قصتي طويلة ومريرة لكني سأحاول إيجازها قدر الإمكان.. بدأت عندما جاءني ذات يوم والد زوجتي يرجوني الانتقال وأسرتي الصغيرة إلي منزله الكبير. فقد بلغ وزوجته من العمر أرذله وباتا في أمس الحاجة لمن يرعاهما في هذه السن فمن يكون أحن من ابنتهما.. زوجتي؟! في البداية رفضت نهائياً الفكرة تجنباً لأية مشكلات بيني وبين أشقاء أم أولادي مستقبلاً. وطرحت عليهم حلا آخر يضمن عدم تقصير زوجتي في حق أبويها من الرعاية وهو أن تذهب إليهما يوميا لمتابعة أحوالهما والمبيت ان استدعي الأمر.. لكنهم رفضوا هذا الطرح وتمسكت من جانبي بموقفي لكن لم يدعني والد زوجتي وجاءني ملتمسا قبول طلبه فلم يبق في العمر بقية وحاجته لمن ترعاه وأم ابنائه تزيد.. أبكاني الرجل وهو ما جعلني أرضخ وأوافق علي الانتقال وأسرتي إلي منزل عائلة زوجتي الكبير. منذ أن وطأت قدماي بيت هذه العائلة وأنا أتجنب الصدام مع أشقاء زوجتي وساعدني في ذلك كثرة سفري حيث ذاع صيتي في مجال تحكيم المباريات لكن بمرور الوقت بدأت المشكلات تتصاعد في البيت لتنافس الأشقاء علي الإقامة فيه حتي جاء اليوم الذي جاءني ولدي الوحيد وكان لم يتجاوز التاسعة من عمره شاكيا كثرة طلبات خاله له بالنزول لشراء احتياجات أهل بيته!! تحدثت لزوجتي للتدخل عند شقيقها وحل المشكلة لكنها كعادتها التزمت الصمت مما دفع صغيري مع استمرار استغلال الخال إلي حمل حقيبة ملابسه وكتبه المدرسية ليذهب للإقامة مع عمته ورضيت بذلك. في أحد الأيام استيقظت علي مكالمة هاتفية تخبرني بضرورة الحضور إلي المستشفي العام وفي الطريق حدثني قلبي بأن ولدي مات.. نعم مات اثناء عبوره مسرعا وسط السيارات عسي أن يمهل القدر ويراني وأمه مثلما اخبر عمته "ماما وبابا وحشوني قوي"!! استسلمت لقضاء الله وقلت في نفسي لعل هذه المصيبة التي نزلت بنا جميعا تجعل اشقاء زوجتي ومعظمهم يعملون بالداخلية يعدلون من أسلوب تعاملهم معنا خاصة أنه لم يعد لنا سوي ابنة واحدة متزوجة ومعها طفلتان.. لكن ما حملته لنا الأيام كان أشد مرارة وعذابا.. فقد توفي والدا زوجتي ليبدأ الصراع الذي كنت أحسب له حسابه جيدا أذاعت زوجات الاشقاء بأن الشقة التي نقيم بها سجلها حماي قبل وفاته باسم زوجتي مما دفعهم إلي اقتحام المسكن علينا بل والاعتداء عليَّ وعلي حفيدتي ليزداد الموقف اشتعالا ويزداد صمت زوجتي. حاولت ممارسة حقي في الإبلاغ عن واقعة اقتحام منزلي وفي مديرية الأمن بمجرد ان سمعوا لمن أوجه اتهامي تهربوا من قيد الواقعة التي ستطال زميلا لهم. لم أيأس وتمسكت بحقي في تحرير المحضر لكن لم يمض وقت طويل حتي فوجئنا بمعاودة أشقاء زوجتي لاقتحام الشقة علينا فاستغثنا بالنجدة التي أرسلت مندوبا لاستطلاع الأمر وانتهي المشهد بحبسنا جميعا داخل المنزل بعد غلق ولو بالجنازير!! بعد ساعات نجح الجيران في تحريرنا بعد كسر البوابة فأسرعت لقسم الشرطة لتقديم بلاغ جديد لأفاجأ هذه المرة بايداعي بالحجز بتهمة اصابة شقيق زوجتي في وجهه ولا أدري كيف ومتي حدث هذا وأنا المجني عليه وليس الجاني!! ظللت بالحجز حتي جاء ثلاثة محامين لإخلاء سبيلي.. وما إن خرجت من القسم حتي عدت إليه ثانية وهذه المرة كانت ايضا للابلاغ عن اقتحام اشقاء زوجتي للشقة وتحفظهم علي جميع متعلقاتي واموالي مثلما أبلغني الجيران!! قمة المفاجآت أن جميع المحاضر المحررة بتلك الوقائع لم يجد فريق المحامين الذي وكلته لها أثرا بقسم الشرطة.. اختفت المحاضر التي تحمل دليل براءتي من الاتهامات التي حاول أهل زوجتي الصاقها بي دون جريرة ارتكبتها في حقهم طوال حياتي.. فلم يصونوا الجميل حينما تنازلت عن استقراري ورضخت لرغبة ابيهم المسن للانتقال للعيش معهم فلم أسلم من مضايقاتهم مما دفع ولدي الوحيد للهروب من عمته بعيدا عن هذا البيت.. حتي فقدته للابد. لقد أنتقلت الآن للإقامة في بيت أسرتي.. ولا أدري ما مصيري إن لم تظهر تلك المحاضر التي تحمل دليل براءتي من اتهامات أهل زوجتي..؟ ما مصيري وموعد النظر في القضية منتصف الشهر المقبل؟.. أرجوكم ساعدوني علي طي هذه الصفحات المريرة من سجل حياتي.. علما بأن زوجتي لا تزال صامتة!! الكابتن م. م الدقهلية û المحررة: حقاً ما أقسي أن يقابل العطاء والتسامح بكل هذا النكران والجحود فوفقا لروايتك لقد سعيت بكل ما أوتيت لارضاء أهل زوجتك حينما تنازلت كما ذكرت عن حقك في الاستقرار بعيدا عن مشاكل الاشقاء عندما تجمعهم الإقامة في منزل واحل.. وتحاشيت قدر المستطاع الصدام معهم حينما أذعنت لرغبة ابنك الصغير للانتقال للعيش مع عمته بعيدا عن استغلال الخال حتي جاء خبر فقده . حقا تحاملت علي نفسك كثيراً "يا كابتن بروحك الرياضية الجميلة وبدلاً من أن يترفقوا بك وبشقيقتهم التي وجدت نفسها عاجزة امام تصرفاتهم فلم تملك سوي الصمت مما شجعهم علي التمادي مستندين إلي مراكزهم الوظيفية. لكن ثق انه لن يضيع أبداً حق وراءه مطالب فامامك مكتب النائب العام لكي تطرقه وتتخذ كافة الإجراءات اللازمة للكشف عن تلك المحاضر التي تحمل دليل براءتك من كل الاتهامات الموجهة إليه.. ومن المؤكد ان طاقم المحامين الذي معك علي دراية بان الوقت لم يمض بعد وان فرصتك لاسترداد كل متعلقاتك وأموالك مازالت قائمة لكن الأمر سيحتاج بعض الانتظار فاصبر واحتسب.. ويقيني ان العدالة ستأخذ مجراها وستعود لتمسك بدفة حياتك من جديد دون ان تنحرف أهدافك أو تتسلل إلي المنطقة التي تهدر فيها عادة زمن المباريات حينما تخرج الكرات "أوف سايد"!! ملحوظة: كافة البيانات الخاصة بالوقائع التي ذكرها صاحب المأساة لدي الجريدة.