توافد المسلمون علي الكنائس لتهنئة إخوانهم المسيحيين بمناسبة عيدالقيامة المجيد في مشهد يجسد الوحدة الوطنية في أروع صورها. وقالت قيادات كنسية إن مشاركة المسلمين هذا العام كانت بصورة غير مسبوقة لتوجيه رسالة إلي مثيري الفتن بأن عنصري الأمة لن يفترقا أبدا. خاصة أن العيد هذا العام جاء بعد حادثي الخصوص والكاتدرائية المرقسية بالعباسية اللذين اهتز لهما الوطن أجمع لسقوط ضحايا من الجانبين. رصدت "المساء" مظاهر الاحتفال بالعيد داخل الكنائس والتقت عددا من قياداتها. * أبانوب جورج. ومينا مدحت. وجرجس فؤاد. ومارجريت بولس: نشعر أن عيدنا هذا العام مختلف ورائع فبرغم الحزن الذي يشعر به الجميع في ظل الظروف التي تعيشها مصر إلا أن توحد عنصري الأمة يبعث الأمل والتفاؤل ويبدد الأحزان. فمنذ الساعات الأولي من الصباح توجهنا إلي الكنيسة الأقرب لمنزلنا بحي شبرا لأداء طقوس الصلاة والدعاء ليتحول المشهد إلي حفل عرس وطني حيث كان في انتظارنا شباب مسلمون بالورود التي قدموها لإخوانهم تهنئة بالعيد كما قدمت سيدات مسلمات ألعابا للأطفال أمام كنيسة بالجيزة وتقابل العديد من العائلات القبطية والمسلمة أمام إحدي الكنائس بحي العباسية وكانت أجمل عبارات التهنئة جاءت من أصدقائنا المسلمين سواء عبر الموبايلات أو بالحضور للمنازل والكنائس "مسلمون مسيحيون محبة للأبد". * الأب بشوي صدقي كاهن كنيسة مار مينا بشارع الترعة البولاقية بشبرا: الاحتفال بعيد القيامة وشم النسيم له مكانة خاصة في قلوبنا حيث انه يؤكد علي عمق الايمان والمحبة الإنسانية ونبذ الكراهية والضغائن ودائما نوجه رسالة إلي أبنائنا في الكنائس بأن المسلمين أخوة وشركاء في وطن ومهما كانت الفتن والمؤامرات فلن تفترق أبدا. كان أكثر ما أدخل في قلبي السعادة توافد المئات من المسلمين للكنيسة في الصباح لتقديم التهاني بالعيد وتوزيع الحلوي والهدايا والورود علي أشقائهم الأقباط. ومؤكدين أن أي محاولة لتحريم تهنئة أقباط مصر بأعيادهم أمر لا يمت بصلة للدين الإسلامي وانه يعيدنا لعهود الظلام ودلل المشهد علي قوة وصلابة النسيج المصري أقباطا ومسلمين. * رامز طلعت محام: تلقيت عدة دعوات للهجرة لدول أوروبية بحجة أن المسيحيين مضطهدون في مصر لكنني رفضت لعشقي تراب هذا الوطن وقناعتي بأن كل الأحداث المؤلمة التي شهدناها ستنتهي وتعود العلاقة بين عنصري الأمة لسابق عهدها وهو ما لفت النظر بشدة أمام العديد من الكنائس والأديرة بقيام عشرات المسلمين بتوزيع البلالين والورود والهدايا والألعاب النارية في رسالة واضحة وقوية تؤكد اننا شعب واحد لم ولن يقسمنا أحد أو يكسر وحدتنا أي محرض. * عاطف أسعد موظف: سعادتنا بعيدالقيامة كانت لا توصف فقد تلقيت أول تهنئة بالعيد من صديق مسلم رغم إطلاق فتاوي غير مسئولة تحرم تقديم التهاني للأقباط بعيدهم. * جورج أنورا وكريستين تادرس وشرين سعد. وسارة بديع: كانت أجمل لافتة في يوم العيد استقبال مسلمين يسكنون بجوار إحدي الكنائس التي اعتدنا الذهاب إليها منذ سنوات يقدمون لنا الورود والحلوي والمياه الغازية ويقولون لنا بكل محبة "كل سنة وأنتم طيبون ونفضل نحب بعض".