1300 يعملون بالأجر اليومي.. والمالية ترفض تثبيتهم 1300 شاب ممن تعاقدت معهم هيئة قصور الثقافة نظير أجر مقابل عمل ثائرون هذه الأيام ويهددون بالاعتصام أمام مجلس الوزراء بعد أن نظموا عدة وقفات احتجاجية ولم يسأل فيهم أحد. مطالب هؤلاء تتلخص في تثبيتهم أو حتي التعاقد معهم مع الاعتراف بحقهم في التأمينات الاجتماعية والتأمين الصحي والمعاشات. وتعديل اليومية من 15 جنيها للمؤهل العالي إلي 35 جنيها. ومن 10 جنيهات للمؤهل المتوسط إلي 30جنيها واحتساب أيام السبت والجمعة وجميع العطلات الرسمية كأيام مدفوعة الأجر. وقال هؤلاء الشباب إنهم وأغلبهم من المثقفين والمبدعين يطالبون بحق المبدع والفنان والمثقف في أن تشعر به الدولة وتقدم له كل ما يكفل كرامته كإنسان فضلا عن كونه فنانا. فنحن المعينين بالأجر اليومي نعاني معاناة حقيقية وصعبة في المعيشة حيث لا استقرار نفسياً. نحصل علي أجر زهيد لا يكفي لسد أبسط مقومات الحياة الكريمة. ولا توجد تأمينات اجتماعية ولا معاشات ولا تأمين صحي. ونعامل بشكل يهدد أبسط حقوق الإنسان وكرامته. فمنا من توفي دون حق في معاش لأسرته. ومنا المريض الذي لا يستطيع إجراء جراحة أو الحصول علي دواء. معاناة حقيقية لهؤلاء الشباب فعلاً.. معاناة لا تليق بمواطن مصري بعد ثورة كان شعارها "عيش حرية عدالة اجتماعية". حملت هذه المعاناة إلي الشاعر سعد عبدالرحمن رئيس الهيئة لعله يجد مخرجا لها.. وقلت له : أليس من المستغرب أن يحدث ذلك وعلي رأس الهيئة شاعر كان عضوا في حركة "كفاية" وشارك في الثورة التي رفعت مطالب العيش والحرية والعدالة الاجتماعية؟ قال سعد عبدالرحمن: لابد أن تعرف أولاً أنني من أشد المناصرين لهؤلاء الشباب والساعين إلي تحقيق مطالبهم.. لكن الأمر لا يتعلق بالهيئة التي لا تملك تثبيتهم. * ومن الذي يملك ذلك وماذا فعلت الهيئة أساسا مع الجهة المسئولة عن التثبيت؟ لقد أرسلنا بناء علي طلب التنظيم والإدارة كشفا يضم 50% من هؤلاء الشباب لتعيينهم وقبل أن نرسل الكشف نشرنا الاسماء علي موقع الهيئة حتي يعترض من لديه أي ملاحظة. وبعد ذلك ارسلنا كشفا بضم ال 50% الأخري وفقا للضوابط التي يضعها التنظيم والإدارة لكنني فوجئت بأنهم أعادوا الكشوف مرة أخري وقالوا لابد أن يمر علي هؤلاء ثلاث سنوات حتي نحولهم من الباب الرابع إلي الباب الأول. مع انهم لم يخبرونا بهذا الشرط قبل ارسال الكشوف وهذا ما أثار الشباب الذين "عشموهم" في التعيين. * وهل أوضحت ذلك للشباب؟ بالتأكيد.. استقبلت مجموعة منهم واطلعتهم علي كل المخاطبات التي ارسلتها لوزير الثقافة وجهاز التنظيم والإدارة والردود التي تلقيتها. ثم استقبلت مجموعة أخري وشرحت لهم الأمر. * لكنهم يؤكدون أن أسامة يس وزير الشباب استطاع تعيين أكثر من 10 آلاف في وزارته؟ لقد ارسلت مستفسرا عن هذا الأمر وتلقيت ما يفيد أنهم أمضوا ثلاث سنوات.. وفي كل الأحوال الأمر يخص مجلس الوزراء ووزارة المالية وجهاز التنظيم والإدارة.. ولو كان الأمر في يدي لعينتهم جميعا. لكنك تستطيع علي الأقل تحسين أحوالهم المالية.. فهل يعقل أن يحصل خريج جامعة علي 15 جنيها يوميا ولا يتجاوز راتبه 250 جنيها كل شهر؟ بالنسبة للأجر اليومي فهذا تحدده المالية وليس الهيئة. ولكن من جهتي طلبت من وكلاء الوزارة في كل الأقاليم التعامل معهم بشكل إنساني. واحتساب أيام الجمعة والسبت وكذلك العطلات الرسمية أيام عمل. والمرونة مع المرضي أو من تضع مولودا مثلا. وهذا أقصي ما استطيع عمله لرفع أجورهم بشكل نسبي. لكن الوقفات والاعتصامات لن تنتهي دون حل حاسم لمطالبهم التي اعتقد انها مشروعة؟ أعرف معاناة هؤلاء الشباب وأنحاز لهم كما قلت فهم ابناؤنا. فضلا عن أن أغلبهم في تخصصات تحتاجها الهيئة فعلاً. واعترف بحقهم في التظاهر لكن كل ما أطلبه منهم أن يختاروا الوقت المناسب والمكان المناسب للاعتصام وأن يكون اعتصامهم سلميا وبشكل حضاري لانهم في الأول والآخر مثقفون ومبدعون.. ومن جانبي لن أغلق بابي دونهم وسأظل منحازا لهم ومطالبا بالنظر إليهم كشباب من حقهم أن يشعروا بالأمان ومن حقهم أن يحيوا حياة كريمة تليق بالمواطن المصري بعد الثورة.