وردت أسئلة كثيرة ومتنوعة إلي "المساء الديني" يسأل أصحابها عما يفيدهم في أمور الدين والدنيا.. عرضناها علي فضيلة الشيخ فوزي القوصي إمام مسجد "البحاروة" بقوص.. محافظة قنا فكانت إجاباته كالتالي: * يسأل حسن محمود قائلا لم أصل العصر وذهبت لصلاته في المسجد فوجدت صلاة المغرب مقامة. فماذا افعل هل أترك صلاة الجماعة وأصلي العصر أو أصلي المغرب في جماعة وبعد ذلك أصلي العصر؟ ** اشترط جمهور الفقهاء في صحة صلاة الجماعة اتفاق صلاتي الامام والمأموم فلا تصح صلاة الظهر خلف امام يصلي العصر مثلا. كما اشترطوا الترتيب بين الاداء والقضاء فيقدم القضاء أولا علي الأداء يعني لابد ان يقدم صلاة الظهر الفائتة علي صلاة العصر. وصلاة العصر علي صلاة المغرب ومن هنا نعلم وجوب صلاة العصر اولا علي الرغم من ان صلاة الجماعة في المغرب قد تفوتك ولو صلي المغرب في جماعة ثم صلي العصر بطلت صلاة المغرب وعليه ان يعيدها بعد صلاة العصر مراعاة للترتيب وهذا رأي الجمهور والامام الشافعي يري انه لو صلي المغرب جماعة ثم صلي المغرب جماعة ثم صلي العصر بعد ذلك فالصلاتان صحيحتان وان كان الافضل ان يصلي العصر أولا ثم يصلي المغرب سواء ادرك الجماعة أو لم يدركها ولا بأس باتباع رأي الشافعي ولكن الافضل اتباع رأي الجمهور. * تسأل احلام حراجي: متي تعتبر المرأة النفساء طاهرة بعد انقطاع الدم مباشرة أم بعد أربعين يوما؟ ** النفاس هو الدم الذي يخرج من قبل المرأة بسبب الولادة وقد أجمع الفقهاء علي ان النفساء تدع الصلاة اربعين يوما الا ان تري الطهر أي انقطاع الدم فإنها تغتسل وتصلي وأكثر مدة النفاس أربعون يوما لحديث أم مسلمة رضي الله عنها قالت "كانت النفساء تجلس علي عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم أربعين يوما" رواه الخمسة إلا النسائي وذهب الشافعية الي أن اكثر مدة النفاس ستون يوما وغالبه اربعون يوما وذهب المالكية الي أكثر مدته ستين يوما واتفقوا جميعا علي انه لاحد لقلة فيتحقق ولو بلحظة فإذا ولدت وانقطع دمها عقب الولادة او ولدت بلا دم انقضي نفاسها وعليها ان تغتسل ويجب عليها ما يجب علي الطاهرات من الصلاة والصيام وغيرها. * يسأل محمد عبدالنعيم: نقوم منذ زمن بعيد بالاحتفال بليلة النصف من شعبان وذلك باجتماع اهل القرية بالمسجد لصلاة المغرب وعقب الصلاة نقوم بقراءة سورة "يس" ثلاث مرات ويعقب كل مرة قراءة الدعاء بالصيغ التي وردت في القرآن الكريم والدعاء للإسلام والمسلمين وكنا سابقا ندعو بدعاء النصف من شعبان المعتاد ثم استبدلناه بالدعاء من القرآن الكريم فما حكم الاسلام في الاحتفال بهذه الطريقة؟ ** ليلة النصف من شعبان ليلة مباركة ورد في ذكر فضلها عدد كبير من الاحاديث يعضد بعضها بعضا ويرفعها الي درجة الحسن والقوة فالاهتمام بها واحياؤها من الدين لا شك فيه بصرف النظر عما قد يكون ضعيفا او موضوعا في فضل هذه الليلة ومن الاحاديث الواردة في فضلها حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله تعالي عنها قالت فقدت النبي صلي الله عليه وسلم ذات ليلة فخرجت اطلبه فإذا هو بالبقيع رافع رأسه الي السماء فقال: "يا عائشة اكنت تخافين ان يحيف الله عليك ورسوله فقلت: وما بي ذلك ولكني ظننت انك أتيت بعض نسائك فقال: "ان الله تعالي ينزل ليلة النصف من شعبان الي السماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب" وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "اذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس الي سماء الدنيا فيقول: ألا من مستغفر فاغفر له ألا من مسترزق فارزقه ألا من مبتلي فأعافيه ألا كذا الا كذا حتي يطلع الفجر. ولا بأس بقراءة سورة يس ثلاث مرات عقب صلاة المغرب جهرا في جماعة فإن ذلك داخل في الأمر بإحياء هذه الليلة وأمر الذكر علي السعة وتخصيص بعض الامكنة أو الأزمنة ببعض الاعمال الصالحة مع الدوامة عليها أمر مشروع ما لم يعتقد فاعل ذلك انه واجب شرعي يأثم تاركه وعلي ذلك فإحياء ليلة النصف من شعبان علي الصفة المذكورة أمر مشروع لابدعة فيه ولا كراهة ويشترط ألا يكون علي جهة الالزام والايجاب. فإن كان علي سبيل إلزام الغير وتأثيم من لم يشارك فيه فإنه يصبح بدعة بايجاب ما لم يوجبه الله ولا رسوله فإن انتفي الايجاب فلا كراهة. * يسأل حسين عبدالكريم: كيف نتعامل مع الأوراق المصورة التي تصل الناس تطالبهم بتصويرها وتوزيعها لما بها من وصايا مختلفة وتحذر من يتركها بالإصابة بالكوارث؟ ** نبهنا كثيرا علي عدم الاهتمام بهذه الأوراق والواجب حفظها احتراما للآيات والاحاديث التي فيها ويجوز إحراقها حتي لا تتعرض للإهانة. * يسأل محمد علي حجازي : بعض الناس يقومون بتعليق الكائنات الحية بعد موتها وشق بطنها وكبسها بمواد كالردة وما شابه ذلك ظنا انها تجلب الخير وتبعد الشر. فهل هذا حرام؟ ** كون المسلم يعتقد في عملية تعليق بعض الكائنات بعد موتها بأنها تأتي بالخير وتبعد الشر فهذه عادات وتقاليد ليس لها اصل في الاسلام. إذ ان الذي يجلب الخير ويبعد الشر هو المولي تبارك وتعالي وحده وهذا أمر لاشك فيه وهناك الأدلة الكثيرة من القرآن والاحاديث النبوية كما ان هناك الاحاديث القدسية التي تدل علي ان الله سبحانه وتعالي هو وحده عز وجل الذي يعطي ويمنع ويعز ويذل ويكرم ويهين وخزائنه مفتوحة لاتنفذ من كثرة العطاء فحينما يتقرب العبد من الله تعالي أوامره واجتناب نواهيه وكذا بطاعته يقي نفسه وأهله من كل شئ يجلب الشر الا من شئ قدره الله عليه قال تعالي "قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا" وبدلا من تعليق هذه الكائنات علي ابواب المنازل علينا ان نلجأ الي الله تعالي بالطاعة والدعاء والذكر والشكر والقلوب العامرة بالتقوي فهذا اجدي وانفع لان هذه الاشياء خرافات. * يسأل ابراهيم محمود: ما حكم الدين في شخص شهد شهادة غير صحيحة حتي يحصل اخر علي تعويض مالي من احدي الهيئات الحكومية؟ ** أي شهادة غير صحيحة هي كذب ومن أقبح انواع الكذب بصرف النظر عن الغرض منها وأكثر هذه الشهادات الكاذبة تكون لنيل غرض ليس شرعيا أو قانونيا.