الرجوع لمثل هذه المخالفات وإن استطاع أن يتبرع بما اكتسبه من هذه التجارة علي الفقراء والمساكين تاب الله عليه. * يسأل "علي.م": ما حكم الدين في إجراء عملية جراحية لانثي فقدت عذريتها وهل ما يتقاضاه الطبيب من أجر حلال أم حرام؟ ** إذا كان فض بكارة الفتاة بفعل خارج عن إرادتها لحادث معين فلا مانع من إعادته مرة أخري أما إذا فقدت الفتاة غشاء بكارتها لارتكابها لفاحشة الزنا باختيارها ورضاها فلا يجوز إعادة الغشاء لأن ذلك يؤدي إلي فتح باب الغش والخداع ويؤدي لإشاعة فاحشة الزنا في المجتمع وهذا يتنافي مع روح الشريعة في مكافحة الزنا وسد جميع الأبواب التي توصل إليه بصورة مباشرة أو غير مباشرة ولا بأس في أن يأخذ الطبيب أجره علي إجراء مثل هذه العملية التي في الحالة الأولي وهي من فقدت غشاء بكارتها بعذر.