أمام كل تنديد عربي، تبني اسرائيل عشرات المستوطنات، وفي مواجهة عشرات القمم العربية، احتلت اسرائيل 89٪ من ارض فلسطين وتحاصر ال 2٪ الباقية »قطاع غزة«.. وعندا في كل قرارات الانسحاب الدولية، قتلت تل ابيب مئات الآلاف من الفلسطينيين..ونكاية في كل مظاهرات الاستنكار العربية، اعتقلت الدولة الصهيونية 11 الف فلسطيني.. احسب الان بعد »كام« إدانة وشجب واستنكار وقمة عربية وشهيد فلسطيني، تكون فلسطين قد ذهبت دون عودة؟ لم أت اليوم للطم الخدود وشق الجيوب، فكفانا ما لطمنا، لكن المشكلة الان ان الامة العربية ومنذ فترة ليست بالقصيرة، حصرت كل خياراتها في السلام وحده بعد ان اسقطت خيار الحرب وأعلنت ان السلام هو خيار العرب الاستراتيجي، ولا جرم في ذلك فمن يستلذ بويلات الحروب او يشنف آذانه بوقع طبولها، الا ان العدو ابي ذلك، وامام كل هذه الوداعة العربية، راحت اسرائيل تنوع من حروبها واعتداءاتها علي الامة، بدءا من الحرب الدينية التي ضمت فيها المقدسات الاسلامية كالحرم الابراهيمي ومسجد بلال بجانب شق انفاق تحت المسجد الاقصي وتركه لينهار مع اخف موجة زلزالية قادمة.. إلي الحرب الاستيطانية التي قامت فيها بتلغيم القدسالشرقية ومعظم المناطق الاستراتيجية في الضفة الغربية بالمستوطنات بجانب الحرب الاستئصالية التي قتلت فيها مئات الآلاف من الفلسطينيين ومن نجا من القتل كان مصيره السجن »11 الف اسير فلسطيني في السجون الاسرائيلية« ومن نجا من الاثنين نفي من بلده او شرد من بيته.. ولاننسي بالطبع ام الحروب التي يشنها العدو الصهيوني وهي المعارك العسكرية اليومية من خلال مداهمات القري والبلدات الفلسطينية مع الغارات الشرسة التي لاتتوقف علي قطاع غزة فضلا عن نصب 007 حاجز عسكري بين بلدات وقري الضفة لتصعيب الحياة وامكانية التنقل علي الفلسطينيين، ولا تتوقف الحروب فتأتي الحرب الاقتصادية بحصار غزة وتجويع شعبها ومنع التحويلات المالية لاهلها او رواتب موظفيها، وحتي الحرب علي البيئة لم تترفع عنها فتقوم بتدمير اشجار الزيتون وإتلاف الزرع والضرع والحرث والنسل. كل هذه الحروب اليومية لا يواجهها الا كارت الشجب العربي الذي فصلت بطاريته ولم يعد قادرا علي شحن اي مواطن، والايام اكدت لناان هذه الالة الكلامية العربية لم تحرر شبرا او توقف مستوطنة او تمنع غارة او تغيث ملهوفا او تحمي بيتا لله. ما العمل؟ اعتقد ان الحل يبدأ من الاقتناع بأن هناك خيارات اخري غير خياري الحرب والسلام، فإسقاط خيار الحرب جعل اسرائيل علي يقين بأنها باقية في الاراضي المحتلة إلي ابد الآبدين، والسلام بدون قوة تحميه هو استسلام اكيد، مالم يرتبط به خيار ثالث وهو العقوبات اوالتهديد بها، ولكم في كل من ليبيا وتركيا اسوة حسنة، فقد اجبرت طرابلسواشنطن علي ان تعتذر لها بعد تصريحات أساءت للقذافي، وهددت ليبيا بأن المصالح البترولية الامريكية في البلاد ستكون مهددة، فأذعن العم سام واعتذر كما فعلت اسرائيل واعتذرت لتركيا. هناك اذن سلاح البترول العربي ومليارات الارصدة في البنوك الغربية وبلايين الاستثمارات العربية في اوروبا وأمريكا، كل ذلك مع الازمة المالية العالمية او حتي بدونها، قادر علي ان يحني رأس اي متكبر حتي لو كانت رأس نتنياهو. فقط جربوا.