فييرا المدير الفني البرازيلي لفريق الزمالك لكرة القدم حسم أمره. وبعد تفكير عميق قرر الرحيل عن القلعة البيضاء. لأنه يري أن مجلس الزمالك غير قادر علي الوفاء بالتزاماته المالية نتيجة للأزمة المالية الطاحنة التي تمر بها المنظومة الكروية بأسرها. وليس للظروف الاقتصادية الصعبة التي تواجه البلاد منذ قيام ثورة يناير المجيدة.. ورغم قناعة فييرا بأن إدارة الزمالك ليست المسئولة وحدها عن تأخر صرف مستحقات الجهاز الفني واللاعبين. ولكن الرجل يشعر أيضا أنه اضطر لبذل مجهود ضخم لاحتواء هذه المشاكل. حتي لا تترك أثراً سلبياً علي اللاعبين في الملعب. ونجح بالفعل في أن يقدم لنا فريقاً جديداً يمتلك روح البطولة ومقوماتها وثقافة الفوز.. فريق جمع بين عناصر الخبرة والشباب الموهوب الذي أضفي مظاهر القوة والسرعة والإيجابية والفاعلية علي أداء الزمالك الجديد حتي تربع علي قمة مجموعته في الدوري وبات مرشحاً بقوة للمنافسة علي درع الدوري هذا الموسم بجانب الأهلي صاحب اللقب. وصعد الزمالك بامتياز لدوري المجموعات لكأس أفريقيا للأندية الأبطال. وهذه الحقائق تؤكد أن فييرا فعل ما عليه وأدي دوره بنجاح. ولكنه وجد أنه لن يستطيع أن يكمل مشواره في ظل هذا المناخ غير المستقر الذي يسود البلاد وحالة الكساد الاقتصادي التي تعاني منها المنظومة الكروية.. ولعل فييرا يخشي أو لديه قناعة أيضا بأن حالة الكساد هذه قد تمتد للموسم القادم. ولذلك كان قراره بعدم تجديد عقده ورفض فكرة البقاء رغم كل المغريات والضغوط التي تعرض لها من جانب إدارة الزمالك.. وأري أن تلك الإدارة باتت مطالبة بالتعاقد الآن مع مدرب وطني تماشياً مع الأزمة المالية للنادي التي أدت لابتعاد البرازيلي فييرا.. فالكساد الاقتصادي مازال هو العنوان الرئيسي الذي يفرض نفسه علي الأندية المصرية والمؤشرات تقول إن هذا الكساد ممتد حتي يعود الاستقرار لأركان ومؤسسات الوطن.. ومجرد التفكير في التعاقد مع مدرب أجنبي في ظل هذه الأجواء المضطربة يعد إهداراً للمال وللوقت والجهد لأنه لو حدث فسوف يمثل عبئاً نفسياً علي النادي. وقد يضطر هو الآخر للرحيل في أي لحظة.. فإذا كان فييرا قد تحامل علي نفسه. فلا أحد يدري ماذا يمكن أن يفعل المدير الفني الأجنبي الجديد لنهاية الموسم؟!. هذا من الناحية المالية.. أما الناحية الفنية فلابد أن تطمئن إدارة الزمالك أن لديها الآن فريقاً كبيراً جاهزاً للمنافسة علي البطولات.. وهذا أفضل ما فعله فييرا الذي تمكن ببراعة من إعادة بناء فريق جديد للزمالك.. وبالتالي فإن المدرب الوطني ابن البلد القادم سوف يتسلم فريقاً جاهزاً متكاملاً يقف علي الطريق الصحيح وأرض صلبة ومستعد للانطلاق لمنصات التتويج. وبالتالي فلا خوف علي فريق الزمالك أصحاب الخبرة. لأن مهمته ستكون سهلة وتكمن في الحفاظ علي فريق الزمالك صناعة فييرا. ويمكنه إضافة بعض اللمسات الطفيفة والمحدودة جداً مثل دعم خط الهجوم بهداف متميز يزيد من القوة الضاربة للفريق. وانطلاقاً من هذا الواقع.. فإنني لا أري أن هناك أي مشكلة يمكن أن يعاني منها الزمالك الجديد في مرحلة ما بعد فييرا. ولكن يبقي الدقة في اختيار المدرب المحلي وتوفير أكبر قدر من مظاهر الاستقرار النفسي والمالي والفني للاعبي الفريق.. وهذا يتطلب سرعة إعلان التعاقد مع المدرب الجديد.. فجماهير الزمالك تحلم بدرع الدوري وكأس أفريقيا ومونديال اليابان.. وكما قلت الفريق الأبيض لديه مقومات تحقيق هذا الحلم الثلاثي الكبير.