المهندس أحمد عز أمين التنظيم السابق بالحزب الوطني والذي اطلقوا عليه لقب "مهندس الانتخابات" أراد أن يقدم للحزب أعظم هدية في انتخابات مجلس الشعب فعمل علي إخلاء المجلس الجديد من أي صوت معارض. بأسلوب فج وساذج في الغش والتزوير ينم عن مراهقة سياسية وتحقق له ما أراد!! ظن عز أنه أتي بما لم يأت به الأولون فتملكه الغرور والخيلاء وأخذ يمشي مختالاً كالطاووس.. لكن سرعان ما انقلب سحره عليه. فكانت هذه الانتخابات بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير. والتهمت عصا المظاهرات الشبابية أفاعي عز!! هندسة عز العشوائية ألغت أو تجاهلت كل قواعد اللعبة السياسية فلم يتصرف كمهندس بل تصرف كمقاول معدوم الضمير قام بغش مواد بناء العمارة فكانت النتيجة الطبيعية انهيارها علي سكانها. لقد أغري أحمد عز علي اتباع هذا الاسلوب الفج الساذج ما تحقق له من تجربة انتخابات مجلس الشوري عندما تم تزويرها بطريقة فاضحة.. لأن الإقبال علي لجان الانتخابات فيها كان ضعيفا جدا إن لم يكن معدوما.. لكننا فوجئنا عند إعلان النتيجة بفوز مرشحي الحزب الوطني بأرقام فلكية لأصوات الناخبين. لكن لأن مجلس الشوري مجلس استشاري أكثر منه تشريعياً فإن أهميته تتواري مقارنة بأهمية مجلس الشعب.. لذلك لم يهتم الكثيرون بنتائج انتخابات هذا المجلس.. ومن هنا وقع أحمد عز في الفخ.. وكرر تجربة التزوير في مجلس الشعب فكانت النهاية التي لم يتوقعها أحد!! لقد حاول أحمد عز أن يدس أنفه في انتخابات مجلس نقابة الصحفيين كما دسها في انتخابات المحامين ليسيطر الحزب علي النقابات المهنية.. لكنه لم يستطع لأننا انتخبنا النقيب مكرم محمد أحمد بمحض ارادتنا وليس بضغط من أي جهة.. فالصحفيون يصعب الضغط عليهم ولم ينجح أي نقيب أبداً بالتدخل أو التزوير.. انتخبنا مكرم تكريماً لتاريخه الطويل وليس رفضاً أو كرها لمنافسه ضياء رشوان. أحمد عز ظن أن مصر مزرعة ينمو في تربتها المال لفئة خاصة من المواطنين دون باقي أبناء الشعب لكن القدر لم يمهله طويلاً فانهار بناؤه محدثا دويا هائلاً ومخلفاً آثاراً مدمرة للحزب.. إيجابية لشعب مصر. لكن السؤال: هل كان أحمد عز يعمل بمفرده وبمنأي عن قيادات الحزب؟! الجواب: بالطبع لا.. كلهم سكتوا.. إن لم يكونوا قد شجعوا.. والسكوت بالطبع كما يقال علامة الرضا. الحياة مليئة بالعبر والدروس.. ولكن من يعتبر؟! ومن يتعلم؟!