نسمع عن الدولة العميقة وهي لفظ لا أعرف معناه إلا أنه بدعة من بدع ما بعد الثورة من كلمات والفاظ تبرر مشاكل وتداعيات ولكني استعير من أصحابها كلمة العميقة لأكتب عن الفوضي العميقة والتي اقصدها الان هي الفوضي التي نراها في مصر الان بدون زعل أو اتهام بالرد لكنها فوضي عميقة تضرب بجذورها إلي أعماق الاعماق لدرجة أن حلها أصبح مستحيلا من وجهة نظري. لا يمكن جمع شتات الامور بعدما وصلت الامور إلي هذا الحد. بلطجة في كل شارع مسجل خطر يروع الناس. أطفال شوراع وأطفال مدارس بلا "ظابط" أو رابط. آمن يقع وينكسر. مواطن عادي يخترق الخطوط الحمراء ويتظاهر لأتفه الاسباب ويطالب بمطالب خاصة جداً تحت عنوان العدالة والثورة. نعم انفلات خلقي كامل يصل إلي النخاع ويزداد حدة وعنفا وتتسع دائرته لتشمل الجميع ولماذا؟ لانها أبسط طريقة للحياة بلا ضوابط سهلة الحياة بلا قانون سهلة الحياة بلا أمن أو قواعد اجمل. افتري علي الناس. أهددهم. أسرقهم وأروعهم في عز النهار لا خوف أو خشية لا أقسم حساباً لشئ نعم هذا ما وصلنا إليه الآن خربت الفوضي والبلطجية أعماق الوطن والامر يزداد صعوبة يوماً بعد يوم فالفوضي والبلطجة مرض معدي والعدوي بالرزاز لهذا يمكن آن ترققي لمستوي الوباء وهو ما نحن فيه وباء لاتطعيم له ولا علاج ضرب بهذا الوطن ضربة عميقة وجرحا غائرا في رأيي لا حل له حتي لو عادت الشرطة وحتي لو عادت محاولة الآمان صعب السيطرة علي الشارع. الامر خطير خطير نبهنا له ولم ينتبه أحد. فضلنا مصالحنا الخاصة بسبب الحرمان وتحت ستار ما يسمي ثورة نعم نبهنا للحقد والتشفي والخراب الذي أصاب مصر نبهنا وصمت الاذان عن عمد أو جهل أو عند أو ضعف الله أعلم بالنفوس. هل هو انتقام إلهي منا؟ ماذا حدث وما هو الحل إن كان هناك حل لهذه الفوضي العميقة التي تزداد عمقاً يوماً بعد يوم لانها أصبحت فوضي في كل نفس وكل شخص السيطرة الكاملة للبلطجي والصوت العالي وحامل السلاح والمسجل خطر الذي سيطر علي الشارع المصري وترك المنابر السياسية لاصحابها أصحاب الحناجر والصحف والاعلام يتكلمون ويتكملون فقط ولا يفعلون شيئا ابداً نعم كلنا شركاء في الفوضي العميقة التي ضربت مصر وحطمتها حتي لو حاول البعض نكران ذلك الشارع يشهد يارب سلم ما تبقي من مصر.