كنت حتي وقت ليس ببعيد أعيش من أجل دراستي لا ألقي للدنيا هماً أبي يعمل "بواب" في عمارة ويخرج من وقت لآخر للعمل في طائفة المعمار وأمي تعكف علي رعايتي واخوتي. وصلت لبداية المرحلة الاعدادية وحدث ما غير حياتنا بل قلبها رأساً علي عقب حيث سقط أبي من فوق سقالة مرتفعة أثناء عمله فأصيب بقطع بالنخاع الشوكي أدي إلي شلل نصفي لم يصلح معه تدخل جراحي ولا أدوية وصارحنا الأطباء بأنه سيعيش ما كتب له الله من عمر علي كرسي متحرك. وقف معنا سكان العمارة التي نعمل بها فتحملوا نفقات علاجه واشتروا له الكرسي المتحرك ولكن بعد فترة كان علينا أن نترك العمارة لمن يقدر علي العمل. عدنا إلي قريتنا ولكن بدون أمي التي أصرت علي طلب الطلاق وتزوجت بعد شهور العدة مباشرة. وجدت نفسي مسئولة عن أب عاجز وثلاثة اخوة صغار فحاولت الجمع بين رعايتهم ودراستي ولكن فشلت وكان علي أن اتنازل عن مستقبلي مقابل واجبي تجاه اسرتي. ظل بداخلي مرارة وحسرة علي دراستي التي حرمت منها ادعو الله أن يأتي اليوم الذي أعود لها ثانية ولكن كيف ولم يعد لنا دخل سوي معاش الضمان بعد أن انقطعت عنا كل المساعدات التي كانت تصلنا وأصبحت مطالبة بالخروج للعمل بجانب رعاية أبي واخوتي. أصبت باكتئاب شديد وأصبحت ابكي ليل نهار بسبب وبدون سبب فما أتحمله فوق طاقتي حيث لم أبلغ الخامسة عشر من عمري ولابد أن أجد من يقف معي ويساعدني. هبة ربيع قرني بني سويف