ساد الهدوء بورسعيد بعد أيام ساخنة لم تذق فيها المدينة الباسلة طعم النوم بسبب الأحداث المتلاحقة والتي نالت من استقرارها.. حاول بعض المحتجين وعددهم حوالي 150 شخصاً الوقوف أمام البوابة الرئيسية للاستثمار لمنع العمال من دخول وردياتهم إلا أنهم لاقوا مقاومة شديدة من العمال الذين أصروا علي الدخول إلي مصانعهم وانتظم العمل بمنطقة الاستثمار.. ومازالت المنطقة التجارية تعاني من كساد شديد في حركة البيع والشراء التي توقفت تماماً. سافر وفد صباح أمس من المتهمين المفرج عنهم في أحداث استاد بورسعيد لزيارة زملائهم المحبوسين في سجن المستقبل بالإسماعيلية لتأكيد تضامنهم معهم وضرورة إظهار الحق وبراءتهم من تهم لم يرتكبوها وتجمع العشرات من المتهمين المفرج عنهم وأهاليهم وأهالي المتهمين المحبوسين أمام السجن. طالب أشرف دياب أحد المتهمين المفرج عنهم القضاء المصري بالعدالة والرحمة ببورسعيد. فيكفي ما شهدته من شهداء ومصابين عاجزين وخوف وهلع علي جريمة لم ترتكبها. أكد اللواء أحمد عبدالله محافظ بورسعيد أن الدراسة ستنتظم في بورسعيد من اليوم في جميع المدارس بجميع مراحلها بعد توقف طويل. ناشد المحافظ أولياء الأمور سرعة إعداد أبنائهم نفسياً ومعنوياً للدراسة. حتي يستطيعوا التكيف معها. ومحو آثار الأحداث التي مرت ببورسعيد من ذاكرتهم مؤقتاً. وسوف يعقد أحمد عرابي وكيل وزارة التربية والتعليم اجتماعاً مع مدراء الإدارات التعليمية اليوم. وكذلك مدراء الإدارات المركزية لبحث الإجراء الذي سيتم اتخاذه علي ضوء المشهد الذي لم ينظم فيه الطلاب في مدارسهم. وكذلك أعمال السنة التي ستمنح للطلاب. أكد عرابي أنه أصدر تعليماته لجميع مدراء المدارس في بورسعيد وبورفؤاد أن تبث الإذاعات المدرسية الأناشيد الوطنية والأغاني الحماسية صباح كل يوم في موعد بدء طابور الصباح. لجذب أكبر عدد من التلاميذ وأيضا السلام الوطني في جميع المدارس مهما كان عدد الطلاب الذين وصلوا للمدارس في موعد بدء الدراسة. علي صعيد آخر انتظمت حركة القطارات من وإلي بورسعيد بعد أن كانت الاسماعيلية هي "آخر الخط". وذلك بعد توقف دام يومين حرصاً علي سلامة الركاب. وقد لاحظ بعض الأهالي عدم الانتظام في المنافذ الجمركية ربما لغياب شرطة أمن الموانئ التي كانت تحمي موظفي المنافذ ومن المنتظر انتظام الحركة بتعيين عدد من قوات الجيش لحراسة وحماية المنافذ الجمركية خلال ساعات حفاظاً علي المال العام وكان بعض التجار قد نجحوا في الإفراج الجمركي عن بضاعتهم الواردة من الخارج. تستأنف محكمة بورسعيد الابتدائية عملها بعد توقف دام لقرابة الشهر. وذلك للفصل في القضايا المعلقة وكان الإداريون قد بدأوا أعمالهم أمس لإعداد الملفات الخاصة بالقضايا والأوراق التي تتعلق بمصالح الجماهير. أكد المحافظ انتظام خط الطيران بين القاهرة وبورسعيد مرة أخري اعتباراً من أول الأسبوع القادم. وقال إنه أرسل دعوات للمدارس والجامعات للتنسيق لرحلات جماعية لمدينة بورسعيد من المحافظات الأخري لتنشيط التجارة والحركة ببورسعيد بعد استقرار الأوضاع حالياً. فيما أعلن الجيش الثاني تأمين المدارس. أطلق الشيخ حافظ سلامة البورسعيدي منسق لجنة الدفاع الشعبي ببورسعيد مبادرة لرأب الصدع داخل المحافظة واحتواء أزمات الصراع السياسي. أطلق سلامة البورسعيدي علي مبادرته اسم "100" لاحتوائها علي 100 عضو من جميع التيارات والأحزاب السياسية والألتراس وأهالي الشهداء والمصابين والسجناء والمستثمرين والشخصيات العامة والنقابات المهنية والعمالية. أكد أن الهدف منها وعددها هو تمثيل كافة جميع التيارات والقوي السياسية والهيئات داخل المبادرة لعدم خروج أي فصيل لاتهام المتفاوضين من أجل صالح بورسعيد بأنهم لا يمثلون الشعب البورسعيدي مجدداً. أوضح أنه سيتم إعلان اسماء ال 100 عضو المنضمين إلي المبادرة خلال يومين علي الأكثر بعد ترشيح اسم كل ممثل للجهة المنتمي إليها سواء سياسية أو عمالية أو هيئات مجتمع مدني. من ناحية أخري شارك عدد من أفراد القوات المسلحة أهالي بورسعيد في طلاء الأرصفة والبلدورات في المنطقة المحيطة بمبني ديوان عام المحافظة وديوان مديرية الأمن بعد أن قامت السيارات التابعة للمحافظة والأحياء برفع المخلفات والحجارة والقنابل المسيلة للدموع من المنطقة. وقد لاقي ذلك ترحيباً شديداً من أبناء بورسعيد البواسل. أكد ضباط شرطة بورسعيد علي صفحتهم الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" أنه لا صحة لما تردد عن انسحاب الشرطة من المحافظة. وأن القوات متواجدة بجميع الأقسام بالمدينة. أضاف ضباط شرطة بورسعيد أن تسليم مديرية الأمن إلي الجيش ليتولي تأمينها كتعليمات الوزير جاء لوقف نزيف الدماء ببورسعيد. لأنهم لم يجدوا غير هذه الطريقة لوأد هذه الفتنة التي لم تتوقف علي مدار أسبوع. شدد الضباط علي أن القوات لم تترك مواقعها. وأعلنت تضامنها مع الأهالي في مطالبهم المشروعة. حيث انها لا تريد الزج بها في القضايا السياسية وأن تتفرغ لتحقيق الأمن فقط. كما شددوا علي أنهم اعترضوا علي اتخاذ قرار يؤدي إلي اصطدامهم بالشعب وإحداث حالة من التدهور الأمني أدي إلي مقتل الأبرياء من القوات الشباب وإحراق المنشآت الشرطية. وهو قرار قيادات الوزارة بترحيل المتهمين في قضية استاد بورسعيد بالرغم من الرفض المعلن مسبقاً. مما أدي لانفجار الشارع وبدأ سقوط الشرطة. قال الضباط في بيانهم: مازلنا صامدين رغم كل شيء من أجلكم لأن انهيارنا يعني انهيار بورسعيد وقيام دولة البلطجة. وهذا لن نسمح به بالتضامن مع الشعب.