هل يستطيع طلعت السادات أن "يبيض" وجه الحزب الوطني بعد أن سوَّد هذا الحزب وجه مصر أكثر من ثلاثين عاماً؟! وهل سيبقي فيه الأعضاء الذين انتقلوا من الاتحاد الاشتراكي إلي حزب مصر.. ثم إلي الحزب الوطني بعد أن أعلن الرئيس الراحل أنور السادات عن تأسيسه بديلاً لحزب مصر؟! لقد كان همُّ كل هؤلاء الأعضاء أن يتنقلوا مع السلطة إينما وجدت وأيا كان الشخص الذي يتولاها لأن هدفهم الأساسي كان تحقيق أكبر قدر من الاستفادة الشخصية ولو حتي بطرق غير مشروعة.. وفي الغالب كانت بالفعل غير مشروعة. كان 95 في المائة من المنتمين للحزب الوطني تنطبق عليهم صفة الاستغلال.. وكان الشرفاء الحريصون علي كرامتهم وعلي وضع مصلحة الوطن نصب أعينهم هم القلة وبسبب هذه الصفات الحميدة نالهم من الأذي ما نالهم لأنهم تمسكوا بالمبادئ ورفضوا الاندماج في أعمال الفساد. من ينكر وطنية واستقامة الدكتور حسام بدراوي؟! ومن ينكر عظمة المهندس حمدي الطحان ومواقفه البطولية ضد الفساد.. لقد حارب الطحان بمفرده عتاة الفاسدين في موقعة العبارة السلام 98 وبعد براءة المتهم الأساسي في الجريمة الذي سانده الدكتور زكريا عزمي علنا واحتجاج الرأي العام علي هذه البراءة أعادوا المحاكمة ذرا للرماد في العيون وحكم علي المتهم بعدة سنوات سجنا.. ولذلك رفض الطحان بقوة أن يخوض الانتخابات الفاسدة الأخيرة ونأي بنفسه أن يكون ضمن هذه المنظومة ليخرج من هذا الحزب ويداه نظيفتان من غير سوء. ثم إن عفت السادات الرجل المعارض القوي في المجلس الأخير ناله من الأذي ما ناله بسبب مواقفه العلنية والجريئة.. فكيف يقبل عفت علي نفسه أن يتولي رئاسة هذا الحزب حتي ولو طهره من كل الفاسدين. الحزب الوطني - يا أخ طلعت - سيبقي اسمه سبة في تاريخ مصر حتي ولو طهرت كل أعضائه بماء زمزم.. وسيلتف عليك ذوو الأغراض الخبيثة ليسيئوا إليك وإلي تاريخ الرئيس الراحل أنور السادات مؤسسه الأصلي. إن هناك مطالبات كثيرة بحل هذا الحزب.. وأنا أعرف أنك محام متميز ورغم ذلك لن تستطيع الوقوف في وجه عاصفة الثورة والثوار المطالبين بحل الحزب الذي يجب أن ينتهي من الحياة السياسية في مصر. إن اسم الحزب الوطني كان اسماً غاليا علي كل إنسان مصري لأنه حمل اسم حزب الزعيم العظيم مصطفي كامل.. لكن منهم لله الذين شوهوا هذا الحزب الذي كانت تهفوا إليه نفوسنا ونحن في سن الصبا واضعين في أذهاننا كفاح هذا الزعيم الخالد. نحن نحترم طلعت السادات كصوت قوي وطني محترم.. ولكننا نرجوه أن يغير اسم الحزب الوطني كما ينوي تغيير أعضائه واستبعاد كل الفاسدين والمستغلين.