في كل يوم يتساقط شهيد جديد من أبناء الشرطة علي يد عتاولة الاجرام والبلطجة وهنا يعم الحزن والأسي ليس علي أسرة الضابط أو أمين الشرطة القتيل بل علي الشعب المصري بأكمله لانه ابن من أبناء هذا الشعب بالاضافة إلي انه راح ضحية من أجل الدفاع عن مواطن أو من أجل حماية الشباب من تجار السموم وخفافيش الظلام. وآخر هؤلاء الشهداء من الضباط كان النقيب محمود محمد المحرزي معاون مباحث قسم ثان السلام الذي راح علي يد مجموعة من تجار الكيف والسموم الذين انتزعت من قلوبهم الرحمة وصاروا ينشرون في الارض الفساد.. لماذا تركنا أمثال هؤلاء يرتعون في الارض مع أن رجال الشرطة يعلمون أوكار هؤلاء الشياطين ومنهم المسجلون الذين يزاولون نشاطهم جهارا نهارا وأمام اعين الجميع في كل المحافظات والمناطق الراقية والعشوائية. لقد تزايدت معدلات الجريمة بعد الثورة بطريقة لافتة للنظر وهذا اصبح يمثل عبئا كبيرا علي رجال الشرطة الذين أصبحوا يواجهون المصاعب في مواجهة المجرمين الذين تسلحوا بأصعب انواع السلاح وهو الحقد والتشفي من رجال الامن الذين كانوا يقفون لهم بالمرصاد. ما يحدث الآن من مواجهات بين رجال الشرطة والمجرمين يحتم علينا ان نشارك فيه وان نقف بجوار رجال الشرطة حتي يستطيعوا أن يؤدوا عملهم علي أكمل وجه في حماية الشعب من براثين هؤلاء المجرمين ويقضون علي بؤر الفساد بشرط أن تسمح السلطات لضابط الشرطة بالتعامل مع المجرمين باشد أنواع المواجهة أو رميهم بالرصاص لان المجرم لا تحكمه أي سلطات أو قوانين فبمجرد ان يشاهد ضابط الشرطة يطلق عليه الرصاص قاصدا قتله أما ضابط الشرطة فيخشي علي نفسه من التعرض للعقاب إذا قام باطلاق رصاصة علي أي مجرم وشاهدنا الكثير من رجال الشرطة الذين اتهموا بقتل مجرمين وتم الحكم عليهم في مثل هذه القضايا. في الحقيقة ان ما يتعرض له ضابط الشرطة الآن يحتاج إلي وقفة حقيقية من جانب الدولة فإذا كان ضابط الشرطة لم يأمن علي نفسه من غدر المجرمين فكيف يؤمن المواطنين ويحمي ممتلكاتهم. لقد عمت الجريمة في كل ربوع مصر لكن هناك من يتقاعس عن اداء واجبه وعمله من رجال الشرطة بحجة انه لن يعرض نفسه للخطر وهذا تخاذل كبير في حماية المواطنين وعلي سبيل المثال ما يحدث الآن في محافظة سوهاج يمثل نوعا من التراخي في التعامل مع المجرمين فقد حدث في مركز البلينا بمحافظة سوهاج جرائم لم نعهدها من قبل خطف للاطفال وسرقة بالاكراه وخطف للمواشي في عز الظهر ولم نجد أي تحرك من رجال الشرطة خاصة ان أولئك المجرمين حديثو العهد في الاجرام لكنهم احترفوا البلطجة بعد الانفلات الامني. قري مركز البلينا تعتبر من أسهل القري التي يمكن تأمينها لان أي قرية بها مداخل ومخارج ولو تم عمل كمين في هذه القري لاستطاع رجال الشرطة ضبط هذه العصابات والتعرف علي الغرباء الذين يدخلون هذه القري ويعبثون فيها وعلي سبيل المثال فان قرية عرابة ابيدوس وقرية الغابات والشلولية والجيل والسلماني وبني منصور يربطهم محور واحد ولو تم عمل كمين في منطقة "النبقة" وآخر بجوار معبد عرابة ابيدون ونهاية قرية الغابات ما وجدنا مثل هذه الجرائم وهذا لايحتاج إلي مجهود خارق أو مواجهات مسلحة لان هؤلاء اللصوص مجرد صبية فهل يتحرك مدير أمن سوهاج لحماية ابناء القري؟ أم يظل علي ما هو عليه حتي ان بعض نقط الشرطة تغلق أبوابها بعد نصف الليل وتحية من كل القلوب لشهداء الواجب الذين لايتوانون في اداء عملهم حتي لو كلفهم ذلك حياتهم: