لم يكن لمواقع الإنترنت أو القنوات الفضائية المحلية والعالمية حديث غير ما شهده ميدان التحرير أمس في واحدة من أضخم وأجمل الاحتفالات التي لم تشهدها مصر من قبل وربما للمرة الأولي في تاريخها.. تصدرت صور المصريين وهم يحملون الأعلام وينشدون الأغاني الوطنية ويرقصون ويقدمون الزهور والورود لأفراد القوات المسلحة في مشهد أبكي المصريين بالخارج وتمنوا لو أنهم في مصر يقبلون ترابها ونقل موقع يوتيوب صوراً حية من الميدان ولقطات طريفة. ركزت ال "بي. بي. سي" علي الأعداد الهائلة التي شهدها ميدان التحرير وعلي تعليق إحدي المصريات اسمها ليلي بقولها: "نرحب بالجميع في مصرنا الجديدة. بدأت دولة جديدة في ميدان التحرير. دولة وحدة وسلام وحرية وعدالة للجميع". قالت ال "سي. إن. إن" إنه حقاً "يوم النصر" في مصر وأشارت إلي خطبة الشيخ القرضاوي التي قال فيها: "أيها المصريون.. أقباطاً ومسلمين.. اليوم يومكم.. كله لكم.. و25 يناير هو ثورتكم". انضمام السيح وأصحاب المطالب الفئوية وتغيير شعارات الثوار وعرض بعض السجناء آثار التعذيب للمتظاهرين والمرور بعلم مصر طوله 100 متر هي أبرز الملامح التي شهدها ميدان التحرير في جمعة الشهداء اليوم حيث انضم عدد كبير من السياح الألمان وعدد من العاملين بقطاعات السياحة وطلاب الجامعات الأمريكية والألمانية رافعين شعار "اللي يحب مصر يأتي ويزور مصر" وذلك لتشجيع السياحة وكان أبرز الشعارات "ارفع رأسك فوق.. أنت مصري" و"شيخ الأزهر فين.. القرضاوي أهوه" و"يا شهيد نام وارتاح.. واحنا نكمل الكفاح" و"لا مصالحة مع الداخلية إلا بعد دفع الدية". أما "رويترز" فقالت: وسط جو من البهجة الغامرة ومشاعر الفخر والكبرياء تدفق ملايين المصريين علي ميدان التحرير بوسط القاهرة أمس الجمعة في يوم تاريخي بعد أسبوع من نجاح ثورتهم الشعبية في الإطاحة بالرئيس حسني مبارك وتوافدت الحشود الغفيرة علي الجسور التي تعبر النيل إلي ميدان التحرير الذي كان علي مدي 18 يوماً مركزاً لاستعراض قوة شعبية هزت العالم العربي. وكتب علي لافتة رفعت وسط أمواج الأحمر والأبيض والأسود التي هي ألوان العلم المصري التي غطت ميدان التحرير وشوارع وسط القاهرة المؤدية إليه "أنت مصري.. ارفع رأسك لفوق" وعادت العربات التي تجرها الخيول إلي الشوارع وقد زين أصحابها سيقان الخيول بأشرطة بلون العلم. وعرض الباعة الجائلون الأعلام والفيشار والمثلجات والوجبات الخفيفة علي جموع المتدفقين ووضع البعض إشارات تحمل صور محتجين قتلوا في الانتفاضة وسار أحد الباعة بين الجموع ينادي علي بضاعته "صورة الشهيد بجنيه. صورة الشهيد بجنيه". واكتست الدبابات التي تحرس شوارع القاهرة بالأعلام بينما واصل الأطفال الصغار تسلق العربات المدرعة. وانطلاقاً من إيمانه بأهمية التعاون المثمر مع أبناء مصر الشرفاء أنشأ المجلس الأعلي للقوات المسلحة المصرية صفحة رسمية علي موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" للتواصل مع الشباب بسهولة ويسر لضمان أمن واستقرار البلاد.