اكتسب الرئيس الدكتور محمد مرسي شعبية بإنصافه الزعيم الراحل جمال عبدالناصر وتاريخه العظيم في بناء صناعة وطنية جعلت مصر في حينها دولة صناعية إلي جانب كونها دولة زراعية. كما أنصف الرئيس الدكتور عزيز صدقي ورجاله الذين قادوا هذا التوجه لوضع مصر علي خريطة الدول الصناعية.. وكانت اللبنة الأولي بانشاء مصنع الحديد والصلب بحلوان ومجمع الألومنيوم بنجع حمادي والتوسع في صناعة النسيج وتطويرها إلي آخر ذلك من الصناعات المختلفة مما لا يمكن حصره في هذه المساحة. ورغم أن جماعة الإخوان نالها الكثير من الأذي والضرر في عهد عبدالناصر إلا أن ذلك لم يمنع الرئيس الإخواني الدكتور مرسي من الاشادة بالسياسة التي انتهجها الزعيم الراحل واضعا نصب عينيه أنه ما من أحد يتصف بالكمال المطلق في كل سياساته وتصرفاته فعبدالناصر له ما له وعليه ما عليه. ولكن في مجمل تقييمه لا يستطيع أحد أن ينكر وطنيته ونزاهته وطهارة يده وصدق توجهه بالرغم من نزوعه الشديد إلي الديكتاتورية وما يترتب علي هذا النظام من مظالم جمه. وفي مقدمتها الحجر علي حرية التعبير. ثم خطيئة النكسة التي كلفتنا ومازالت تكلفنا الكثير. لقد ارتفعت أكف الحاضرين في الاحتفال بعيد العمال بالتصفيق الحاد بمجرد أن نطق الرئيس مرسي باسم عبدالناصر. مما يدل علي أن الزعيم الراحل سيظل يحتل مكانة مميزة في قلوب الشعب مهما طال الزمن. عبدالناصر رغم كل المثالب عمل لصالح الشعب كل الشعب دون أن يميز فئة علي فئة ولا فصيلا عن فصيل.. وانحاز حقيقة قولا وعملا لفقراء مصر من الفلاحين والعمال وانتشلهم من الوهدة التي تردوا فيها عقودا طويلة قبل الثورة. أصدر قانون الاصلاح الزراعي. وأمم قناة السويس. وبني السد العالي. وساهم في تحرير الدول الافريقية من الاستعمار الأوروبي. وشارك في ظهور مجموعة دول عدم الانحياز. وكسر احتكار أمريكا لتوريد السلاح الي المنطقة. وحقق لمصر مكانة متميزة بين كل دول العالم. وكان يكفي ذكر اسم مصر ليذكر معه "ناصر". الرئيس الواثق من نفسه هو الذي يعطي كل ذي حق حقه حتي وان كانت في حلقه غصة من تصرف معين لشخصية معينة.. والتصفيق الذي ارتفع بشدة عندما ذكر الرئيس مرسي اسم عبدالناصر دليل علي أن الشعوب لا تنسي رجالها الابرار. رغم أنني أعتقد أن الغالبية العظمي ممن حضروا احتفال عيد العمال بالقصر الجمهوري بالقبة لم يعاصروا عبدالناصر. وإذا كان عبدالناصر استحق التكريم بعد الثورة.. فإن صاحب قرار العبور الشجاع الرئيس الراحل أنور السادات يستحق نفس التكريم. ولابد ان نعترف لكل صاحب فضل بفضله.