ماذا سوف يحدث يوم 30 يونيو؟!.. سؤال يتردد الآن علي لسان كل مصري.. هل سيمر مثله مثل المليونيات التي اعتاد المصريون عليها بعد أحداث 25 يناير 2011 في اعقاب سقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك والتي تنتهي في الغالب بوقوع مصادمات طفيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن تسفر عن سقوط ضحايا جدد ينضمون إلي قائمة الشهداء لتستيقظ مصر علي يوم جديد ليس فيه أي جديد سوي تعميق الانقسامات والخلافات؟! لقد أعلنت قطاعات عريضة من الشعب النزول في هذا اليوم إلي الشوارع والميادين الرئيسية والبعض منها ينوي التوجه إلي قصر الاتحادية حيث مقر الرئيس لمطالبة الدكتور محمد مرسي بالتنحي عن الحكم بمناسبة مرور عام علي توليه مهام منصبه عجز خلاله عن تحقيق مطالب الثورة "عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية.. كرامة إنسانية".. وأعلنت اللجنة التنسيقية لمظاهرات 30 يونيو "خارطة طريق" للتحرك والاحتشاد في شوارع وميادين مصر ومحاصرة قصر الاتحادية طوال 6 أيام بهدف إسقاط النظام! المعارضة بدورها استعدت لهذا اليوم مستمدة قوتها من حملة "تمرد" التي تجوب محافظات مصر لحث المواطنين علي توقيع استمارات سحب الثقة من الرئيس محمد مرسي والتي اقتربت من جمع 15 مليون توقيع حسب ما أعلنته الحملة.. وباتت المعارضة تتحدث عن مصر بعد 30 يونيو وعن إدارة مصر بعد هذا اليوم وكأنها علي يقين من سقوط النظام بل وأخذ البعض يتحدث عن شكل المرحلة الانتقالية لإدارة البلاد! في المقابل أعلنت الاحزاب والتيارات الإسلامية التحدي والاعتصام أمام قصر الاتحادية اعتبارا من يوم 27 يونيو لحماية الرئيس مرسي من مظاهرات القوي المعارضة وذلك دفاعا عن الشرعية التي أتت بأول رئيس مدني منتخب.. وأعلنت جماعة الإخوان المسلمين بأنها اتخذت خططا وتدابير لمواجهة ما سيسفر عنه يوم 30 يونيو لن تفصح عنها وسيعرفها الجميع في هذا اليوم! المشهد الحالي ينذر إذن بمواجهة قد تكون هي الأكثر دموية وقد يفوق عدد ضحاياها مجزرة ستاد بورسعيد التي وقعت في فبراير العام ..2012 فالفريقان المؤيد والمعارض كل يتشبث بموقفه ولا يريد التزحزح عنه قيد أنملة.. فكل فريق له أسبابه الجوهرية التي يدافع عنها.. فالقوي المعارضة تري الحل في إجراء انتخابات رئاسية مبكرة.. بينما القوي المؤيدة تري أن الرئيس الذي جاء بالصندوق يرحل من خلال الصندوق وانه لابد من اعطاء الرئيس الفرصة ليكمل فترته الرئاسية الأولي ثم نحكم فيما بعد علي إنجازاته! الرئيس محمد مرسي حاول من جهته تهدئة الأجواء ودعا في كلمته التي ألقاها يوم الاثنين الماضي كافة القوي السياسية إلي المصالحة الوطنية والحوار إلا ان دعوته لم تلق آذاناً صاغية لدي المعارضة التي اعتبرت كلامه محاولة لاجهاض مظاهرات 30 يونيو.. والحل من وجهة نظري المتواضعة للخروج الآمن من تداعيات هذا اليوم هو الإعلان عن تشكيل حكومة وحدة وطنية وتعيين نائب عام جديد وتشكيل لجنة تضم فقهاء دستوريين لتعديل المواد الخلافية في الدستور.. لو حدث هذا سيتحول يوم 30 يونيو إلي مظاهرات فرح وتأييد.. فهل يفعلها الرئيس مرسي؟!