سادت حالة من الهدوء الحذر والترقب محيط وزارة الثقافة بالزمالك بعدما سيطرت قوات الأمن المركزي علي الاشتباكات التي اندلعت بين عدد من اتباع التيارات الإسلامية ومعتصمي وزارة الثقافة وإجبار مؤيدي الوزير من التيارات الاسلامية علي مغادرة محيط الوزارة ونقل قياداتهم عبر سيارات تابعة لهم بعد حالة الكر والفر بين الجانبين. أسفرت الاشتباكات عن اصابة اثنين من أفراد الأمن المركزي المتواجدين للتفريق بين المتطاهرين من الجانبين.. كما اصيب خمسة من المنتمين للتيار الاسلامي بينهم مراسل قناة "الناس" الذي تم سحله وتهشيم كاميرته بواسطة محتجين. وكذلك محمد نور المتحدث باسم حزب "الوطن" وأحمد المغير عضو جماعة الإخوان الذي قامت قوات الأمن بتهريبه داخل مدرعة "أمن مركزي" في محاولة لانقاذه من الاشتباكات وعمرو عبدالهادي عضو لجنة الضمير وأحد الداعين للوقفة. وقد نقلوا جميعا للمستشفي. ردد المتظاهرون الداعمون لوزير الثقافة هتافات منها "عايزين الحراميه ليه. يا علاء ثور ثور". "نحن وراك للتغيير" و"اصحي فوق ده انتوا بتوع فاروق" و"طهر طهر يا علاء طهر الوزارة من الفساد" و"طهر ما تخفش مش عايزين حرامية" ورفعوا لافتات مكتوبا عليها "د. علاء عبدالعزيز الشعب يؤيدك في اتهام المثقفين بالتواطؤ مع الوزير الأسبق فاروق حسني". أما المعتصمون فقد احتفلوا خارج الوزارة بابعاد التيار الاسلامي عن الوزارة وخروجهم بشكل مهين علي حد قولهم.. ورددو هتافات منها "شمال يمين العلقة يوم 30" و"يا حرية بينا وبينك حكم المرشد بينا وبينك" و"يا بديع فوق فوق يوم 30 هتخرج للضوء" و"دور علي إخواني فنان مش هتلاقي غير خرفان". كانت "المساء" قد حذرت في عددها الصادر أمس من كارثة ستحدث امام الوزارة بعدما أعلن السلفيون عن نيتهم طرد معتصمي الوزارة ودخول د. علاء عبدالعزيز وزير الثقافة لمكتبه وطالبت الداخلية بالتدخل خوفا من دخول الطرفين في اشتباكات دامية وهو ما حدث عقب قيام المتظاهرين بطرد الاسلاميين ومطاردتهم حتي كوبري 15 مايو.. وقام اعضاء التيار الاسلامي برشق المتظاهرين بالحجارة من أعلي الكوبري.. وقامت قوات الأمن بالفصل بين الطرفين. اتهمت الجماعة الاسلامية وذراعها السياسية حزب البناء والتنمية. أعضاء التيار الشعبي وحركة 6 ابريل بمهاجمة المتظاهرين المؤيدين لوزير الثقافة علاء عبدالعزيز قائلة "بمجرد توافد المتظاهرين المؤيدين لوزير الثقافة من التيار الاسلامي قام انصار التيار الشعبي و6 ابريل بالقاء الحجارة واطلاق الرصاص عليهم لتفريقهم مما يدل علي أنهم أتوا لحماية الفساد بالقوة". أضافت الجماعة الاسلامية في بيان لها: "ندين الاعتداء السافر الذي تعرض له المتظاهرون السلميون المؤيدون لقرارات وزير الثقافة الدكتور علاء عبدالعزيز في مواجهة الفساد بالوزارة وذلك من قبل المعارضين من التيار الشعبي وجبهة الانقاذ و6 ابريل". طالبت الجماعة الاسلامية وذراعها السياسية حزب البناء والتنمية. الجهات القانونية والأمنية باتخاذ الاجراءات القانونية ضد المعتدين علي المتظاهرين الداعمين للوزير. مضيفة "ان هذه الرصاصات الغادرة لن توقف حملة التأييد لوزير الثقافة الذي أعلن الحرب ضد الفساد". رد المخرج خالد يوسف أحد منظمي الاعتصام داخل الوزارة ان محاولات الجماعة الاسلامية بطرد المثقفين والكتاب والفنانين من الوزارة ما هي الا محاولات بائسة ويائسة وهدفها جر المعتصمين من الحركة الوطنية الثورية لدوائر العنف رغم سلمية مظاهراتنا مؤكداً أن المعتصمين لن يخرجوا من الوزارة إلا يوم 30 يونيو وهو يوم انتهاء عمل النظام في البلاد لأنها ستكون ثورة ثانية ضد نظام الاخوان. رفض الفنان محمود قابيل والمنتج محمد العدل ومني البرنس ما حدث من اشتباكات بين الطرفين وقالوا ان وزير الثقافة د. علاء عبدالعزيز لابد أن يرحل لأن تعيينه ليس لتطهير الوزارة وانما لرغبة الاخوان في حرق الوثائق والخرائط التي تدين الإخوان.