لا شك أن ثورة الخامس والعشرين من يناير قد أعادت الأمور إلي نصابها وعودة نص أن الشعب هو مصدر السلطات إلي العمل وليس فقط ديكوراً تشريعياً كما العادة في النظام الديكتاتوري البائد. لا أجد إلا تشبيهاً واحداً لما أفرزته الثورة من حراك فهي كالمحراث يحرك الأرض من أسفل إلي أعلي فيخرج ما في باطنها من خير وشر.! نعم فإن كانت الأرض رمز الرزق والرخاء فمن باطنها أيضاً يخرج الشر والشقاء ولنا في زلزال اليابان وبراكين العالم عبرة لذلك. بدون اسهاب واطالة ادخل في موضوعي مباشرة وهو أن للثورة سلبيات كما لها من ايجابيات كثيرة والشعب العازف تماماً عن العمل السياسي قد اقبل بشكل ملحوظ ومبالغ فيه. وإن كانت النوايا يعلوها الوطنية ومشاعر الأمل ممزوجة بكبت السنين إلا أنها أصبحت تذكرني بمصطلح كان في الماضي مثيراً لسخريتنا عندما تعلن قوات التحالف في العراق أن خسائرها تأتي من نيران صديقة!. وكنا في ذلك الحين نتهمهم بالكذب والتعالي في اعلان الخسائر خوفاً من الرأي العام في بلادهم لكني في الحقيقة وبعد كل تلك السنوات شعرت أن للنيران الصديقة قوة لا يستهان بها بل هي أقوي من نيران العدو وإن كانت من خلال ثورة مضادة للانقلاب علي الثورة ومكتسباتها..! المتابع للأحداث المتلاحقة منذ قيام ثورة الخامس والعشرين من يناير والمشاعر المتناقضة بل والمتبدلة فيما بين رفض الثورة ثم تأييدها بعد صعود مؤشرات نجاحها وكان لخطاب الرئيس المخلوع الأول مفعول السحر في زرع الشقاق والاختلافات ومعركة الجمل التي قلبت الوضع 180 درجة وكان لها الفضل الأول في نجاح واستكمال الثورة مروراً بحل الوزارة وتعيين شفيق وتنحية مبارك ومن ثم اقالة شفيق وقدوم د. عصام شرف رئيساً للوزراء لنصل إلي الاستفتاء الذي اظهر الكثير من التخوفات والمتناقضات بل ونظرية التخوين التي طفت علي السطح لنعود مرة أخري إلي نعم ولا ولكن بطريقة أخري وهي من ليس معي فهو ضدي