احتفالية من نوع خاص أقامها المركز الكاثوليكي الليلة الماضية تحت عنوان "يوم العطاء" فرغم السعادة بتكريم الأم في يدها. إلا أن مشاعر الحزن والألم كانت موجودة أيضاً عندما صعدت لمنصة التكريم أمهات شهدائنا من جنود رفح. وشهدائنا من الشرطة. وأيضاً شهيد الصحافة المصرية الحسيني أبوضيف. وردد الجميع في الختام تحيا مصر.. عاشت مصر حرة كريمة. بدأت فعاليات التكريم علي خلفية أبيات شعرية ألقاها الشاعر ناجح فرج قبل صعود كل شخصية علي المسرح. فقد تم تكريم كل من: د.نادية زخاري وزير الدولة للبحث العلمي. المستشارة نهي الزيني. د.آمنة نصير. د.سوسن زكي. الفنانة التشكيلية عايدة عبدالكريم. الراهبة إدواردة سليم. د.رتيبة الحفني والتي تسلمت حفيدتها درع التكريم نيابة عنها واسم الراحلة "علا غبور" وتسلمتها ابنتها دينا كما تسلمت الكاتبة صفية أمين درع التكريم لاسمي مصطفي وعلي أمين. ومن رموز الفن. تم تكريم كل من د.عزت أبوعوف رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي. رجاء الجداوي. فادية عبدالغني. صابرين. الإعلامية سهير شلبي. الكاتب الكبير محفوظ عبدالرحمن. الناقد السينمائي رءوف توفيق. الفنانة نيفين رامز. وعلي خلفية قصيدة "إفطار رفح" تم تكريم اسم الشهيد طارق محمد عبداللاه وتسلمتها زوجته. وأيضاً اسم الشهيد باسم عبدالله محمود. وعندما صعد ولداه إلي المسرح لتسلم الدرع أثارا شجون كل من في القاعة لبكائهما الشديد حزناً علي فراق الأب. وعلي أبيات قصيدة وعد وعتاب تم تكريم اسم الشهيد الراحل النقيب محمود أبوالعز وتسلمتها والدته. وأيضاً الشهيد أمين الشرطة كامل حسن وتسلمها أخوه رشاد. وأخيراً تسلم سالم أبوضيف درع شقيقه شهيد الصحافة المصرية الحسيني أبوضيف. قالت د.آمنة نصير. ليست هذه أول مرة يتم فيها تكريمي. لكن تكريم المركز الكاثوليكي هو منتهي الرقي. فهذه هي مصر الحقيقية بتاريخها وأديانها. وهو ما ذكرني بسنوات عمري الأولي في أسيوط فقد تربيت في مدارس أمريكية في مثل هذا الجو. لم أشعر أبداً بفارق بيني كمسلمة وبين زميلتي المسيحية وكأنني منهن: وداد دانيال. سامية عزيز. وماجدة لورانس الأستاذة في الجامعة الأمريكية. قال الكاتب محفوظ عبدالرحمن: نحن في حالة هلوسة في كل شيء سياسة واقتصاد وأمن ومع ذلك أنا واثق أننا سوف نتخطي هذه المرحلة. فكل تاريخ مصر الذي شهد فترات سيئة جداً يؤكد هذا. لأننا كمصريين لن نتحمل هذه اللخبطة أكثر من هذا سوف نعود للطريق الصحيح مرة أخري. د.عزت أبوعوف حصلت علي عدة جوائز عن أدواري. لكن هذه أول مرة في حياتي يتم تكريمي. ويشرفني أن يحدث في مناسبة خاصة هو يوم الأم وأقول لأم كل شهيد أرجوك لا تحزني لأن ابنك في مكانة أعلي بكثير مما نحن فيه. فقد استشهدوا من أجل مصر. وستعود بلدنا تاني لينا بإذن الله. المستشارة نهي الزيني: هذا اليوم هو يوم أمنا مصر. وسعيدة أن أكون في المركز الكاثوليكي لأنه يهتم بالسينما والفن. وهو اهتمام بالوجدان والحس. وهذا هو الذي سيخرجنا مما نحن فيه. وأنا متفائلة جداً وأمامي كل هذه الوجوه أقول "اللي جاي أحسن". الفنانة رجاء الجداوي: أنا اتربيت في حضن راهبات الفرنسيسكان. وهن اللاتي غرسن داخلي كل حاجة جميلة وأهدي التكريم الذي شرفت به لأم عظيمة حملت وأنجبت وربت وتمنت أن تري لابنها أحفاداً وفجأة أصبحت أم شهيد أهديه لوالدة محمد الجندي. صابرين: عندما يكرم المركز الكاثوليكي سيدات رائدات في مجالات كثيرة. فهذا معناه أن سيدات مصر جدعان جداً جداً. وأهدي درع التكريم لبلدي أم الدنيا. وتقول آية خطيبة الشهيد نقيب محمود أبوالعز وسط دموعها: محمود ابن عمي أصلاً. مخطوبين منذ عام ونصف العام وكان المفروض أن يتم زفافنا في نهاية العام. وبعد رحيله حاسة إن ظهري انكسر وماليش لزمة من غيره. لأنه كان دايماً معايا في كل أزمة. حرص الأب بطرس دانيال رئيس المركز الكاثوليكي أن يسلم درع التكريم للكاتب محفوظ عبدالغني وهو موجود في مكانه بالقاعة كما طلب في بداية الاحتفال من الحاضرين الوقوف للصلاة وقراءة الفاتحة علي أرواح الشهداء. بان التأثر الشديد وانسابت الدموع من عيني المستشارة نهي الزيني أثناء التكريم وكذلك الفنانة الكبيرة رجاء الجداوي التي كانت الأكثر في تجاوب الحاضرين معها والتصفيق لها. وتبادل كل من رئيس المركز مع الأب كمال وليم ود.عاطف عبداللطيف سفير النوايا الحسنة تقديم الدروع للمكرمين.