كرهنا نظام حكم الملك وممارساته.. لكننا لم نمحه من تاريخنا.. كرهنا ممارسات مراكز القوي وزوار الفجر. وصنوف التعذيب في حكم الرئيس عبدالناصر. لكننا لم نمحه أيضاً من التاريخ.. كذلك اختلفنا مع الرئيس السادات في بعض أفكاره. ولم نلغه أيضاً من التاريخ. وأبقينا لكل منهم آثاراً ومرافق تحمل أسماءهم حتي اليوم.. وإذا كُنا كرهنا نظام الرئيس مبارك وأفعال حكوماته وأبنائه ووزرائه.. إلا أن هذه الكراهية لن تمحوه من تاريخنا. لأنه يمثل حقبة تصل ل 30 سنة من عمر هذا البلد.. ولذلك فأنا لست من الأصوات التي تنادي بمحو اسمه تماماً حتي من محطة المترو التي تحمل اسمه. خاصة أن هناك محطات محمد نجيب. وجمال عبدالناصر. والسادات.. ونحن شعب مهما اختلفنا نحترم كبارنا الذين تدور الأيام والسنوات ونكتشف معها أن لكل منهم أعماله العظيمة التي يدونها التاريخ.. لكني في نفس الوقت مع حذف الاسم من هذا الكم الفظيع من المدارس والأبنية والمكتبات والمسارح التابعة للدولة في المحافظات المختلفة. لأنها صورة جلية لحالة من النفاق الشديد الذي نريد أن ننبذه ويختفي من حياتنا.. خاصة إذا كان غير مبرر. فهذه الأبنية ليست ملكيات خاصة.. ہ عادت شرطة المترو للتواجد مرة أخري بصورة شبه كاملة في المحطات بعد غياب شهر ونصف الشهر تقريباً.. هذه العودة ستكون كفيلة بانحسار وجود البلطجية وظهورهم بالمحطات نهاراً وليلاً سواء لسرقة الركاب أو الكابلات.. مطلوب منهم تكثيف التواجد أكثر وأكثر ليلاً بعد انتهاء تشغيل المترو لمحو فرص سرقة الكابلات والإشارات التي تؤدي لتعطيل حركة القطارات تماماً. لقد جاءت عودة الشرطة في وقت مناسب.. وقت شعر فيه الجميع بالحاجة الماسة لوجودهم بينهم.. ليشعروا بالأمن الذي افتقدوه ولم يستطع أحد من المقاومة الشعبية الصمود طوال الفترة الماضية لصد أعمال البلطجة والسطو والتعدي علي الآخرين.. وفي المقابل جاءت عودة الشرطة بعض رجالها بصورة أفضل مما كانوا عليه من حيث العلاقة مع الآخر.. لقد غلفت عودة الشرطة للمحطات والشارع عموماً حالة من اليقين بالمصلحة المتبادلة بين الطرفين والاحتجاج للآخر. وأيضاً الاحترام المتبادل والتعاطف من الطرفين. أتمني أن تدوم تلك المشاعر السامية.. حتي لو لم نجد ما نكتبه في هذا "الباب" من سلبيات.