للوهلة الأولي يظن الجميع أن المشاركين في مظاهرات ميدان التحرير من أصحاب الاتجاهات السياسية فقط .. والحقيقة ان الدوافع مختلفة حيث يشارك الكثيرون من أصحاب المظالم الذين جاءوا الي الميدان تعبيراً عن تعرضهم للظلم. من بين الذين قرروا الاقامة في ميدان التحرير سيف الاسلام محمد الضبع "طبيب أطفال" قال: جئت من المنوفية للمشاركة في المظاهرات منذ 10 أيام وهدفي من المشاركة التعبير عن حزني الشديد بسبب عدم قدرة أولادي الأربعة علي الحصول علي وظائف رغم حصولهم علي شهادات عليا ودراسات ماجستير وأعتقد أن هذا يمثل ظلما وفسادا فعندما أري أولادي جالسين في المنزل غير قادرين علي التعبير عن حزنهم أشعر أن قلبي ينفطر من أجلهم فهم يريدون الزواج ولا أستطيع توفير متطلبات الزواج لهم. أحمد سيد "علي المعاش" وجه آخر بالميدان قال: أشارك مع الشباب في المظاهرات لرفض غلاء الأسعار بالمقارنة بالأجور وزيادة الظلم الذي وقف عائقا أمام حصول أولادي ثلاثة بنات وولد علي فرص عمل جيدة وقد بدأت الثورة تؤتي ثمارها بتقديم إصلاحات دستورية. أحمد عبدالحميد بكساوي "بلا عمل" يؤكد أنه من أكثر المواطنين الذين يرغبون في الاصلاحات فرغم أن عمري يزيد علي 55 عاما لم أستطع الحصول علي وظيفة وأعتمد علي الأجر اليومي ولكني أصبت بشلل نصفي ورفضت مستشفيات الحكومة علاجي كما رفضت وزارة التضامن الاجتماعي صرف تموين يوفر احتياجاتي. شقة لأولادي أما سناء أحمد إبراهيم "ربة المنزل" من محافظة سوهاج فتشير إلي أن زوجها توفي منذ سنوات وتركها وثلاث بنات وليس له أي معاش كما أنها فشلت في الحصول علي فرصة عمل لابنتها الكبري الحاصلة علي شهادة الدبلوم لكي تستطيع توفير مصروفات المنزل وقام صاحب الشقة بطردها وبناتها بعد العجز عن سداد الايجار. نفس المعاني يؤكد عليها رمضان أمين عبدالحميد "فلاح" من بني سويف يضيف: أعمل بالأجر اليومي في مجال الزراعة لتوفير الحد الأدني من احتياجات أولادي ولكن أصيبت في يدي منذ فترة طويلة وأصبحت عاجزا عن العمل ولا أجد قوت يومي وفشلت في الحصول علي فدان أرض من الحكومة لزراعته وتوفير احتياجات أسرتي رغم أن رجال الأعمال حصلوا علي آلاف الأفدنة بأرخص ما حولوها إلي منتجعات سياحية. بيع الشركات إبراهيم الطنبولي "من الدقهلية": كنت أعمل في السعودية بإحدي الشركات ومشاركتي في المظاهرة سببها الظلم والفساد المنتشر في البلاد خاصة في السنوات الأخيرة بعد بيع المصانع والشركات بحجة تطبيق نظام الخصخصة التي كان يذهب عائدها إلي رجال الأعمال والدليل علي ذلك ما ينشر من أخبار الآن حول ثروات رجال الأعمال والوزراء مثل أحمد المغربي وزهير جرانة وأحمد عز. مجدي سيد محمد "فلاح": حضرت من محافظة المنيا منذ 8 أيام للمشاركة في المظاهرة التي أعتبرها فرصة العمر للتعبير عن غضبي وسخطي علي الأوضاع الحالية. مصطفي فتحي "أعمال حرة": جئت من محافظة المنيا أملا في أن نحقق هدفنا باصلاح الحياة السياسية. أضاف: لدي 5 أولاد وأعمل بائعا متجولا ورغم أن العائد المادي لا يكفي مصاريف أسرتي إلا أن المسئولين بالمحليات يأخذون بضاعتي ويطلبون مني أكثر من 1000 جنيه لاعادتها ورغم أن المبلغ قد يكون أكثر من قيمة البضاعة. أسماء عطية "29 عاما": أعمل مدرسة بالحصة ولا يوجد تأمين عليّ وزوجي نفس الأمر ومشاركتي في المظاهرة تأتي محاولة لاقرار عدالة اجتماعية. وفاة والدي مصطفي خالد "طفل عمره 13 عاما": جئت من الجيزة للمشاركة في المظاهرة والتعبير عن غضبي من الظلم الذي وقع علي أسرتي. فوالدي توفي بسبب رفض طبيب في مستشفي حكومي اجراء غسيل كلوي له رغم خطورة حالته وأصر الطبيب علي أن يكون الغسيل مرتين فقط في الأسبوع رغم أن جميع الأطباء طلبوا الغسيل ثلاث مرات. فتحية عبدالسلام "ربة منزل" جئت من محافظة قنا للمشاركة في المظاهرة للتعبير عن غضبي بعد وفاة ابني في حادث العبارة 98 عام .2006 محمود عباس "موظف سابق بأحد المصانع التي تم خصخصتها": جئت للمشاركة في المظاهرة للمطالبة بمحاكمة المسئولين عن الخصخصة التي تسببت في تشردي مع آلاف غيري أصبحوا لا يجدون قوت يومهم.