رغم كل المكاسب التي حققتها المرأة المصرية خلال السنوات الماضية حتي أنها وصلت إلي أعلي المناصب إلا أن ظاهرة تسرب الفتيات من التعليم وعدم التحاق أعداد كبيرة منهن بالمدارس مازالت تخيم علي المجتمع وتهدد باستمرار وجود نسبة كبيرة من الأمية لدي البنات سيدات المستقبل!! وزارة الأسرة والسكان قررت مواجهة هذه الظاهرة والتصدي لها من خلال آفاق مدارس صديقة خاصة في محافظات الصعيد وذلك بالتعاون مع مؤسسة "مصر الخير" التي يرأس مجلس إدارتها فضيلة د. علي جمعة مفتي الجمهورية وقد شهدت الأيام الماضية نشاطا كبيرا لدراسة هذه الظاهرة والعمل علي وضع حلول عاجلة لها. نظمت الوزيرة د. مشيرة خطاب مائدة مستديرة مع الأطفال ناقشت فيها هذه القضية مؤكدة أن حرمان الأطفال خاصة البنات من التعليم يرجع إلي الزيادة السكانية التي أدت إلي أعباء كثيرة لرب الأسرة دفعت إلي عدم تعليم أولاده خاصة البنات بسبب ضيق ذات اليد. قالت إن الحكومة حققت التزامها بمجانية التعليم لكافة الأطفال من الذكور والإناث علي حد سواء مشيرة إلي أن ولي الأمر الذي يرغب في أن ينفق علي تعليم أطفال بإدخالهم مدارس خاصة سيتيح الفرصة في ترك أماكن لأطفال فقراء أكثر احتياجا للاستفادة من مجانية التعليم. أوضحت أنه يجب الإنفاق علي الأطفال وضمان عدم تسربهم من التعليم حتي تستطيع القضاء علي الأمية مؤكدة علي أهمية دور الإعلام في هذا الصدد لتوعية الأسر الفقيرة والمهمشة بضرورة الارتقاء بأوضاع أطفالها. كما عقدت الوزارة خلال هذا الأسبوع المؤتمر الإقليمي للمرصد القومي لحقوق الطفل خصصت العديد من الجلسات لمناقشة ظاهرة تسرب البنات من التعليم وقد أصدر في ختام أعماله العديد من التوصيات التي أكدت علي ضرورة بذل كل الجهود لمواجهة ظاهرة تسرب الفتيات من المدارس واتخاذ إجراءات رادعة ضد من يحرم بناته من التعليم طبقاً لقانون الطفل. وقد أكد د. علي جمعة مفتي الجمهورية علي ضرورة تعليم البنات لأنها المفتاح لتحقيق كل تقدم وحل لجميع المشكلات المستقبلية. أشار إلي أن اختيار محافظة أسوان لتنفيذ البروتوكول وإنطلاقاً من ارتفاع معدل تسرب الفتيات من التعليم في محافظات الصعيد. أوضح أن الصعيد شهد طفرات كبيرة في التنمية خلال السنوات الماضية مؤكداً أن تعليم البنات قضية محورية يبني عليها الأمن والأمان والاستقرار والمساواة والحقوق التي يجب كفالتها لكل المواطنين. قال فيليب دوامال ممثل منظمة الأممالمتحدة للطفولة بمصر "اليونسيف" خلال المؤتمر علي أن الأطفال لهم الحق في التعليم وفي الرعاية حتي لا يشعروا بالتمييز داخل المجتمع مؤكداً علي تأييد منظمة اليونسيف للجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة في مجال مواجهة تسرب الفتيات من التعليم. التقت "المساء" مع عدد من الأطفال المشاركين بالمؤتمر. تقول الشيماء صبري طالبة بالصف الأول الإعدادي بمدرسة بن يزيد بالمرج: إن هناك العديد من الأسر ترفض تعليم البنات بسبب ارتفاع مصروفات المدارس وقيام المدرسين بفرض الدروس الخصوصية والمجموعات علي التلاميذ وإلا تعرضوا للرسوب في المواد الدراسية. طالبت بضرورة منع الدروس الخصوصية أو المجموعات الدراسية حتي يكون التعليم مجانا بالفعل ولا تتسرب البنات من المدارس. ويتفق معها يوسف أبوالمعاطي دبلوم صنايع مؤكداً: أن الدولة تدعم التعليم المجاني إلا أن كثافة الفصل الدراسي وصلت في بعض المدارس إلي 100 تلميذ.. فهل هذا معقول وهل يمكن أن يكون هناك تعليماً في هذا الفصل الدراسي؟ أضاف أنه انتشرت أيضاً خلال السنوات الأخيرة ظاهرة أن التعليم لا ينفع صاحبه بدليل حصول الآلاف من الشباب علي شهادات عليا ومع ذلك لا يجدون فرص عمل وان وجدوا ففي مجالات بعيدة تماما عن مجال دراستهم. أكد علي ضرورة إقامة المزيد من المدارس حتي لا تزيد كثافة الفصل علي 40 تلميذاً فقط حتي يكون هناك تعليم بالمدارس. وتقول آية بهاء الدين بالصف الثاني الإعدادي بمدرسة الشرفا الإعدادية إن المدارس لم تعد بها أنشطة ترفيهية تشجع التلاميذ علي التعليم وذلك بسبب الزحام في الفصول وتعدد الفترات الدراسية. وتؤكد أن الحل هو إقامة مدارس جديدة وعلي مساحات كبيرة حتي تمارس بها كل الأنشطة التي تشجع الفتيات علي حب الدراسة والتعليم. وتتفق معها حنان سعد مدرسة المجتمع المحلي بالجزيرة إنها قررت وهي في الصف السادس الابتدائي الخروج من المدرسة بسبب الفوضي الموجودة وسوء المعاملة من المدرسين والتلاميذ مشيرة إلي أن والدها صعيدي ورفض أن تستمر في هذه الظروف ولكنها بعد فترة قررت العودة للدراسة من خلال مدرسة جديدة ومتطورة وبالفعل استكملت دراستها حتي وصلت إلي الصف الأول الثانوي وهي تنوي الاستمرار في الدراسة حتي تحصل علي شهادة جامعية. وتطالب فاطمة رضا بالصف الأول الثانوي بمدرسة الأميرية الثانوية: بمحاكمة ولي أمر التلميذ أو التلميذة الذي يمنع ابنه أو ابنته من التعليم. لأن التعليم هو أساس ومحور حياتنا حتي ان كانت النتائج سلبية بمعني ان الحصول علي شهادة لا يؤدي إلي وظيفة أو عمل ولكن لابد من وقف التسرب من التعليم بكل الوسائل. وتطالب أسماء حمدي بالصف الثاني الاعدادي بالاهتمام بتدريس اللغات الأجنبية والكمبيوتر بالمدارس حتي يكون الخريج علي مستوي عال من التعليم والثقافة. أما ماجدة برسوم مسئولة وحدة العنف ضد الأطفال بوزارة الأسرة والسكان ان استخدام العنف ضد التلاميذ والتلميذات هو أحد أسباب التسرب من التعليم مشيرة إلي ان الوزارة تتلقي من خلال خط نجدة الطفل 16000 العديد من البلاغات حول استخدام العنف في المدارس وان الوزارة تقوم بتحويل هذه البلاغات إلي الجهات المختصة للتحقيق فيها.