قضاء الله لا مفر منه.. ولكل أجل كتاب.. ولا تدري نفس ماذا تكسب غداً.. ولا تدري نفس بأي أرض تموت. السبت الماضي لقي علي مهنا العامل بشركة مصر للطيران للخدمات الأرضية مصرعه بمهبط المطار بعد أن صدمه جرار نقل حقائب الركاب وساعات قليلة من الحادث الأليم الذي أصاب الجميع في كافة الجهات العاملة بمطار القاهرة خيم الحزن علي زملاء الفقيد وسرعان ما زادت حدة الصدام بين العمال والمسئولين بمصر للطيران وتسببت في تعطيل حركة الطيران ونقل حقائب الركاب لمدة 6 ساعات كاملة. في البداية شاهدنا تحركاً سريعاً من المهندس وائل المعداوي وزير الطيران المدني والطيار توفيق عاصي رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران والدكتور مهندس محمود عصمت رئيس شركة الميناء لاحتواء الأزمة التي تسببت في غضب الركاب داخل صالة الوصول بالمبني الجديد رقم "3" وكانت أولي قرارات الوزير الاطاحة برئيس شركة الخدمات الأرضية المهندس علاء الشهاوي ثم قرر الوزير صرف 10 آلاف جنيه لعامل الشحن والتفريغ وأصدر تعليماته بسرعة صرف مستحقاته ودراسة حالة أسرته لتعيين أحد أفرادها ليكون عائلا لها. الحادث أليم لكن تصرف العمال كان أشد ألما تجاه الركاب وبخاصة عندما رفضوا نقل جثمان قادم من باريس مما كان له أثر في غضبة أسرته وتجاوزهم علي المسئولين داخل صالة الوصول لكن في نفس الوقت هناك اخطاء من قبل المسئولين لحظة تمرد العمال ورفضهم نقل حقائب الركاب حيث لم يتم الاعتذار من خلال الإذاعة الداخلية لتأخير وصول الحقائب إلا بعد ساعات من الأزمة مما تسبب في التجاوز بالسب والاحتكاك بالضرب وعندما أيقن الركاب الأزمة حرروا المحاضر وانصرفوا مع وعد بالحضور صباحاً لاستلام حقائبهم أو توصيلها إلي محال اقامتهم وكان يجب ان يكون هذا التصرف منذ اللحظة الأولي من وقوع الأزمة. لقد نجحت شركة الميناء في تحويل 6 رحلات جوية إلي مبني الركاب "1" حتي الأثيوبية ومصر للطيران القادمة من طرابلس وكوبنهاجن ولندن والمدينة المنورة وبروكسل.. بينما أقلعت رحلات مصر للطيران إلي دبي والخرطوم وعمان والكويت والدوحة بدون إرسال الحقائب وفي اليوم التالي تم تخصيص طائرات من الطراز العريض لاستيعاب الركاب علي الرحلات من الحاضرين والمتخلفين وأيضاً الحقائب المتخلفة. العمال كشفوا عن حقائق لابد من وضعها في مقدمة أولويات المسئولين في مصر للطيران من بينها سوء حالة المعدات حيث حان الوقت لتحديثها.. بينما هناك اهمال من قبل المسئولين عن عمل هؤلاء العمال وبخاصة عندما انكشف المستور وتبين أن سائق الجرار الذي صدم العامل وتسبب في مصرعه لم يكن سائقا ولا يحمل رخصة قيادة فمن المسئول الذي سمح له بقيادة الجرار داخل مهبط الطائرات. يأتي بعد ذلك منطقة BHS وهي مكان تداول الحقائب بالبدروم فهي مليئة بالزيوت والشحوم وصدمات في الحوائط ومصدات السيور بسبب الجرارات المتهالكة وأخطاء سائقين. من هنا نوقن ان الأزمة التي تفاقمت تبين ان مصر للطيران في حاجة إلي إدارة جادة للتعامل مع الأزمات ولديها حلول لكل أزمة قد تطرأ لأن التعامل مع الأزمة بهذا الشكل يضعها في مواقف صعبة إذا حدث تكرارها.. والتحاور مع أصحاب أي أزمة له أناس يجيدون التحاور وإلا ما شاهدنا هروب مستشار رئيس الشركة القابضة بعد أن فشل في التفاوض مع عمال الخدمات الأرضية.