عندما قامت ثورة 25 يناير المجيدة كان علي رأس مطالبها تحقيق المساواة بين المرأة والرجل خاصة أن النساء من كل الفئات والأعمار شاركن في هذه الثورة ووقفن بجانب الرجل في ميدان التحرير حتي سقط رأس النظام الفاسد. وبعد مرور أكثر من 26 شهرا علي هذه الثورة لم يتحقق شيء بل زاد العنف والتحرش ضد المرأة. وزادت الدعوات من المتشددين بضرورة عودة المرأة للبيت والاكتفاء بتربية الأولاد فقط. سألنا عددا من السيدات والفتيات من أعمار وتيارات مختلفة أكدت علي أن الثورة مستمرة حتي تتحقق كل أهدافها وعلي رأسها المساواة بين الرجل والمرأة. * تقول سميحة عبدالرحمن - طالبة بكلية آداب جامعة القاهرة: نتائج الثورة حتي الآن مازالت مخيبة للآمال بل أري أن دور المرأة تراجع بعد الثورة وأصبح هذا الدور هامشيا خاصة بعد أن أصبحت المرأة تتعرض للعنف والسحل إذا شاركت في المظاهرات ونجد من يقول تستاهل لماذا نزلت المظاهرات؟! * تتفق معها في الرأي نائلة محمود - ناشطة سياسية - وتؤكد: أن المرأة بعد الثورة وفي ظل الدستور الجديد حرمت من التمثيل القوي في البرلمان بعد أن تم إلغاء نظام الكوتة لمجرد أن النظام السابق هو الذي أعد هذا النظام وبالتالي سيكون تمثيل المرأة في أي برلمان قادم هزيلاً ومحدوداً للغاية الأمر الذي يؤثر علي مشاركة المرأة في صنع القرار السياسي. * تقول علياء فؤاد - ربة منزل: المرأة المصرية أصبحت بعد الثورة مكسورة الجناح ولا تستطيع أن تسير في الشارع بمفردها وإلا تعرضت للعنف والتحرش بسبب الانفلات الأمني وزادت حالات اختطاف البنات حتي أصبحت الأمهات لا تخرج بناتهن من البيوت خوفا عليهن. * تقول أميمة فوزي إبراهيم - مدرسة بإحدي المدارس الخاصة: إن الرئيس مرسي كان قد تعهد قبل فوزه بالرئاسة بتعيين نائب له من السيدات وبعد توليه الحكم تعرض لهجوم شديد من المتشددين الذين حذروه من تعيين امرأة نائبا لرئيس الجمهورية.. وبالفعل الرئيس يتراجع عن تعهده ويكتفي بتعيين د. باكينام الشرقاوي مساعدة فقط للرئيس وضاع المنصب الذي كان يعد حلما كبيرا للمرأة المصرية. زواج القاصرات * تقول أسماء عبدالله محمد - طالبة بكلية طب عين شمس: قبل الثورة كانت ظاهرة زواج القاصرات منتشرة خاصة في الريف المصري وتوقعنا اختفاءها بعد الثورة إلا أنها زادت ووجدنا من يشجع علي زواج القاصرات بدعوي أن البنت من حقها الزواج في سن التاسعة أي وهي طفلة!! وكانت النتيجة أن زادت الظاهرة وانتشرت أكثر وأكثر!! * تري أمل رياض - حاصلة علي بكالوريوس تجارة - أن فرص العمل أمام الفتيات تراجعت بشدة بعد الثورة ليس فقط بسبب توقف الإنتاج ولكن لأن هناك من يطالب بضرورة عودة المرأة للبيت والتفرغ لزوجها وتربية أولادها بدلا من أن تخرج للعمل وأن تترك العمل للرجال فقط. * تقول شيماء عبدالله - بالمنظمة الحقوقية للإنسان الحر: لقد وقفنا في ميدان التحرير لمدة 18 يوما جنبا إلي جنب مع الرجل حتي أسقطنا النظام.. وبعد نجاح الثورة ووصول الإخوان إلي السلطة أصبحوا يقولون: لماذا تخرج المرأة للتظاهر؟! مبادرة للمرأة * تري الدكتورة سهير لطفي - أمين عام المجلس القومي للمرأة وأستاذ علم الاجتماع: أن المبادرة التي دعا إليها الرئيس مرسي مؤخرا لمواجهة العنف ضد المرأة تعطي بارقة أمل وتحقيق مكاسب للمرأة المصرية. أشارت إلي أن المجلس يضع مشروع قانون حماية المرأة من العنف مؤكدة أن هذا المشروع يتفق مع أحكام الشريعة الإسلامية لأن هذه الشريعة السمحاء تعطي للمرأة كل الحقوق ولم تمنعها أبدا من العمل. * تضيف الدكتورة زينب شاهين - خبيرة التنمية وشئون قضايا المرأة وأستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية: المرأة ستخوض معركة في انتخابات مجلس النواب وعليها أن تواجه هذه المعركة بكل قوة.. لإثبات وجودها بالرغم من التحديات التي تواجهها والتربص بها في ظل الحكم الجديد والقيادة المنتخبة بعد الثورة. * تؤكد الدكتورة نادية حليم - أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية أن المرأة كان لها دور قوي وفعال في الثورة وظهر دورها بشكل أكبر في انتخابات الرئاسة والاستفتاء علي الدستور.. وكل هذه الظواهر تؤكد أنها القوة القاسمة والدافعة في نفس الوقت لحل مشاكل الوطن والمجتمع بأسره.