عشت طفولتي وحتي المرحلة الثانوية في احدي القري الصحراوية بأسوان. وكان مقدم الصيف بالنسبة لنا كابوساً. بسبب انتشار العقارب. والتي تجدها في كل مكان. حتي في مكان نومك ومجلسك. في موسم الصيف يعلن سكان القري الصحراوية الطوارئ. حتي لا تحصد العقارب أرواحهم. خاصة الأطفال الذين لا يتحملون سم العقرب القاتل. لذلك فمعظم الوفيات تتركز في الصغار. خاصة انه لم يكن هناك دواء لأسعاف من يلدغه العقرب. وكانوا يكتفون بتشريط مكان اللدغة بالموسي. لعل وعسي ينزل السم مع الدم النازف. الخطورة تكمن أن سم العقرب سريع السريان في جسم الإنسان. وكان المصاب يتألم من شدة اللدغة. ولايجد من يداويه. ويتركه أهله لقدره. ويكتفون بالدعاء له. وحديثا ظهرت أمصال ضد لدغة العقرب. لكن غالباً ما تكون الوحدات الصحية خالية منها. وإذا وجدت فإنها قد تكون منتهية الصلاحية. ليظل الخطر ماثلاً أمام الملايين من سكان القري الصحراوية. لقد آن الأوان أن تعطي وزارة الصحة مزيداً من الاهتمام بهذه القضية الخطيرة. التي قد تكون غائبة عن كثير من المسئولين. مثلها مثل بقية القضايا التي تعاني منها القري. حفظ الله أبناء الوطن من كل سوء.