إن كلاً من المؤيدين والمعارضين للنظام المصري الحاكم يتحملون مسئولية تفجير وتفخيخ وتدمير وإسقاط الدولة المصرية وكذا إنزلاق الوطن في أتون الصراعات الدموية والحروب الأهلية المجهولة النتائج والعواقب المدمرة , كما أن الأزمة المتفجرة بين مؤيدي ومعارضي الرئيس المصري محمد مرسي هي نتاجاً للصراع الإيديولوجي على السلطة بين تحالف كتلة الحزب الحاكم ذي المرجعيات الإسلامية وبين تحالف أحزاب المعارضة ذي المرجعيات الليبرالية , كما أنها أزمة صراع على تكريس وترسيخ هوية الدولة المصرية بعد ثورة 25 يناير , كما أنها إنعكاساً للصراع القائم بين الحالة الثورية الموئودة والحالة الدستورية المتعثرة وكذا بين عقيدة ومرجعية الدولة المدنية المرغوبة والدولة الدينية الموجودة , كما أنها نتاجاً لعدم تحقيق أهداف الثورة , علماً بأن النظام الحاكم مدعوم ومساند من قبل التيارات والأحزاب الإسلامية لدعم وتأييد نظام حكمه كما أن المعارضة قد وظفت الحركات الإحتجاجية والفئوية كما وظفت معاناة الجماهير الحياتية والمعيشية والإقتصادية لتغيير وقلب النظام الحاكم , كما أن الأغلبية الصامتة من الكتلة الحرجة من الجماهير المصرية الغفيرة هي من بيدها موازين حسم الصراع القائم على السلطة في مصر , علماً بأن المواطن العادي في مصر هو من يعاني أزمات مظاهر الدولة الغائبة والرقابة الغائبة والأمن الغائب والشارع المضطرب والمنفلت وجميع المؤسسات والمصالح الحكومية المعطلة والأسعار المرتفعة والجريمة المنتشرة وجميع مرافق المياه والكهرباء والوقود الغائبة وغيرهم , كما أن الإجراءات الواجب إتباعها لنزع فتيل الأزمة السياسية هي تفعيل مبادئ وقواعد الدستور والقانون وكذا تشكيل حكومة إنقاذ وطني من الكفاءات والخبرات الوطنية من المعارضة وإئتلافات شباب الثورة ومن المؤيدين , وكذا الدعوة لإنتخابات برلمانية دستورية ممثلة لجميع مكونات وهياكل المجتمع والتيارات السياسية في مصر , وكذا الدعوة لإجراء إستفتاء لإنتخابات رئاسية مبكرة , وكذا فرض سلطة وهيبة الدولة المصرية وإعلاء سيادة القانون والدستور وكذا فرض مظاهر الأمن في الشارع المصري , وكذا دعوة جميع التيارات الوطنية لحوار وطني هادف وبناء لرسم خارطة طريق لحاضر ومستقبل مصر .دكتور مهندس / حسن صادق هيكلقمرونة – منيا القمح - الشرقية