والنفق المظلم ؟إن الوطن العربي قد بات وأصبح مهمشاً ومقسماً وتابعاً ومهدداً ومغيباً ومغرباً في قوميته وهويته وقيمه وتقاليده وعقيدته الإسلامية والدينية وإرثه التاريخي وموقعه الجغرافي وهياكله ومكوناته البشرية والإنسانية والأسرية والإجتماعية , كما أصبح جاهلاً ومجهلاً ومتخلفاً في بناء وتأسيس القاعدة والبنية الإجتماعية والعمرية والإنسانية والبشرية المتحضر والمعاصرة والمعدة والمؤهلة صحياً وتربوياً وعلمياً وقيمياً وأسرياً ودينياً والممثلة في إعداد وتنشأة الأطفال في الوطن العربي , كما أصبحت الشعوب والمجتمعات العربية بأكملها مستهدفة غربياً وأمريكياً وصهيونياً في تدمير وتغريب وتخريب وإفشال وتفريغ مستقبل الأطفال في الوطن العربي , علماً بأن عمالة الأطفال هو إنتهاك لجميع حقوق الطفل المصري والعربي والعالمي في تأمين وتوفير الرعاية الصحية والتعليمية والحياتية الملائمة لبناء وتنشأة الطفل , كما أنه إنتهاك لجميع حقوق الإنسان العربي , كما أنه مخالفة لجميع تعاليم الإسلام والأديان السماوية الأخري , علماً بأن الطفل يجب أن ?يعلم و?يؤهل مرحلياً لممارسة الأعمال المستقبلية المكلف بها , وكذا علماً بأن رعاية وتنشأة الأطفال في الوطن العربي صحياً وعلمياً ودينياً وتأهلياً وعصرياً هو أعظم إستثمار عربي في بناء مستقبل الشعوب والمجتمعات العربية , كما أن الغرب وأمريكا وإسرائيل تسعي لإستعمار وإحتلال الشعوب العربية من داخلها من خلال تهميش وتغريب وتخريب الأطفال العربية ثقافياً وإعلامياً ومهنياً , كما أن عمالة الأطفال في مصر والدول العربية هو إنعكاساً لتردي الأوضاع الإقتصادية وإنتشار الأمية وغياب الرعاية الأسرية والمجتمعية وتفكك وإنهيار الرباط الأسري والعائلي , كما يرجع إلي غياب الوعي والتوعية الدينية والإعلامية القويمة والراشدة , كما يرجع إلي غياب وإهتزاز مكانة ومقام وموقع القدوة الراشدة والرشيدة الدافعة إلي التنافس الثقافي والعلمي نحو آفاق المستقبل في منظور الأطفال والأسر والعائلات والمجتمعات العربية , كما يرجع إلي إنحراف مسيرة رسائل وسائل الإعلام والمؤسسات التعليمية والعلمية والدينية المختلفة في الوطن العربي الباعثة والدافعة إلي طلب العلم والتعلم , كما يرجع إلي إختلال وإنقلاب الهرم الإجتماعي والطبقي والإقتصادي والمعيشي والحياتي والمالي وغيرها لصالح الطبقات والفئات الحرفية والمهنية على حساب تراجع المستوي الإقتصادي والمعيشي والحياتي للنخب والفئات المتعلمة والمثقفة التى تعاني قسوة وظروف الحياة المعيشية , كما أن المسئول عن ظاهرة عمل الأطفال هو غياب القوانين والتشريعات الحكومية والإجتماعية الرادعة لعمل الأطفال وكذا غياب الهيكل والوصف الوظيفي المعتمد والملزم لمجالات العمل المختلفة وكذا عدم تفعيل قرارات منظمة حقوق الطفل المصرية والعربية والدولية وكذا عدم تفعيل قرارات منظمة حقوق الإنسان المصرية والعربية والدولية , وكذا غياب وتفاوت الوصف والتعريف الدقيق لمسمي الطفل بين العالمين العربي والغربي وكذا إنتشار ظاهرة مجالات الأعمال الخلفية المخالفة للتشريعات وتصاريح العمل الحكومية والحقوقية والإنسانية وغيرها , علماً بأن ظاهرة عمل الأطفال والغير مؤهلين هو وئد لمستقبل الأطفال التعلمي والحضاري والعصري كما أنه عدوان على العنصر البشري العربي وكذ تآمر وتهديد ممنهج ومنظم لتخريب وتجريف مستقبل المجتمعات والشعوب العربية الناهضة والمعاصرة .دكتور مهندس / حسن صادق هيكلقمرونة – منيا القمح - الشرقية