نزل القرآن الكريم علي قوم برعوا في مختلف فنون اللغة العربية من شعر ونثر وأدب وبلاغة. وهنا كان الإعجاز الحقيقي في القرآن. حيث تحدي الله سبحانه وتعالي هؤلاء القوم فيما هم يحسنون صنعه. وعجزوا عن الاتيان ولو يآية واحدة. علي الرغم من أن هناك آيات في الكتاب الكريم تتكون من 3 أحرف فقط!! ولأن الحكومة السابقة برئاسة د. أحمد نظيف الذي كان وزيرا للاتصالات قبل توليه مجلس الوزراء كانت دائما تتباهي بأنها الحكومة الذكية التي تدير ربوع مصر من القرية الذكية. وأنها أقوي حكومة ترتكنوقراط علي ظهر الأرض. وأن نظيف وفريقه أصحاب الفضل في الثورة التكنولوجية والمعلوماتية التي تنعم بها البلاد في السنوات الأخيرة. فمن هنا جاءت عظمة وإعجاز ثورة 25 يناير التي خرجت من رحم الانترنت وهي ابنة شرعية للفيس بوك!! لقد أسقط الحكومة "الذكية" والنظام "العبقري" .. شباب أذكي وأكثر عبقرية. *** كلنا يحفظ عن ظهر قلب بيت الشعر لأبي القاسم الشابي الذي يقول : "إذا الشعب يوما أراد الحياة.. فلابد أن يستجيب القدر" .. والقدر هنا هو إرادة الله عز وجل. والمتابع لأحداث ثورة شباب يناير. يلاحظ أن سقوط النظام كان أمرا حتميا لا مفر منه. ولعل موقعة الجمال كانت أبرز دليل علي ذلك. فبعد تعاطف الكثيرين من خارج وداخل ميدان التحرير مع خطاب الرئيس السابق حسني مبارك رقم 2. الذي أكد فيه أنه لم يكن ينوي الترشح للرئاسة مرة أخري وأنه عاش وحارب وسيموت علي أرض هذا الوطن. كادت الثورة تخمد. لولا "الأربعاء الأسود" وأفكار بعض المنتفعين من النظام السابق. الذين بدوا مثل "الدبة التي قتلت صاحبها"!!. ومع تمسك الشعب بالحياة. تدخلت هنا إرادة الله. وفشلت مؤامرة الأربعاء الأسود. وزاد إصرار الثوار علي استكمال المشوار. وانضم إليهم ثوار جدد وتضاعفت الأعداد داخل ميدان التحرير. فالثورة قبل موقعة الجمال شيء وبعدها شيء آخر. بعد ذلك كانت مرحلة التفاوض بين نائب الرئيس السابق عمر سليمان والقوي السياسية المختلفة. وهي مرحلة هدنة وقتية. انتهت بمجرد القاء مبارك الخطاب الثالث والأخير. لا أدري من هو عبقري زمانه الذي كتبه للرئيس السابق هذا الخطاب. هل هو نجله جمال كما قيل . أم أنه عبقري آخر من عباقرة النظام الساقط؟ ذلك الخطاب المحبط والمثير في نفس الوقت. ألهب حماس الثوار. وكتب المشهد الأخير من ثورة 25 يناير. حيث خرج الثوار من ميدان التحرير وهم يرددون : "علي القصر رايحين .. خلاص مش راجعين". وهنا يدرك الرئيس "الطيار" أنه لا فائدة من السباحة ضد "التيار" ويأمر باقلاع طائرته من قصر القبة إلي مثواه الأخير في شرم الشيخ.