لا أدري للمر ة "الكام" التي يقتحم فيها المستوطنون الصهاينة المسجد الأقصي ويمنعون المسلمين من دخوله وأداء الصلاة فيه.. ولا أدري أيضاً للمرة "الكام" التي لا نري ولا نسمع فيها سوي عبارات الإدانة والشجب والتنديد وفقط.. بصراحة.. تعبت وزهقت من كثرة العد. أين أنتم يا مسلمون؟!.. أين أنتم يا أمة العرب. يا خير أمة أُخرجت للناس؟!.. مليار و200 مليون مسلم عربي. للأسف بعد كل اقتحام نراهم يصرخون ويلطمون ويولولون كالنساء.. ثم يدينون الإجرام من مكاتبهم المكيفة.. وينددون به من مقاعدهم الوثيرة.. ويشجبونه من خلال مناصبهم ومواقعهم.. وماذا بعد؟!.. لا شيء.. تمر العربدة الإسرائيلية وننساها لتلطمنا عربدة جديدة هي صورة طبق الأصل من سابقتها.. لنعيد ونزيد في الإدانة والشجب والتنديد والصراخ واللطم والولولة.. ألا تكبرون؟!! أيها المسلمون والعرب.. نعم أنتم كثير. ولكن وا أسفاه.. كغُثاء السيل. تتداعي عليكم الأمم بعد أن نزع الله من وجوهكم المهابة!! تبكون علي المسجد الأقصي. أولي القبلتين وثالث الحرمين.. عظيم.. فماذا فعلتم لاسترداده وتحريره من دنس المحتل الغاشم؟!! ثائرون داخل أوطانكم وفي حصونكم المنيعة علي ما آل إليه المسجد.. عظيم.. فماذا اتخذتم من مواقف وإجراءات لوقف الاقتحامات ومحاولات الهدم والتخريب المستمرة فيه لبناء هيكل سُليمان المزعوم؟!! هل رددتهم علي العدوان الجديد أمس الأول. أو أي عدوان قديم؟!.. طبعاً لا.. هل استدعت الدول الإسلامية التي لها علاقات دبلوماسية مع هذا الكيان السرطاني سفيره لتوبيخه. والاحتجاج علي ما فعله مستوطنوه؟!.. طبعاً لا.. لا الآن ولا من قبل!! ما نراه ونسمعه هو مجرد كلام * كلام.. وآخر ما ورد إلينا في هذا الإطار هو الدعوة التي نادت بها حركة "حماس" للقيام بعمليات استشهادية ضد العدو!!!... يا عالم.. إذا كانت أيديكم مكبلة عن إطلاق صاروخ واحد أو رصاصة واحدة تجاه إسرائيل.. فهل ستنفذون عمليات استشهادية داخل إسرائيل؟!! يا سادة.. المسجد الأقصي لن يتحرر إلا بطريقتين: الأولي.. التفاوض الجاد والمخلص بمشاركة كل الفصائل علي قلب رجل واحد وبرعاية دولية لإقامة "الدولتين". والثانية.. هي الحرب.. فهل أنتم مهيأون للتفاوض.. وهل أنتم مستعدون للحرب؟!! أقولها مخلصاً وصادقاً وحالفاً بالله غير حانث: إنكم فاشلون في التفاوض. وإن كلمة الحرب مُلغاة من قاموسكم.. والعدو يعلم ذلك جيداً.. ولذا يعيث في أراضيكم فساداً وإفساداً!! أرجوكم.. داروا وجوهكم عنا.. وأوقفوا سيل التصريحات والعبارات الإنشائية التي تستهدف دغدغة المشاعر وتبريد النفوس الملتهبة.. وكأنكم عون للعدو علينا!! العوض علي الله في مقدساتنا الإسلامية والقبطية في الأراضي المحتلة. وفي القدس نفسها.. حتي يأتي مَن يحررها.. نحن لا نطمع في "فاروق" آخر.. فهذا من رابع المستحيلات.. كل ما نريده وندعو الله أن يحققه هو أن يرزقنا قائداً ملهماً وجسوراً يعيد أمجاد الناصر صلاح الدين الأيوبي.. لكن هذا "الرزق" مشروط. وقد حسمه الله من فوق سبع سماوات قبل 1400 سنة وأكثر: "إن اللَّه لا يُغيِّر ما بقومي حتي يُغيِّرُوا ما بأنفسهم". "تَغَيَّروا" بفتح التاء وتشديد وفتح الياء.. حتي "تُغَيِّرُوا" بضم التاء وتشديد وكسر الياء.. هذه هي القاعدة الحاكمة.. انتهي.