لا يوجد في العالم من هم أكثر حسية. أعني انشغالاً بالحواس وتركيزاً علي الغرائز البدائية من المتطرفين والمهووسين دينياً في بلاد المسلمين العرب. هؤلاء المسلمون المتطرفون يختزلون المرأة في مظاهر أنوثتها. ولا يرون فيها سوي الأعضاء التي تشير إلي هذه الصفة. إنها من وجهة نظرهم مجرد حيوان ثديي. صوتها عورة. جسدها فتنة. نظرتها شيطانية. وجودها في العلن معصية. هي مجرد كيان للمتعة. مخلوق ضعيف يحتاج أن نحميه من نفسه. نواريه وراء جدران. إنها مثل امرأة فرعون سريعة الانفلات. سريعة الغواية الغريزة وحدها المحرك لحياتها. لا لجام ولا عقل. وبسبب هذا كله وخوفاً عليها من السقوط في الغواية وتجنباً للفتنة سارعت جماعة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" في السعودية إلي طرد ثلاثة شبان جاءوا إلي المملكة لحضور مهرجان الجنادرية. سبب هذا الترحيل المفاجئ يعود إلي وسامة هؤلاء الرجال الثلاثة. نعم بسبب وسامتهم وخوفاً علي الفتنة النائمة قبل أن توقظها الغريزة. ولأن الخبر فريد من نوعه وجدير بالاهتمام سارعت صحيفة "ايلاف" الإلكترونية اليومية بنشره واجتهدت من أجل الكشف عن هويتهم. وبالفعل نجحت في إزاحة الغموض عن أحدهم. ويدعي عمر بركان الغلا. وهو شاب من الإمارات شاعر ومصور وعارض أزياء ويعيش في فانكوثر في كندا. قصة الشبان الثلاثة المطرودين بسبب وسامتهم حظيت وتحظي بالاهتمام من الصحافة الغربية بعد أن قامت صحيفة الصنداي تايمز البريطانية بترجمة الخبر نقلاً عن "ايلاف" ومع الأخبار المنشورة صور للشاب "البركاني" عمر مع بعض مقاطع من الفيديو تصور لقطات من أعماله الفنية تحت عنوان "إليكم الشاب الذي تم إبعاده من السعودية بسبب وسامته الشديدة" "!!". لقد قدمت الصحافة بهذه الأخبار والصور دعاية هائلة للشاب العربي الذي ارتدي زيه الوطني ووقف في "بوظات" متعددة تكشف عن ملامح الوسامة الزائدة كما رآها الرجال الذين وصفتهم الصحف الغربية ب "الشرطة الدينية" في إشارة إلي هيئة الأمر بالمعروف. لقد حظيت القضية باهتمام محلي وعالمي ومازالت. وفي خبر آخر جاء علي لسان الشاب عمر نفسه أن امرأة مجهولة الاسم والعنوان أرسلت إليه سيارة مرسيدس ثمنها 120 ألف دولار إلي عنوانه في كندا من دون أن تشير في الهدية إلي أي معلومة تكشف عن هويتها فلم يكن المطلوب منه أكثر من التوقيع علي علم الوصول "!!" وقد يكون الخبر صحيحاً أو من باب المباهاة والعيش في دور فاتن النساء. حيث حرص نفس الخبر أن يسوق للقارئ عدد المعجبين في حسابه علي الفيس بوك وهو 996..561 الصور المنشورة للشاب عمر ليست بهذه الدرجة القاتلة من الوسامة. والطريف أن الرجال المنتمين إلي "الشرطة الدينية" هم من حكموا بذلك.. إذن هم من خشوا الفتنة قبل غيرهم. باق أن نري صور الشابين الآخرين وهما ايضا من الإمارات العربية. ** يا سبحان الله.. شباب يغتال بالمئات علي يد الشرطة التي تخدم النظم الدينية. وتزج بالآلاف منهم في السجون بهدف حمايتها وآخرون يطردون بسبب وسامتهم علي يد من ينهون عن المنكر!!