قضايا أدبية.. ناقشت في ندوتها الأسبوعية المجموعة القصصية "سباق النصف متر" للقاص أشرف خليل. قالت د.زينب العسال: إن تقديم المجموعة بعبارة من رواية بعد الغروب لمحمد عبدالحليم عبدالله تعني أننا لا نفهم حقائق الأماني إلا في أخريات العمر. نحن أمام عنوان يحتفي بالمكان. وهو مكان متلاحق ومتتابع. إنه سباق يتبع الزمان والمكان. وإن هذا الحيز الضيق جداً لا يخلق سباقاً. لكنه سباق معنوي. سباق ضاغط علي النفس والروح والجسد. قصة "مولد عمر" تبدأ بمشهد قوي جداً يوحي العنوان بأن مولد عمر هو محتوي القصة. لكن الحقيقة تعطي العكس تماماً. إن مولد الطفل يطرح أسئلة وجودية مثل: سألت عمر عن معني السعادة؟ وذكرياته في المنفي. وفي قصة "موعد مع الحب" يشف العنوان عما تعالجه القصة وهو الحب. الحب المساوي للتصوف. إن المناجاة هنا تزيد من الإحساس بالشوق لمن نحب. وأكد د.جمال عبدالعظيم أن السرد في أغلب أعمال الكاتب ينهض علي لوحتين سرديتين. الأولي تمثل الماضي. والثانية تمثل الحاضر أو المستقبل. ولدي الكاتب مقومات القاص الموهوب برؤيته وقدرته علي تحويل الواقع إلي فن يعكس قضايا تهم القارئ. ويمتلك ما يطلق عليه الهم القصصي الذي يمثل نبعاً ثرياً متجدداً. يحتضن رؤيته وأفكاره. وذهب القاص عبدالناصر العطيفي إلي أن هذه المجموعة تكشف عن موهبة قاص استوعب تراثنا وهضمه. ثم راح ينفث برؤاه. ربما يأتي العنوان متواكباً مع الظروف الراهنة التي تمر بها بلادنا. هذه القصص تعبر عنا. ولا تنفصل عن واقعنا. وتتسم لغة المجموعة بالميل إلي الرومانسية. ووجود نفس للسارد وليس البطل في بعض قصص المجموعة التي تعد بالفعل إضافة للقصة القصيرة المصرية. ولاحظ الناقد رمضان أحمد عبدالله تنوع ما تطرحه المجموعة في مضمونها. ثمة الحب والتشتت والذكريات والخوف والقلق والأمل والسخرية. ويعتمد القاص علي تقنية الاسترجاع والتذكر مع وجود تيار الوعي في قليل من القصص مثل قصة "مولد عمر. زوجتي التي كانت تحبني. وزلزال" أما باقي القصص فتتبني تقنية الاسترجاع فقط مع المراوحة بين الماضي والحاضر. كما نجد ما يسمي بالاستدلال أو مقدمة النص. نلمح الشخوص غالباً بسطاء أو مقهورين. اللغة عند القاص سردية ووصفية. وهو يعتني بالتفاصيل والوصف كثيراً. وقال الشاعر مجدي عبدالرحيم إن القاص يقدم لنا من خلال المجموعة رؤية فنية. وقد مكنته موهبته وقدرته علي وصف الأماكن ورسم الشخصيات والإلمام بالتفاصيل الصغيرة والدقيقة والتوظيف الجيد مع المقارنة بين الماضي والحاضر واستشراف المستقبل. فالكاتب لديه رؤية للواقع تلتقط الهم الإنساني بعين مدربة علي التقاط خفايا وبواطن النفس البشرية. القصص محكمة البناء والتطور. والكلمات أختيرت بعناية ودقة من غير ترهل أو نقصان. واللغة ساعدت علي سرعة الإيقاع. وقد أجاد المؤلف الإمساك بخيوط القصص. وأحكم قبضته علي الأحداث بحرفية ومقدرة عالية. وتمكن من توظيف التراث بصورة جيدة.