د مصطفى عراقي: حسام القاضي يعتمد على تقنية فنية عالية قائمة على مونتاج القطع والمزج تتبدى ببراعة وجمالية في تداخل الأزمنة. لقاهرة تختار المجموعة القصصية "حقيبة متربة وجورب أبيض" للكاتب حسام القاضي، شخصياتها من الواقع المكلل بالمشكلات والمكبل دون طموحاته، ليحاول أن يرسم خطوات خارج المألوف. الكاتب الذي درس الفن ينحاز إلى التفاصيل، وكأنه يرسم لوحة بينما يقدم الحس السردي له سخرية متهكمة، لغوية ومعنوية، تسمح للقاريء بتداول الكوميديا السوداء. آراء كثيرة واكبت نشر هذه المجموعة القصصية التي صدرت عن سلسلة "أصوات معاصرة" بمصر (العدد 227)، حيث كتب القاص والناقد مجدي جعفر، تعليقا على قصة "ولكنه حي" بأن القاضي "قاص حاذق وموهوب ولديه القدرة على اختزال أعقد القضايا وأصعب المشكلات في جمل قليلة لا تشغل حيزا كبيرا بما يثيرنا فنيا وفكريا". ويصف الدكتور مازن لبابيدي أسلوب الكتابة في "حقيبة متربة وجورب أبيض" بالبساطة مع اختيار مفردات منتقاة ببراعة وجيدة التوظيف في السياق مبتعدا عن التعقيد في التراكيب اللغوية، جنبا إلى جنب مع التشويق والتصعيد الهادئ للأحداث ما يشد القارئ للقصة دون أن يشعر بالقلق أو الإثارة المبالغة التي لا تتناسب مع الحدث. وترى قراءة د. مصطفى عراقي لكتابات القاص حسام القاضي اعتماده تقنية فنية عالية قائمة على مونتاج القطع والمزج تتبدى ببراعة وجمالية في تداخل الأزمنة عبر لقطات استراجعة تشكل ملمحا رئيسا في قصصه، وتتجلى جمالية الاسترجاع عنده بمشاهد نصية تحمل واحدتها فكرة قصة متكاملة يتم إدراجها خلال النص بمهارة الفصل المتصل كما في "نفس ما أرادوا"، أو التداخل التام كما في "بيتزا"، وهما من أبرز قصص المجموعة. فيما ترى وفاء شوكت خضر أن حسام القاضي يعتمد على الرمزية المكثفة في قصصه بشكل لا يجعل القارئ يفقد التركيز أثناء عملية البحث الفكري، وهو يتابع قراءة أحد نصوصه حيث يتحكم دوما بالخيوط التي يستخدمها لنسيجه القصصي، دون أن يفقد أحدها بما يمنحنا متعة القراءة. ويتوقف الناقد أحمد عيسى أمام العنوان كأحد العناصر المهمة في العمل القصصي "الذي يأتي ملفتاً يعبر عن القصة لكنه لا يفضحها، يجذب الأنظار مثيراً يختصر القصة كلها دون أن يشي بما فيها". يذكر أن قصص المجموعة كتبت ونشرت على مدى أكثر من عقدين في مدن وصحف مصر وعُمان والكويت، وأهداها المؤلف إلى "أبطال ثورة 25 يناير الذين غيروا مجرى التاريخ. تحية إجلال وعرفان إلى شهدائنا الأبرار".