ميدان التحرير الذي أبهر العالم كله بعد ان احتضن ثورة الشعب في 25 يناير 2011 واصبح من المعالم التي يحرص السائحون علي زيارته عندما يأتون إلي مصر.. هذا الميدان الذي كان مكانا تقف فيه النساء علي قدم المساواة مع الرجال للمطالبة بالحرية.. تحول اليوم إلي ساحة تتعرض فيها النساء للتحرش الجنسي!! وقد كان هذا الأمر متوقعا بعد أن تركت سلطات الدولة هذا الميدان العظيم يقع في قبضة البلطجية ومسجلي الخطر والباعة الجائلين!! القيادات النسائية أعربت عن غضبها من تحول ميدان التحرير إلي ساحة للتحرش وطالبت الأجهزة بضرورة التحرك بسرعة لتطهير الميدان من البلطجية ومسجلي الخطر. * في البداية تقول المحامية هالة عبدالقادر مدير مؤسسة التنمية الأسرية: انها تلقت العديد من البلاغات حول قيام مجموعة من الخارجين علي القانون الموجودين بالميدان حاولوا تمزيق ملابس المحتجات وسرقتهن ورغم ذلك واصل هؤلاء البلطجية هجماتهم علي المتظاهرات دون ان يجدوا أحدا من رجال الشرطة يدافع عنهن! طالبت بضرورة عودة السلطة الأمنية إلي ميدان التحرير لتحريره من البلطجية والمشاغبين. الطرف الثالث وتتفق معها المحامية عبير علي مدير مشروع مناهضة زواج الصفقة بجمعية الفسطاط: مؤكدة ان الطرف الثالث أو "اللهو الخفي" هو المسئول عن عمليات التحرش بالميدان بهدف تشويه صورته واظهاره أمام العالم بأنه ميدان سييء السمعة ولا يستحق أن يفتخر به أحدا! أوضحت انه تم خلال اسبوع واحد التحرش ل 30 فتاة في الميدان وذلك ومن قبل مجموعات من الشباب العاطل تتراوح اعدادهم ما بين 50 إلي 70 شابا مشيرة إلي أن الفتاة "ياسمين" التي اعتدي عليها أحد المتحرشين أكدت ان اصابع هذا المتحرش تركت علامات علي جسدها. * وتتساءل ماجدة هاشم مدير مشروع الاتجار بالبشر بمركز قضايا المرأة: أين قانون التحرش الذي كان البرلمان السابق قد بدأ في مناقشته ثم توقفت كل المناقشات ولم يعد أحد يفكر فيه!! أشارت إلي أن الجمعيات النسائية تتبني حاليا حملة تحت عنوان "وطن آمن بدون تحرش" بهدف حماية الفتيات والسيدات من التحرش والاغتصاب في الشوارع والميادين خاصة بعد ان غابت الشرطة وتفرغت لحماية الرئيس والمسئولين فقط! أكدت ان نسبة التحرش كانت قبل الثورة تبلغ 65% بينما وصلت بعد الثورة إلي 82% مشيرة إلي أن احدي السائحات ثم الاعتداء عليها من قبل مجموعة من الشباب في احدي محطات مترو الانفاق وتدخلت مجموعة أخري من الشباب للدفاع عن السائحة وعندما لجأ الجميع إلي شرطة المترو كانت الاجابة: نحن نحمي منشآت المترو فقط!! وتقول نهاد أبوالقمصان رئيس المركز المصري لحقوق المرأة: ان ما يقوم به هؤلاء المتحرشون يعد جريمة ضد الإنسانية وهي نوع من الجرائم المنظمة ولابد من محاكمتهم فقط وتوقيع أقصي العقوبات عليهم. الانفلات السبب * تري الدكتورة سميحة نصر - استاذ علم النفس بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية: ان هذه الظاهرة ترجع إلي الانفلات الأمني بالشوارع والميادين مما شجع هؤلاء المتحرشين علي القيام بجرائمهم وهم آمنون من ان احدا لن يتعرض لهم خاصة انهم اصبحوا يحملون اسلحة نارية وغير نارية. أكدت ان الحل الوحيد هو عودة الشرطة من جديد إلي الشوارع ووجود سيارات الشرطة بشكل مكثف علي مستوي جميع الأحياء حتي تتحرك بسرعة في حالة وجود أي حالة تحرش أو وقوع أي جريمة. رسالة إلي المرأة وتقول الدكتورة سامية خضر استاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس: ان هؤلاء المجرمين هدفهم ايصال رسالة معينة إلي المرأة مفادها انه ليس من حقك النزول أو التظاهر واستبعدت ان يكون أحد من الثوار قد قام بهذا مؤكدة انه من المستحيل ان يكون الشباب المحبون لبلدهم ممن شاركوا في ثورة يناير العظيمة قد صدر منهم هذا التصرف المشين. * تري الدكتورة عزة كريم استاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية: ان الدوافع وراء التعدي علي المرأة في ميدان التحرير قد تختلف من واقعة لأخري مشيرة إلي أن من يطلق عليهم بلطجية ممن يقومون بعمليات التحرش بالمظاهرات هم انفسهم اطفال الشوارع والذين نادينا منذ سنوات بخطورتهم في المجتمع. اضافت ان الاعلام يضخم هذه الحوادث التي تقع في ميدان التحرير ومن غيره مؤكدة علي ضرورة نزول الفتيات في مجموعات وفي حماية فريق آخر من الشباب يستطيع التدخل وقت الضرورة. اضافت ان هناك اشخاصاً من رموز النظام السابق هم وراء مثل هذه الجرائم والذين من مصلحتهم عدم استقرار البلاد مرة أخري.. وتضيف: أنا لست مع من يقول ان القائمين علي النظام الحالي وراء هذا التحرش فهذا كلام غير معقول وغير منطقي.. فليس من المعقول ان القائمين علي النظام يحاولون خلخلة البلاد وتفككها. اضافت: لابد من معاقبة هؤلاء والقبض عليهم بأقصي سرعة وتوقيع عقوبات رادعة وتنفيذ القانون بحسم وشدة. * وتري سلافة علي يوسف - المحاسبة قانونية والمدير التنفيذي بجمعية تنمية المشروعات الحرفية والمنسق العام بمركز قضاياه المرأة: ان ما يقع من حوادث اعتداء ضد الفتيات في ميدان التحرير هو نتيجة طبيعية لحالة الانفلات الأمني الذي تعيشه البلاد مشيرة إلي أن القوانين الرادعة لمثل هذه الحوادث ليست فاعلة لكن هذا لن يهدد المرأة وستظل نساء مصر في الميادين تطالب بحقوقها وتدافع عن اهداف الثورة. مع السيدات التقينا مع عدد من السيدات للوقوف علي كيفية مواجهة هذه الظاهرة وخاصة بعد الثورة: * مني عبدالهادي - طالبة بكلية تجارة عين شمس تقول: المرأة هي التي دفعت بابنائها ورجالها إلي الميادين ولا أحد يستطيع أن يحبطها أو يقهرها. اضافت الآن حاجز الخوف تم كسره تماما ولا البلاك بلوك أو البلطجية أو غيرهم يستطيعون ارهابنا أو تخويفنا أو غيرهم.. فهذه الثورة غيرت المفاهيم الخاطئة لدي الشعب المصري. تضيف سهيلة عبدالله محمد - طالبة بكلية الاعلام جامعة القاهرة: ان التحرش في المسيرات والتظاهرات سياسي وممنهج وهو أحد الأسلحة المعروفة لدي الانظمة الاستبدادية ضد المعارضة والتي تبدأ بالتحرش وتصل إلي الاغتصاب. وتشير سلوي مصطفي - موظفة باحدي شركات القطاع الخاص: إلي أن التحرش لم يعد مقتصرا علي الميادين فقط بل أصبح في كل مكان سواء في وسائل المواصلات أو في مواقع العمل وذلك نتيجة عدم استطاعة الشباب للزواج.